هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا لأحمد وحدت عن حملة في مواقع التواصل بإيران تتزامن مع تأهب الشعب لمواجهة آثار العقوبات الأمريكية.
وتطالب الحملة المسؤولين الإيرانيين بالكشف عن
ثرواتهم، وعن كيفية استفادة أقاربهم من دعمهم للنظام.
وبحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمته
"عربي21"، تصاعد تداول هاشتاغ "أين ابنك؟" الأسبوع الماضي على
"تويتر" بعد تقارير صحفية بأنه يتم تعيين أبناء السياسيين في مواقع
حكومية مهمة رغم نقص الخبرة، وأنهم يتمتعون بحياة بذخ برواتبهم المتضخمة.
وتزايد زخم الحملة بعد تداول صور عرس محسن مراديان، ابن
السفير الإيراني في الدنمارك، من عارضة الأزياء والمصممة الإيرانية أناشيد حسيني،
حيث أطلق المنتقدون على ذلك العرس صفة "العرس الملكي".
وعلق أحد مستخدمي إنستغرام على الصور قائلا:
"يثير هذا العرس الملكي تساؤلا حول أسس الجمهورية الإسلامية وكيف يجب علينا
أن نبدأ بدفن المؤسسة الدينية بإقامة مثل تلك الحفلات".
لكن الزوجين قالا إنهما موّلا حفل زفافهما بنفسيهما.
اقرأ أيضا: وزير النفط الإيراني: "توتال" الفرنسية غادرت إيران رسميا
ويطلق الإيرانيون على أبناء الزعامات الذين يستفيدون
من المحاباة في النظام اسم "آغازاده" والتي يمكن ترجمتها إلى
"أولاد الأثرياء".
وعلقت العروس على إنستغرام قائلة: "كل هذا كلام
مبالغ فيه حول (آغازاده). فلا أظن أننا آغازاده، لأن الآغازاده ليس من يملك سيارة
لا يصل ثمنها بالكاد إلى 30 إلى 40 مليون تومان (8700 – 12000 دولار) ويعيش في شقة
مستأجرة مساحتها 90 مترا مربعا".
وقال محمود بهماني، الذي عمل مديرا للبنك المركزي
الإيراني خلال رئاسة محمود أحمدي نجاد، الشهر الماضي إن أكثر من 5000 آغازاده
يعيشون حاليا خارج إيران.
وقال برهماني للصحف الإيرانية المحلية: "إنهم
يملكون معا 148 مليار دولار في حساباتهم البنكية، وهو ما يزيد على
احتياطي إيران من العملة الصعبة"، مضيفا "بأننا نحتاج إلى معرفة ماذا يفعلون في تلك
الدول الأجنبية، وخاصة أن 300 منهم فقط مسجلون في جامعاتها كطلاب".
وغرّد أحدهم قائلا: "ليس الأمر إن كانوا يعيشون
في أمريكا أو في إيران، ولكن الأمر إن كانوا يعيشون مثل غيرهم من طبقات المجتمع".
ونشر آخر صورا لأبناء السياسيين على زلاجات مائية
وملابس ثمينة ويعيشون حياة مترفة، ونشر آخرون صورا لأطفال يتسولون في شوارع طهران مع
تلك الصور.
اقرأ أيضا: إيران تبحث عن حلول لبيع النفط وترفض أخذ حصتها من "أوبك"
ويحتج الإيرانيون في كل أنحاء البلاد بسبب الأوضاع
الاقتصادية المتردية، والتي يعزونها إلى الفساد المستشري ونظام بنكي فوضوي وبطالة
عالية. وقد خسر الريال 80% من قيمته خلال عام وتضاعفت أسعار المواد الأساسية.
ووعد الرئيس الإيراني الذي قامت حملته على محاربة
الفساد بأن يضاعف الجهود لمحاكمة الفاسدين في الدولة وفي القطاع الخاص.
وطالب الزعيم الروحي خامنئي القضاء باتخاذ اجراءات
"سريعة وعادلة" ضد المتجاوزين.
كما أن الحملة المتنامية اضطرت العدديد من المسؤولين
الإيرانيين بمن فيهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى كشف أين يعيش أبناؤهم وماذا
يعملون لكسب قوتهم. وقال ظريف خريج جامعة دينفر إن أبناءه درسوا في الخارج وعادوا
إلى إيران قبل ست سنوات.
وقال موقع "فارارو" في إيران إن الحملة
"تسببت بحالة هلع" في البلد حيث يقوم المزيد من السياسيين بالكشف عن
ثروات عائلاتهم.
وقال مانوتشاهر فرحبخش، المختص بالاقتصاد والمقيم في
لندن: "أعتقد أنه لو كان آية الله خامنئي جادا في رغبته باجتثاث المحسوبية
وسلب ثروة الشعب الإيراني كما قال في خطاب قريب له، فعليه أن يبدأ بعائلته أولا".
وأضاف أن "كل ما عليه هو أن يصيغ استمارة بسيطة
تحتوي على اسم المسؤول، وثروته قبل الثورة وثروته الآن".