هل تقود عقوبات إيران أسعار النفط لتسجل 120 دولارا؟

توقع "بنك أوف أمريكا ميريل لينش" انخفاض صادرات الخام الإيراني بصورة ملحوظة خلال الشهر الجاري والمقبل، وأن يتراجع معدل التسارع في الهبوط مع سعي الولايات المتحدة إلى جعل عملاء إيران الحاليين يخفضون واردات النفط الإيراني إلى مستوى "صفر".

وأوضح البنك في تقرير حديث، أن إجمالي خفض الصادرات الإيرانية من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار إلى ما فوق 120 دولارا للبرميل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تسببت في تموز/ يوليو بخفض نحو 500 ألف برميل من النفط الإيراني في السوق.

وأشار التقرير إلى تكثيف جهود الإدارة الأمريكية لإقناع أكبر عدد ممكن من البلدان بإسقاط واردات الخام الإيراني على مدار الشهر الماضي والشهور المقبلة، لافتا إلى تقديرات لعديد من المحللين الآن تقول، إن هناك مليون برميل يوميا في طريقها للخفض، وهو تقييم أكثر واقعية مقارنة بالتقديرات الأولية البالغة نحو 500 ألف برميل يوميا.

وأوضح أنه بالرغم من أن الحروب التجارية تشكل خطرا رئيسيا على الطلب على النفط، إلا أن السوق تظل "أكثر قلقا" بشأن العقوبات المفروضة على إيران، مؤكدا أنه في مقابل كل خفض بنحو مليون برميل يوميا من المعروض العالمي، نرى تأثيرا وتحفيزا على نمو سعر خام برنت بنحو 17 دولارا في سعر البرميل.

كما توقع تقرير لشركة "وود ماكينزي" الدولية لاستشارات الطاقة أن تؤدي البتروكيماويات دورا أكبر في تلبية احتياجات المستهلكين من الطاقة على مدى العقدين المقبلين، مشيرا إلى أنه يمكن للبتروكيماويات أن تمثل الجزء الأكبر من نمو الطلب على النفط حتى عام 2035 وستشكل البتروكيماويات "كل النمو تقريبا" بحلول العام نفسه، منوها إلى ارتفاع إنتاج واستهلاك البتروكيماويات بشكل كبير خاصة البلاستيك.

اقرأ أيضا: تقرير إسرائيلي: إيران ستحافظ على الاتفاق النووي رغم العقوبات

وعوضت أسواق النفط خلال تعاملات الخميس، بعض خسائر الجلسة السابقة بعد أن قالت بكين إنها سترسل وفدا إلى واشنطن لمحاولة حل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، الذي يثير قلق الأسواق العالمية.

لكن الرهان في السوق ما زال على انخفاض الأسعار في ظل النزاع والمخاوف من تباطؤ اقتصادي في الأسواق الناشئة.

فقد لامست العقود الآجلة لخام برنت عند 71.11 دولارا للبرميل مرتفعة 0.35 في المئة بما يعادل 0.5 في المئة عن إغلاقها السابق.

وزادت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 15 سنتا أو 0.2 في المئة إلى 65.17 دولارا للبرميل، حيث كبحها بعض الشيء ارتفاع مستويات إنتاج الخام الأمريكي والمخزونات.

وفقد كلا الخامين القياسيين أكثر من 2 في المائة في تداولات اليوم السابق، وقال المتعاملون إن الأسواق ارتفعت أمس بفضل أنباء أن وفدا صينيا برئاسة نائب وزير التجارة، سيعقد محادثات مع ممثلين أمريكيين بقيادة وكيل وزارة الخزانة للشؤون الدولية في وقت لاحق من آب/ أغسطس.

اقرأ أيضا: وزير الخارجية الأمريكي يعين مبعوثا خاصا بشأن إيران

وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بأن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة قفزت على غير المتوقع الأسبوع الماضي، على الرغم من معدلات تشغيل قياسية مرتفعة لمصافي التكرير، بينما تراجعت مخزونات البنزين وزادت مخزونات نواتج التقطير.

وأظهرت بيانات من إدارة المعلومات أن مخزونات الخام التجارية زادت بمقدار 6.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في العاشر من آب/ أغسطس، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 2.5 مليون برميل.

وارتفعت مخزونات الخام في مركز تسليم عقود الخام الأمريكي في كاشينج بولاية أوكلاهوما 1.64 مليون برميل، وأظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة أن استهلاك مصافي التكرير من النفط الخام زاد بمقدار 383 ألف برميل يوميا، ليصل إلى 17.98 مليون برميل يوميا وهو أعلى مستوى مسجل.

وارتفعت معدلات تشغيل مصافي التكرير بمقدار 1.5 نقطة مئوية إلى 98.1 في المئة، وهي الأعلى منذ 1999، وأظهرت البيانات أن مخزونات البنزين الأمريكية تراجعت بمقدار 740 ألف برميل الأسبوع الماضي، في حين توقع أن محللين شملهم استطلاع كانوا قد توقعوا انخفاضا قدره 583 ألف برميل.

وبحسب البيانات، فإن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، زادت بمقدار 3.6 مليون برميل الأسبوع الماضي، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى ارتفاع قدره مليون برميل.