هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال باحث عسكري إسرائيلي إن "الأزمة الناشبة بين تركيا والولايات المتحدة قد تعتبر فرصة ذهبية لتطوير العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، لأنه في حال قرر الجيش الأمريكي مغادرة قاعدة أنجرليك العسكرية في تركيا، فإن تل أبيب مطالبة بوضع بدائل لتقوية علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن".
وأضاف جدعون يسرائيل في ورقة بحثية نشرها موقع ميدا، وترجمتها "عربي21" أن "الخلافات الناشبة بين أنقرة وواشنطن حول قضية القس المعتقل أندرو برونسون سيكون لها تبعات وتأثيرات على التواجد الأمريكي في المنطقة، وعلى حلف الناتو بأسره".
ونقل الباحث عن تقرير أمريكي نشر في 2016، دون تحديد الجهة التي أصدرته، ما قال إنها "جملة من البدائل المتوفرة أمام الإدارة الأمريكية في حال قررت نقل جزء من مقدراتها العسكرية والأمنية من تركيا، لكن أياً من تلك الخيارات لم تتحدث عن إسرائيل، وهو أمر يمكن تفهمه من الجانبين الأمريكي والإسرائيلي".
وذكر التقرير أهم أسباب عدم استضافة قواعد عسكرية أمريكية داخل حدودها بالقول إن "ذلك كفيل بإثارة تحفظات بعض الدول العربية، كما أن إسرائيل لديها الكثير من التردد بشأن استيعاب وقبول قوة عسكرية كبيرة كهذه على أراضيها، حتى لو كانت تابعة لدولة حليفة جدا مثل الولايات المتحدة، لأن هذه القوات سيكون لها تبعات توتر كثيرة، ومن شأنها المس بقدرات الجيش الإسرائيلي للعمل في المنطقة المحيطة بإسرائيل".
وأشارت الورقة البحثية إلى أنه "رغم هذه الإشكاليات فإن هناك طرقا وبدائل يمكن لإسرائيل من خلالها مساعدة الجهد العسكري الأمريكي، دون أن تكون قواعد أمريكية كبيرة داخل حدودها، لاسيما بسبب العلاقات المميزة بين واشنطن وتل أبيب في ظل الإدارة الحالية، وسيكون من الجيد لإسرائيل التفكير بهذه المسألة".
وأكد أن "التعاون العسكري الأمريكي الإسرائيلي شهد بعض التعثر بسبب القلق الذي تبديه دول عربية، فضلا عن الاعتبارات التي توفرت لدى المؤسسة الأمنية والسياسية السابقة في واشنطن، ولكن منذ دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن الأفكار القديمة قد آن أوان طرحها، وإخراجها من الأدراج، لأنها باتت مقبولة".
وأوضح أن "التخوفات السابقة ليس لها مكان اليوم، ولذلك يمكن اعتبار أن ما يحصل بين أنقرة وواشنطن فرصة ذهبية لإسرائيل، محظور عليها أن تضيعها من أجل أن تمنح شريكتها وحليفتها المزيد من ترسيخ وجودها في الشرق الأوسط، وبصورة تلقائية تحظى بالمزيد من المساعدات العسكرية".
اقرأ أيضا: واشنطن توضح حقيقة مغادرة قواتها لـ"إنجرليك" و"العديد"
وأضاف أنه "في ظل تباعد الحلول بين واشنطن وأنقرة عقب الفشل في العثور على حل وسط لفض هذه الإشكالية، فإن ذك من شأنه وضع المزيد من المصاعب أمام تطبيع علاقات الجانبين على المدى البعيد، ما قد يطرح المزيد من الأسئلة حول مستقبل بقاء القاعدة العسكرية الجوية في أنجرليك".
وأكد أن ذلك "يستدعي من إسرائيل طرح مبادرة وأفكار جدية لمساعدة الولايات المتحدة لتقوية نفوذها في المنطقة، وليس على إسرائيل أن تنتظر كي تتخذ الولايات المتحدة نفسها ذلك القرار، وإنما بإمكانها طرح بدائل وخيارات ممكنة التطبيق من أجل التعاون الثنائي، من أجل تخفيف بقاء الولايات المتحدة، وارتباطها بتركيا بسبب وجود القاعدة العسكرية فيها".
وختم بالقول إن "تهديدا إسرائيليا أمريكيا من هذا النوع كفيل بأن يدعو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتفكير مرتين في إبقاء المشكلة عالقة مع واشنطن، في حال اعتقد أن التواجد العسكري الأمريكي في بلاده قد يصبح في خبر كان".