هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأسباب التي جعلت ترامب وكيم جونغ أون يختاران سنغافورة لعقد أول قمة تاريخية تجمع بينهما.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأميركي قد أكد عبر حسابه الشخصي على موقع تويتر أن "اللقاء المرتقب بينه وبين كيم جونغ أون سيعقد في سنغافورة يوم 12 حزيران/يونيو". وأضاف ترامب: "سنحاول أيضا أن نجعل هذا اللقاء بمثابة لحظة خاصة جدا للسلام العالمي".
وعلى ما يبدو أن هذه الدولة الواقعة في شمال شبه الجزيرة الماليزية، ستخلد عملية مصالحة لم يكن أحد يتوقعها.
لكن السؤال المطروح هنا؛ لماذا قرار كلا الزعيمين في النهاية الالتقاء في هذه المنطقة، التي كانت في السابق إحدى مستعمرات الإمبراطورية البريطانية؟
وبينت الصحيفة أن هناك العديد من العوامل التي تجعل من سنغافورة المكان المثالي للقاء الأول في التاريخ الذي سيجمع بين رئيس الولايات المتحدة ونظيره الكوري الشمالي. ومن أبرز الأسباب وراء ذلك، الموقف المحايد الذي تتبناه العاصمة السنغافورية، والبلاد عموما. إلى جانب ذلك، لطالما كانت سنغافورة حليفا مهما للولايات المتحدة في القارة الآسيوية، كما سمحت لها باستخدام قاعدة تشانجي البحرية على اعتبارها مرسى لسفنها القتالية وناقلات الطائرات الخاصة بها التي تنشط في المحيط الهندي. ومن جانبها، تملك بيونغ يانغ في العاصمة السنغافورية واحدة من سفاراتها السبع والأربعين المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
وأبرزت الصحيفة أن الأمن المكثف يعد العامل الرئيسي الذي دفع كلا الزعيمين إلى اختيار سنغافورة لعقد هذه القمة، خاصة بالنسبة للجانب الأمريكي. ففي الواقع، تولي سنغافورة أولوية قصوى لحماية الرئيس ترامب أكثر من أي شيء آخر. لذلك، تم استبعاد فكرة عقد هذه القمة في المنطقة المنزوعة السلاح بين كوريا الشمالية والجنوبية. وأكد العديد من الخبراء أن سنغافورة قد رحبت كثيرا بهذا القرار.
وتجدر الإشارة إلى أن سنغافورة قد استضافت أيضا عدة لقاءات بين قادة دوليين بارزين للغاية، وقد عُقدت هذه الاجتماعات في كنف سرية كبيرة، على غرار اللقاء الذي جمع الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره التايواني ما يينغ جيو في تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2015.
وبينت الصحيفة أن هذه القمة ستنعقد على وجه التحديد في فندق شانغريلا بسنغافورة، الواقع في حي مرموق من العاصمة، حيث يقام كل سنة أهم منتدى للأمن في المنطقة. ومن المعلوم أن هذا الفندق اعتاد تنظيم مثل هذا النوع من الأحداث، مما يخوله أن يحتضن اللقاء بين كل من ترامب وكيم. ومن المثير للاهتمام أن سنغافورة تتسم أيضا باقتصاد رأسمالي وتحرري أكثر من جيرانها في المنطقة.
وأفادت الصحيفة أن الموقع المتميز لسنغافورة يعد من بين الأسباب التي أهلتها لتكون شاهدا على هذا اللقاء التاريخي، خاصة وأنها تقع على بعد حوالي 5 آلاف كيلومتر من بيونغ يانغ. من جهة أخرى، أعرب بعض المحللين الأمنيين في الأسابيع الأخيرة، عن قلقهم حيال النقص المحتمل على مستوى الموارد الجوية الكورية الشمالية للانتقال إلى المناطق البعيدة. في المقابل، تلاشت هذه الفرضية هذا الأسبوع، خاصة بعد رحلة كيم على متن طائرة لشركة طيران كوريا، الكورية الشمالية، إلى مدينة داليان الصينية، حيث التقى للمرة الثانية وجها لوجه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وأوضحت الصحيفة أن المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية تسير على ما يرام منذ أن أظهر قادة الدولتين مدى استعدادهما للجلوس على طاولة الحوار. وقد بدأت هذه المحادثات بإعلان نظام كوريا الشمالية تعليق اختبارات الصواريخ الباليستية والإفراج، هذا الأربعاء، عن ثلاثة مواطنين أمريكيين تم احتجازهم في الدولة الآسيوية على اعتبارهم أسرى حرب. من جهة أخرى، أدى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو زيارة إلى بيونغ يانغ للتفاوض شخصيا بشأن ظروف لقاء رئيس بلاده مع كيم جونغ أون.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه، في الوقت الذي تبنى فيه ترامب نهجا عدائيا ومتشددا مع إيران، تسلح بسياسة الاسترضاء في آسيا ليضع يده بيد كيم جونغ أون. ويهدف ترامب من خلال ذلك إلى تحقيق أعظم إنجازات فترة رئاسته، التي تكمن أساسا في نزع السلاح النووي الكامل للنظام الكوري الشمالي.