نشر موقع صحيفة "
شاغ كزداروفيو" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن الأشخاص المهووسين بمحاولة إبقاء كل شيء تحت السيطرة، ما يجعلهم يبالغون في تقديم التضحيات لأجل الآخرين. لكن، وفي خضم ذلك، قد ينسون الاهتمام بأنفسهم.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن سمة
التضحية من أجل الآخرين موجودة لدى
النساء أكثر من الرجال. فقد تجد أن بعض النساء يكرسن حياتهن بالكامل لأجل الآخرين، على غرار رعاية الأطفال والأقارب وتقديم المساعدة للأصدقاء وغيرهم. ونتيجة لذلك، قد تفقد
المرأة شعورها بذاتها في المقابل.
وأكد الموقع أن الآلاف بل وحتى الملايين من النساء اعتدن على تقديم الكثير من أجل الآخرين، إلا أنهن لا يحصلن على شيء مقابل ذلك. وعادة لا تفكر هؤلاء النساء ما إذا كان هذا النهج المتبع في حياتهن صائبا أم سيكون له تبعات سلبية، بل لا يفكرن حتى في مدى وجود توازن في حياتهن، بين ما يعطونه وما يُقدم لهن في المقابل.
وأشار الموقع إلى أن العطاء والتضحية يعد سلوكا إيجابيا، إلا أن المبالغة في ذلك تؤدي إلى
الإجهاد العاطفي والنفسي. وبناء على ذلك، ينبغي على المرأة أن تفهم أن قوتها محدودة ولا تكفي لتلبية رغبات الجميع. في الأثناء، تهمل المرأة نفسها ولا تولي رغباتها أو صحتها أي اهتمام. بالتالي، يجب أن تنتبه جيدا حتى لا تقود نفسها إلى الإجهاد خدمة للآخرين.
وأورد: "إذا انطبقت بعض الصفات التي سنأتي على ذكرها عليك، فهذه إشارة أن عليك التوقف عن إجهاد نفسك ومحاولة التفكير في سبل تغيير حياتك والتركيز على نفسك، بدلا من إفناء ذاتك من أجل الآخرين".
وكتب الموقع أن "عليك أن تحاولي أن تتذكري متى كانت آخر مرة تمتعت فيها بجو من السكينة والوحدة، مع العلم أن الهدوء ضروري لصحة الدماغ، كما يجعل أفكارنا أكثر تناغما. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج كل منا لإيجاد بعض الوقت لنفسه، وأن يركن للوحدة ليتمكن من استعادة نظام أفكاره واستيعاب مشاعره. وتساهم مثل هذه الممارسات في تعميق قدرتك على معرفة أنفسنا بشكل أفضل وشحن طاقنا من جديد".
وأضاف أن الكثير من النساء لا يخصصن وقتا كافيا لأنفسهن، حيث يركزن على تلبية احتياجات العائلة والأطفال والأقارب. ولكن، لحظات الوحدة مهمة حيث تغدق عالمنا الداخلي بالسلام. وبفضل مثل هذه اللحظات يتمكن الفرد من مقاومة المواقف العصيبة التي قد يواجهها في الحياة. وفي بعض الحالات، يكون الأشخاص قد اعتادوا على نمط الحياة السريع، لذلك قد يزعجهم الشعور بالوحدة ويشعرهم بالغربة.
وأكد أن المحادثات العاطفية لا يمكن إجراؤها إلا مع أشخاص مقربين وقادرين على الاستماع إلينا وفهمنا، على غرار الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة. وفي كل الحالات، من المهم أن تجمع المرأة بأحد ما علاقة تمكنها من التعبير عن عواطفها بكل راحة.
وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه المحادثات تساهم في تجريد المرأة من مخاوفها، كما تسمح لها بالتطرق إلى تفاصيل حياتها بشكل أعمق، والتعامل معها من منظور مختلف، بالإضافة إلى تغيير أسلوب تعاطينا مع بعض الأمور بمساعدة ودعم الأحباء. وفي هذا الإطار، عادة ما لا تجد المرأة التي تعاني من الضغوط طوال يومها والتي تهتم بالآخرين، مساحة من الوقت حتى تقوم بمثل هذه المحادثات المفيدة.
وذكر الموقع أنه حتى المرأة التي تقدم الكثير من أجل الآخرين، تتمتع بحق الشكوى. فلكل منا 24 ساعة فقط يوميا، لا يمكنه أن يخصص 90 بالمائة منها للآخرين. ومهما اعتقدت أنه بإمكانك التعامل مع أي مهمة وتلبية جميع طلبات الآخرين، فأنت بذلك تحملين نفسك ما لا طاقة لك به، وعاجلا أم آجلا ستجدين نفسك عاجزة عن تقديم المزيد.
وقال: "قد تكونين من النساء اللاتي استبعدن عبارة "لا أستطيع" من حياتهن، لكن الاعتراف بالعجز عن القيام ببعض الأمور مفيد أحيانا. وبناء على ذلك، لا بأس أحيانا بأن تُعربي عن شعورك بالتعب وأنك غير قادرة على تلبية طلبات البعض. كما لا بأس برفض مساعدة الآخرين أحيانا على حساب نفسك".
وبيّن الموقع أنه في بعض الأحيان قد لا يُقدر الآخرون قيمة الجهود التي تبذلينها لأجلهم. وتدريجيا قد يبدأ الأشخاص المحيطين بك في الاعتقاد بأن تضحياتك ومساعدتك لهم أمر طبيعي وبديهي. ولذلك، قد لا يتعاملون مع جهودك بامتنان. بالتالي، يجب عليك أن تحبي نفسك وأن تشعري بالفخر بإنجازاتك وجهودك اليومية وتقيمي نفسك لوحدك، نظرا لأن من حولك لن يفعل ذلك.
وأكد أن على المرأة أن تتعلم كيفية العناية بنفسها. وبما أنك شخص معطاء وقادر على الاهتمام بالآخرين ورعايتهم، فأنت قادرة أيضا على تقديم هذه الرعاية لنفسك لأنك الأحق بها. وفي هذا الشأن، لا بد أن تخصص المرأة وقتا لنفسها، كما أن عليها أن تتصرف بتلقائية وتسمح لنفسها بالقيام ببعض الأمور الغريبة حتى تتخلص من الطاقة السلبية. إلى جانب ذلك، ينبغي على المرأة أن تتخلى عن هوسها بحياة الآخرين وأن تسافر وتعثر على أصدقاء جدد، كما أن عليها الاعتناء بجسدها وجمالها.
وفي الختام، أفاد الموقع أنه من الضروري أن تحول المرأة أن تفكر في هذه الجوانب من حياتها، وتعمل على أن تخصص وقتا نوعيا لنفسها. في حال كنت فعلا من الأشخاص الذي يهملون أنفسهم لصالح الآخرين، عليك أن تعملي على تغيير حياتك، حتى لا تفقدي شعورك بذاتك.