هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للباحث في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك، يعلق فيه على التطورات الأخيرة للأزمة بين السعودية وكندا.
ويقول الكاتب إن الأزمة السعودية مع كندا كشفت عن ضعف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مشيرا إلى الدهشة التي أصابته لهجوم السعودية على كندا، وليس إيران أو قطر.
ويتساءل كوك في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، عن سبب غضب السعوديين من الكنديين "المؤدبين عادة، حتى وإن غضبوا منك، ولماذا قرر السعوديون طرد السفير الكندي وتعليق الرحلات الجوية إلى تورنتو، وطلبوا من 7 آلاف مبتعث ترك كلياتهم وجامعاتهم، بالإضافة إلى 16 ألف طالب هناك، قيل لهم إنهم لن يستطيعوا العودة".
ويشير الكاتب إلى تغريدة وزيرة الخارجية الكندية يوم الجمعة، التي أعربت فيها عن قلقها من الاعتقالات الإضافية للناشطات الحقوقيات، بمن فيهم سمر بدوي، التي قالت فيها: "نحث السعودية للإفراج عنهن حالا والناشطين الحقوقيين السلميين كلهم".
ويعلق كوك قائلا: "هذا كل ما في الأمر، لم تفرض الحكومة الكندية عقوبات، ولم تتجن على الإسلام، أو أنها تعاونت مع الحوثيين في اليمن، وكما يعرف كل شخص لديه اهتمام ولو قليل في الشأن الدولي، فقد وضعت أوتاوا نفسها، وعلى خلاف الولايات المتحدة، منافحا قويا عن حقوق الإنسان، وهذا هو الوضع الآن في ظل الحكومات التي قادها الحزب الليبرالي، مثل التي يترأسها اليوم جاستن ترودو ووزيرة الخارجية كريستيا فريلاند، التي كانت قوية وبأدب في الدفاع عن النظام الدولي الليبرالي القائم على المبادئ".
ويلفت الكاتب إلى ما يقوله الجانب السعودي من أن التعبير عن القلق تجاه مصير ناشطين في المملكة هو بمثابة انتهاك لسيادة المملكة، ويعلق قائلا إن "ردا كهذا يتوقع عادة من دول مثل مصر، مع أن القيادة المصرية، التي تمقت المجتمع المدني والناشطين، لن تذهب بعيدا في الرد، وتأمر السفير بمغادرة أراضيها، وتلغي منح آلاف الطلاب الجامعيين".
وينوه كوك إلى عدد من النظريات التي يمكن أن تفسر الرد السعودي على التغريدة الكندية، حيث يرى فيها البعض مثالا جديدا على السياسة الخارجية المتهورة التي يتبعها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فيما يرى البعض الآخر فيها تحذيرا للسعوديين أن لا إصلاح يتم في المملكة غير الذي يريده ولي العهد، وأن من يتجرأ في هذه الحالة على طلب المزيد منه فهو في خطر.
ويعتقد الكاتب أن "كلا الرأيين معقولان، حيث يظهر ابن سلمان (متهورا وتافها وغير ناضج وطاغية) تماما كما يصفه نقاده".
ويجد كوك أن "القادة العرب لديهم أسباب جيدة للرد بطريقة فقيرة على الناشطين والعاملين في المنظمات غير الحكومية، التي عادة ما تغيب عن نظرة الداعمين الدوليين لهؤلاء الأفراد والجماعات، إلا أن اعتقال أشخاص عبروا بطريقة سلمية عن رؤية تختلف عن رؤية القيادة السعودية هو مثال على الضعف، ليس بالحس الأخلاقي الغامض، لكن بصفته وصفا أساسيا لسياسات ومواقف الحكومة".
وينوه الكاتب إلى أن "القاعدة العامة تقول إن اعتقال القائد للأشخاص الذين يختلفون معه هو إشارة إلى وعيه بالفجوة بين ما تنشره الحكومة من قصص حول الحياة الجميلة في ظل قادتها الخيريين، وبين ما يتوقعه المواطنون في الحقيقة".
ويختم كوك مقاله بالقول إن "النساء السعوديات المعتقلات الآن اعتقلن لأنه لو لم يتم إسكاتهن فإن هناك مخاطر من قيامهن بفضح فراغ رواية الحكومة البراقة عن المستقبل، واستخدام الإكراه هو تعبير عن قوة غاشمة وضعف سياسي".