في
الجزء الأول ناقشنا أطراف
صفقة القرن والمستفيدين منها، وما هي الأطراف التي تروج لها، وأدوات تنفيذها، واستراتيجية الصفقة، وكيف لعبت
مصر ودول الخليج دورا محوريا وضاغطا لتنفيذها... والآن نستعرض المعوقات، وخطوات التمهيد لإعلانها...
المعوقات:
أ- المعوق الأول: غزة كشعب، والمقاومة المسلحة في القلب منه.
وسيناريوهات التعامل مع هذا المعوق هي:
1- إحكام الحصار مع الفصل التام بين غزة والكيان الجديد، مع تسهيل انتقال السكان من غزة إلى الكيان الجديد وإعادة تأهيلهم ودمجهم فيه، وتأجيل عملية حسم السيطرة على غزة، والعمل على توقف نمو القدرات العسكرية، واضطرار الغزيين إلى الدخول في الحالة الجديدة بعد إنهاء مشروع المقاومة.
2- ضربة عسكرية نواتها الأصلية قوات عربية (مصرية سعودية إماراتية)، وغطاء وإسناد دولي تحمل غزة على التسليم.
3- حرب
إسرائيلية شاملة على القطاع لإنهاء حالة المقاومة، وإن كان أقل الخيارات فرصة من وجهة نظري.
ب- المعوق الثاني:
الرفض الشعبي
الفلسطيني، فكل الفصائل ترفض هذه التسوية؛ حتى الذين يحضرون اجتماعات التنسيق ليلا يضطرون لإدانته ورفضه نهارا. وهذا قد يؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة في الضفة، ما قد يؤدي إلى تهاوي سلطة التنسيق الأمني فيها، وقد تمتد آثاره إلى داخل خط الـ48، وهذه الحالة تخشاها إسرائيل جدا، وهو ما يضر مشروع الدولة العبرية وقد يأخذ الأمور باتجاه عكسي.
ج- ردة الفعل الشعبي العربي، وأخطرها في الأردن ثم مصر.. والنظامان فيهما مطلوبان للقيام بالدور الرئيسي للصفقة، ولا يمكن تصور وجود فرص نجاح للصفقة بدونهما، وأي ردة فعل قوية يكون مبعثها الاقتناع بخيانة النظام لقضية الأمة.. إذا ترسخ ذلك في ضمير عموم الشعبين سيعصف ذلك، وحتما بالنظامين، لا من رأس السلطة فيهما، بل من أساس منظومة الحكم في كليهما، وقد تتطور الحالة لتشمل بلدانا عربية أخرى تعيش شعوبها حالة من الرفض المقهور إذا خرج للسطح لأي سبب فسيخرج عن السيطرة.
التمهيد للإعلان عن الصفقة:
أ- الإعلان عن إنهاء كل القضايا العالقة وبشكل صادم، يتبعه اعترف عربي ومباركة دولية.
1- القدس عاصمة اسرائيل وقرية ابوديس عاصمة لفلسطين أو (لاتحاد كونفيدرالي بين الضفة والاردن).
2- ترسيم الحدود بشكل نهائي والاعتراف بها دوليا.
3- الإعلان عن حق اللاجئين في العودة، ولكن إلى أراض جديدة في غزة وسيناء تحديدا (متحدين أو ككيان منفصل في
سيناء) مع فتح باب للتسجيل لترتيب ذلك وصرف مبالغ مالية مغرية كتعويضات.
4- الإعلان عن انتهاء حالة اللجوء وإلغاء الأونروا.
5- تسوية ملف المستوطنات بإخلاء بعض المستوطنات الصغيرة، والإعلان عن ضم الباقي لإسرائيل، خاصة حزام القدس.
6- الإعلان عن تعويضات مالية لمصر (قد تزيد عن 100 مليار دولار)، مقابل المساهمة بالأرض.
7- الإعلان عن حوافز مالية واستثمارية للأردن والسلطة الفلسطينية، قد تصل إلى 50 مليار دولار.
ب- أن يتم الإعلان من خلال قمة عربية أو مباركة عربية يتم التجهيز لها.
السيناريو الاول:
دولة فلسطينية على أراض من سيناء (2500 كم مربع، بـ50 كم مع ساحل البحر، 50 كم جنوبا)، وهي مساحة تعادل مساحة غزة بحوال سبع مرات.
ويتم الإعلان عن مبالغ ضخمة جدا لإنشاء البنية الأساسية لها قد تتجاوز تريليون دولار (أهمها ميناء ومطار عالميان)، أيضا إنشاء الكوبري العلوي الذي يربط بين السعودية ومصر (شرم الشيخ - تيران - الأراضي السعودية) لتمر منه التجارة الخليجية (سيناريو أ)، أو إنشاء نفق يربط بين سينا والأردن من (طابا- العقبة) بطول تسعة كيلومترات ولا يخضع للمراقبة الإسرائيلية، أيضا تحويل التجارة الخليجية لتمر عبر الكيان الجديد (سيناريو ب).
وله توابع أهمها ما يخص الضفة بعد احتفاظ إسرائيل بمستوطناتها:
أ- دمج الضفة والأردن في كيان واحد، مع الاعتراف بعاصمة رمزية في أبو ديس (سيناريو أ).
ب- إدارة الضفة بسلطة مدنية مستقلة في اتحاد كونفيدرالي مع الأردن (سيناريو ب).
ج- أن تظل الضفة بذات الوضع، مع ترسيم نهائي للحدود وعاصمة في أبو ديس، وسلطة منزوعة السلاح، ومنفصلة ماليا وإداريا عن إسرائيل وقطاع غزة (سيناريو ج).
د- إعلان قطاع غزة منطقة متمردة وإحكام الحصار عليها (وستظل نقطة شائكة)، وتأجيل ملف حسم الصراع مع حماس والسيطرة على القطاع إلى المستقبل.
السيناريو الثاني:
سيناريو دمج القطاع مع الكيان الجديد في سيناء، وهذا سيتطلب وقتا لحسم السيطرة على القطاع، ستبدأ بإعلان القطاع متمردا وتداعي العرب لإخضاعة وله خيارات.
- قوات عربية.
- تحالف دولي.
- قوات إسرائيلية وتمويل عربي وغطاء دولي.
...ثم القيام بنفس إجراءات تأسيس الكيان الجديد؛ من إنشاءات وما يلزمها من تمويل وخطة لكي يكون مزدهرا وجاذبا.
مقاومة الصفقة والعمل على إفشالها (تحتاج تطوير وإضافات)
1- دعم المقاومة في غزة وبأي شكل حتى تكون عصية أكثر على الكسر.
2- تفزيع الشعب الفلسطيني أكثر وأكثر من مآلات الصفقة، لتتحدث كل وسائل استطلاع الرأي عن ردة فعل يصعب السيطرة عليها داخل فلسطين بمكوناتها الثلاثة: الضفة وغزة والـ48.
3- العمل على أن يكون الإعلان عن الصفقة هو إعلان عن انتفاضة شاملة في كل فلسطين، والتجهيز لذلك.
4- تحصين رأي عام مصري يرفض فكرة بيع الأرض وإثارة موضوع الصفقة بإلحاح من الآن، بل يجب أن نتجاوز ذلك إلى طلب إعلان الموقف من بيع الأرض من الآن؛ من كل الشخصيات العامة والحزبية والأحزاب، بل طلب ذلك من المؤسسة العسكرية وكل شرفاء الوطن.
5- دعم موقف الملك عبد الله بن الحسين، ملك الأردن، الرافض حتى الآن، وصناعة حالة ضغط شعبي عليه تمنعه من التراجع.
6 - حشد رأي عربي وإسلامي أكثر رفضا وأكثر إيجابية.. فهل نستطيع؟