هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اتهمت صحيفة "نيويورك تايمز" وزارة الدفاع (البنتاغون) وإدارة الرئيس دونالد ترامب بتضليل الشعب الأمريكي، بشأن المشاركة المتزايدة في حرب اليمن، التي لا شأن لأمريكا فيها.
وجاءت افتتاحيتها تعليقا على تقرير نشره مراسلها حول توسيع للمهام الأمريكية في اليمن، من خلال إرسال الولايات المتحدة الأمريكية قوات سرية لمساعدة الجيش السعودي في الحرب التي يخوضها ضد الحوثيين في اليمن.
وتذكر الصحيفة أن وحدة من القوات الخاصة الأمريكية انتشرت نهاية 2017، على الحدود السعودية مع اليمن؛ لمساعدة الرياض في تدمير مخابئ الصواريخ التي يملكها المتمردون الحوثيون.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "هذا يكشف عن كذب بيانات البنتاغون، بأن المساعدة الأمريكية للحملة التي تقودها السعودية في اليمن محدودة بتوفير الوقود للطائرات في الجو، والتشارك في المعلومات الاستخباراتية، ولا علاقة لها بالعمليات القتالية".
وتشير الصحيفة إلى شهادة قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل أمام الكونغرس في آذار/ مارس، ففي رد على مطالب السيناتورات معرفة إن كانت القوات الأمريكية تشارك في الأعمال العدائية ضد الحوثيين، قال الجنرال فوتيل إن القوات الأمريكية "ليست جزءا في هذا النزاع".
وتلفت الافتتاحية إلى أن أمريكا تقاتل المتطرفين في 14 دولة، مؤكدة أن "الحوثيين لا يشكلون تهديدا على الولايات المتحدة، لكنهم يتمتعون بدعم إيران".
وتحذر الصحيفة من مخاطر نشر وحدات الكوماندوز وحصول مواجهة مباشرة مع هذا البلد، خاصة أنها تشكل مصدر غضب للإدارة الأمريكية والسعوديين والإسرائيليين، مشيرة إلى أن الحوثيين أطلقوا منذ اندلاع النزاع في اليمن، قبل ثلاث سنوات، عدة صواريخ بالستية على الرياض ومدن سعودية أخرى.
وتعتقد الافتتاحية أن "قرارا عسكريا بهذه الأهمية يحتاج لنقاش عام، يدفع الرئيس وجنرالاته لتبرير هذا الفعل وتحميلهم مسؤولية النتائج، لكن الضوابط والمعايير التي تلتزم بها الحكومات الدستورية في تراجع منذ هجمات أيلول/ سبتمبر 2001، حيث أصبح الأمريكيون غير مبالين أو مهتمين بحروب البلد المتعددة ضد الإرهاب، فيما تخلى الكونغرس عن دوره الدستوري ومشاركة الرئيس المسؤولية في إرسال القوات إلى المعركة".
وتنوه الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة نشرت القوات أولا في اليمن لمحاربة تنظيم القاعدة هناك، وبناء على قانون تشريع الحرب في مرحلة ما بعد أيلول/ سبتمبر 2001، إلا أن الكونغرس لم يوافق بشكل محدد على المشاركة الأمريكية ودعم الحملة السعودية ضد الحوثيين.
وتنتقد الافتتاحية صمت الرئيس ترامب بشأن العمليات العسكرية، خاصة أنه منح القادة العسكريين الصلاحيات لاتخاذ القرارات العسكرية بعيدا عن البيت الأبيض، ولم يحدد في الوقت ذاته استراتيجية حول أهداف الحملة الدولية ضد الإرهاب، وما يمكن أن تحققه.
وتشير الصحيفة إلى الآثار الكارثية التي خلفتها الحملة السعودية على اليمن، حيث أدت إلى خلق أسوأ كارثة إنسانية في العالم، وهناك الملايين على حافة المجاعة، ومليون يعانون من مرض الكوليرا، بالإضافة إلى وجود مليوني نازح.
وتورد الافتتاحية نقلا عن خبراء قانونيين وحقوقيين، قولهم إن مقتل آلاف المدنيين، والحرمان من المساعدات الإنسانية، التي حملت السعودية مسؤوليته، من جرائم الحرب التي يمكن أن تجعل الولايات المتحدة متواطئة معها.
وتفيد الصحيفة بأن الحرب بدأت عام 2014، عندما سيطر المقاتلون الحوثيون، بدعم من المقاتلين الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، على العاصمة صنعاء والكثير من مناطق البلاد، منوهة إلى أن تحالفا بقيادة السعودية، وحظي بدعم من الرئيس باراك أوباما، قام في عام 2015 بهجمات عنيفة، بما في ذلك آلاف الغارات ضد المقاتلين الحوثيين، بالإضافة إلى تقديم الدعم للقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وتستدرك الافتتاحية بأنه "رغم أن الحرب دخلت حالة من الانسداد، دون وجود منظور للنهاية، إلا أن ولي العهد الصاعد، الأمير محمد بن سلمان، يبدو مصمما على تحقيق النصر، رغم الأهوال التي تسببت بها الحرب، ويشعر بالجرأة بعد لقائه مع ترامب، واستعداد الأخير بيع المملكة أي سلاح متقدم تريده".
وتقول الصحيفة إن صواريخ الحوثيين تظهر أن السعودية اليوم أقل أمنا مما كانت عليه قبل الحملة الجوية، وتدعو إلى خطة سلام؛ من أجل وقف الحرب والقتل، لافتة إلى أن الأمم المتحدة تخطط لاستئناف مفاوضات السلام، مع أن "الأمير محمد والرئيس ترامب غير مهتمين".
وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالإشارة إلى أن الكونغرس يمكنه دفع فرص نجاح الخطة، من خلال تخفيض الدعم العسكري للسعودية، والتصويت ضد مشاركة القوات الأمريكية في قتال الحوثيين في اليمن.