هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر خاصة لـ"عربي21" الخميس، عن قرب انسحاب قوات النظام السوري والوحدات الكردية من مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، وذلك ضمن اتفاق تركي روسي في الشمال السوري.
وكانت مصادر أخرى كشفت لـ"عربي21"، قبل
أيام، عن مباحثات تركية روسية تجرى بهدف تسليم فصائل المعارضة السورية مناطق بريف
حلب الشمالي تخضع لسيطرة وحدات الحماية الكردية، في حين تنسحب المعارضة من مناطق
بريفي حماة وإدلب لصالح نظام الأسد.
وفي هذا الصدد، أكد المحلل والخبير العسكري اللواء
محمود العلي في حديثه لـ"عربي21"، على وجود اتفاق تركي أمريكي بمباركة
روسية حول انسحاب قوات النظام، بالإضافة إلى الوحدات الكردية من مدينة تل رفعت
والمناطق المجاورة لها.
وأوضح الخبير العسكري أن "الاتفاق بين الأطراف
الدولية المعنية (تركيا أمريكا روسيا) حتى تاريخه لم يتم إنجازه بشكل نهائي،
حيث لا تزال هنالك مباحثات مستمرة من أجل ترتيب آلية انسحاب قوات النظام والوحدات
الكردية من المنطقة".
اقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21": مباحثات روسية تركية حول شمال سوريا
وأكد اللواء العلي أنهم حصلوا على معلومات بشكل غير
رسمي حول اتفاق الأميركيين مع الجانب التركي على إدارة المدينة من خلال مجالس
محلية وإدارة محلية، حيث سيتم الإشراف من قبل الأميركيين والجانب التركي أمنيا على المنطقة.
وأوضح أن "الاتفاق متى سيبدأ تنفيذه؟ لا أحد يعلم. لكن بالنهاية النظام سينسحب إلى مناطقه ووحدات الحماية الذاتية ستنسحب كذلك إلى
شرق الفرات وهذا ما يعمل عليه في الوقت الحالي".
وأضرمت قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية
المتواجدة في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، أمس الأربعاء، النار في العديد من
منازل المدنيين في المدينة.
وتداول ناشطون معارِضون لنظام الأسد مقطعا مصورا قالوا
إنه لأعمدة الدخان المتصاعدة من المدينة، نتيجة الحرائق الواسعة.
ورأى اللواء العلي أن "إقدام قوات النظام
والوحدات الكردية على حرق بعض الأقران خلال الأسبوع الماضي، وقيامها اليوم بحرق
بعض المنازل في تل رفعت تؤكد أن موعد الانسحاب اقترب، لكن متى سيبدأ تنفيذه لا أحد
يعلم، وحتى الآن، لم تنته المفاوضات بين الأطراف المعنية".
اقرأ أيضا: أنباء عن انسحابات للنظام من تل رفعت.. ماذا وراءها؟
من جهته، يعتقد الباحث في مركز جسور للدراسات عبد
الوهاب عاصي أن تطبيق خارطة الطريق حول منبج بين تركيا وأمريكا، سيؤدي بالنتيجة
إلى انسحاب كامل وحدات حماية الشعب الكردية من كافة جيوبها في منطقة غرب الفرات.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "انسحاب
وحدات الحماية من منبج سيؤدي بالضرورة إلى عدم الإبقاء على قوة لها في تل رفعت،
وبالتالي فإنه هنا يمكن فهم التحرك التركي المتوازي في منبج وتل رفعت، حتى تصبح الوحدات
الكردية أمام خيار واحد، وهو ربط مصيرها في تل رفعت بمنبج".
وفي ما يخص قوات النظام العاملة في تل رفعت، لفت عاصي
إلى أن "هذه القوات وجودها في هذا الجيب شكلي ولا يتعدى ذلك، حيث تتواجد
وحدة عسكرية رديفة تحمل اسم القوات الشعبية وتسليحها ليس بالكبير، والسبب في ذلك
أن تركيا منذ أيام عملية غصن الزيتون منعت النظام من إرسال تعزيزات ضخمة".
واستدرك عاصي قائلا: "لكن في حال انسحبت
الوحدات الكردية فقد تلجأ روسيا للضغط على تركيا من أجل عدم إدخال فصائل عسكرية لتل
رفعت وتسليمها لمجالس حكم محلية، حيث إنها ربما تعرض خيار عودة مؤسسات النظام السوري
الخدمية فيها، إلى جانب نشر نقاط تركية حتى لا تحصل تهديدات إضافية على نبل
والزهراء من قبل الفصائل".