نشرت مجلة "سو فوت" الفرنسية تقريرا بينت فيه أن المؤتمر الـ68 للاتحاد الدولي لكرة القدم (
الفيفا) سينعقد بعد أربعين يوما، لإعلان اسم الدولة التي ستحظى بشرف استضافة
كأس العالم لسنة 2026. ويبدو أن إمكانية فوز ملف المغرب بشرف الاستضافة على حساب ملف أمريكا الشمالية يقلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن المغرب وضع ميزانية لملف استضافة مونديال 2026 بلغت 15.8 مليار دولار، لمنافسة ملف التنظيم المشترك الثلاثي بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية. وحسب آخر تقرير نشر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية، يحتل المغرب على سلم مؤشر التنمية البشرية المرتبة 123 عالميا.
وذكرت المجلة أن الخبير الجيوسياسي في الرياضة، جان باتيست غيغان، يتوقع أنه "في البداية، ليس للمغرب حظوظ لاستضافة كأس العالم سنة 2026، فهناك فارق بقرابة 200 مرتبة بين مؤشر ثراء الولايات المتحدة وثراء المملكة المغربية. وهذا يعني أنه من الطبيعي، أن يصعب على أي ملف نيل قبول على حساب ملف أمريكا الشمالية".
وأشارت المجلة إلى أن فكرة تنظيم كأس العالم بين ثلاث دول لا تبدو مقنعة على أرض الواقع، خاصة أنه من بين 23 مدينة مرشحة لاستضافة كأس العالم لسنة 2026، 17 مدينة منها أمريكية، الأمر الذي يجعل من الولايات المتحدة الممثل الرسمي لملف أمريكا الشمالية. وعلى الرغم من أن دونالد ترامب ليس مهتما بكرة القدم، إلا أنه يعي جيدا أن هذه اللعبة تحظى بشعبية هائلة.
وأفادت المجلة بأن ملف أمريكا الشمالية تشوبه عيوب، فخلافا للمغرب، لا تعتبر الولايات المتحدة من الدول التي تحظى فيها
كرة القدم بشعبية كبيرة. وفي الوقت الذي تهتز فيه ملاعب كرة القدم في المملكة المغربية كل أسبوع على وقع الحضور الجماهيري المكثف، تعمل الولايات المتحدة على الاستثمار في الدوري الأمريكي لكرة القدم بهدف جذب أكبر عدد من الجماهير لمشاهدة المباريات.
وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الحضور الجماهيري في ملاعب الدوري الأمريكي لكرة القدم، لا تتجاوز 20 ألف متفرج، أي أقل من عدد الجماهير المسجلة في مباريات الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية.
وأوردت المجلة أنه من بين نقائص ملف أمريكا الشمالية، أزمة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وجارتها المكسيك، ما يطرح إشكال تحديد الدولة التي ستستقبل الجماهير. ولسائل أن يسأل، كيف يمكن تقديم ملف مشترك بين واشنطن والمكسيك في الوقت الذي ينوي فيه ترامب تشييد جدار يفصل بين الدولتين؟
كما تساءلت المجلة كيف لدولة تعمل على حماية حدودها من تدفق المهاجرين أن تجاري موجة المشجعين في كأس العالم؟ وإذا أراد مشجعون من أمريكا اللاتينية استغلال فعاليات كأس العالم للهجرة بصفة غير شرعية إلى التراب الأمريكي، فهل ستمكن واشنطن المشجعين الوافدين من كولومبيا والأرجنتين مثلا من تأشيرة دخول مؤقتة؟
ونقلت المجلة على لسان جان باتيست غيغان، الذي ألف كتابا عن الرهانات التي تنتظر كأس العالم في روسيا، قوله إنه "يبدو أن ملف ترشح المغرب الخامس أكثر جدية من سابقيه، حيث صحح المغاربة ثغرات الملفات السابقة لاسيما من ناحية الميدان اللوجستي والاتصالات الدولية".
وأكدت المجلة أن نجمي الكرة الأفريقية صامويل إيتو وديدييه دروغبا يلعبان دور سفراء لملف ترشح المغرب، إلى جانب أسطورة كرة القدم الجزائرية، لخضر بلومي، الحائز على الكرة الذهبية الأفريقية سنة 1981، والذي عبر عن موافقته العاجلة لتمثيل المغرب بما أنه "بلد شقيق" على حد تعبيره.
وذكر لخضر بلومي أنه "في حال عرضت علي أي دولة أخرى من القارة تمثيلها، على غرار السنغال أو نيجيريا، سأقبل مباشرة، فأنا قبل كل شيء مواطن أفريقي". كما أكد بلومي أنه "جغرافيا، يعتبر ملف المغرب مثاليا، حيث لا تبعد المملكة سوى ثلاث ساعات جوا عن أوروبا".
وقالت المجلة إن فرنسا تدعم ملف ترشح المغرب، حيث عبر رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، نويل لوغرايت، عن دعمه علنا للمملكة المغربية. وحيال هذا الشأن، أكد: "لا أرى مانعا من دعم دولة قريبة منا، كما أن القارة الأفريقية لم تستضف في تاريخها فعاليات كأس العالم سوى في مناسبة واحدة، وهذا قليل".
وأوضحت المجلة أن المغرب يحتاج إلى حصد الأغلبية من أصوات 207 اتحادات لكرة القدم للفوز بشرف استضافة كأس العالم لسنة 2026. ومن جهتها، طلبت الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم موافقة 53 كونفدرالية أفريقية على دعم ملف المغرب. وعلق جان باتيست غيغان على ذلك مؤكدا أنه "في الوقت الحاضر، تصب جميع الظروف لصالح المغرب".
وفي الختام، ذكرت المجلة أنه يوم 26 آذار/ مارس الماضي، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم بغتة تعديل معايير تقييم ملف الترشح لاستضافة كأس العالم لسنة 2026، حيث أضحى إجباريا على كل مدينة تستضيف مباريات كأس العالم أن لا يقل عدد سكانها عن 250 ألف نسمة مع توسيع المناطق التي ستأوي الجماهير.