هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة جيروزالم بوست آنا أرونهايم إن "العلاقات الأردنية الإسرائيلية آخذة بالدفء في الآونة الأخيرة إلى الدرجة التي أرسلت فيها إسرائيل إلى المملكة دبابة متطورة من طراز ميركافاه بتصريح من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان".
وأوضحت في تقرير نقلته عنها صحيفة معاريف، وترجمته
"عربي21" أن "العلاقات الدبلوماسية بين عمان وتل أبيب تزداد متانة
في الفترة الماضية، وقد احتاج الأمر موافقة نتنياهو وليبرمان على نقل هذا السلاح،
لأن هذا النوع من الوسائل القتالية يعتبر خطيرا جدا، وليس بالعادة نقله إلى دولة
عربية، حتى وإن كانت ترتبط مع إسرائيل باتفاق سلام، حيث من المتوقع أن يتم عرض هذه
الدبابة في معرض يستعرض تاريخ المملكة، ودور الجيش الأردني في حفظ وبناء الأردن
الحديث".
وأشارت إلى أن "نتنياهو زار عمان أواسط حزيران/
يونيو الماضي، والتقى الملك عبد الله، عقب مرور عام من التوتر بينهما بسبب حادث
السفارة الإسرائيلية هناك، حين قتل حارسها الأمني اثنين من الأردنيين، وبعد تسعة
أشهر من الغياب أرسلت إسرائيل سفيرا جديدا لها إلى عمان في نيسان/ أبريل الماضي".
الكاتب بصحيفة "إسرائيل اليوم" نداف شرغاي
قال إن "الأردن منذ توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل عام 1994 تحول إلى شريك
هادئ لها في إدارة شؤون الأوقاف الإسلامية بالقدس، وباتت إسرائيل ترى في المملكة
كنزا استراتيجيا في مختلف الأصعدة، الأمنية والإقليمية، وشريكا مهما يمكن العمل
معه في مختلف قضايا المنطقة، وهناك العديد من أوجه التعاون بين عمان وتل أبيب".
اقرأ أيضا: هكذا قرأ محللون دلالات زيارة نتنياهو المفاجئة للأردن
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن
"إسرائيل تؤمن بما يعتقد به الأردن حول بقاء إشرافها الكامل على الأوقاف
الإسلامية في القدس، الواردة في اتفاق السلام بينهما، باعتباره أحد المداميك
القوية لاستقرار المملكة، بعد أن أصاب اقتصادها بعض من الزعزعة، في ظل بقاء القبائل
البدوية التي تعتبر مصدر ثقة القصر هي الأقلية في سكان المملكة، في حين أن
الفلسطينيين والإخوان المسلمين يعتبرون مصدر قلق مستمر للمملكة، وقد شكلوا تهديدا
لها أكثر من مرة".
وأوضح أن "الأردن يشعر بقلق تجاه تراجع سيطرته
على الأوقاف الإسلامية في القدس، تارة بسبب النفوذ التركي المتزايد فيها، وأخرى بسبب التطلعات السعودية نحوها، في ظل القناعات السائدة بأن الولايات المتحدة ترى في
السعودية، أكثر من الأردن، حجر الزاوية في مشروعها السياسي الإقليمي لكل المنطقة،
وهناك مخاوف أردنية من إقدام السعودية على الاتفاق مع الأمريكيين والإسرائيليين
لمنحها إشرافا كليا أو جزئيا على المقدسات الإسلامية في القدس، والإلقاء بالأردن
وتركيا خلف ظهرها".
وأشار إلى أن ذلك "دفع الملك الأردني إلى اتباع
قاعدة (عدو عدوي صديقي)، وجعله كثير السفرات إلى تركيا، وكأن لسان حاله: الأردن
ليس في جيب ترامب، ولا ضمن المحور المعتدل العربي، وجاءت النتيجة أن السعودية قللت
من حديثها عن الأوقاف الإسلامية في القدس".
وختم بالقول إن "الرياض حريصة على علاقات قوية
مع عمان، فهما ترتبطان بحدود جغرافية طويلة، ويمنع (الأردن) وصول العناصر المتطرفة إلى
السعودية، ولذلك فإن بقاء واستقرار الحكم الأردني مهم للسعودية بما لا يقل عن
المصلحة الإسرائيلية".