هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا الكاتب الإسرائيلي، ران أدليست، في صحيفة معاريف القيادة الإسرائيلية إلى ما وصفها "إجراء محاسبة مع الذات، بسبب خذلانها لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وأخطأت بحقه وغدرت به كثيرا، وأصابها العمى في قراءة المشهد الفلسطيني".
وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "عباس يعمل بصورة صارمة ضد العمليات المسلحة، وأجهزته الأمنية منعت في الآونة الأخيرة هجمات كبيرة ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية، ورغم ذلك فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يدير مفاوضاته مع حماس، هذه خطيئة، تستوجب التكفير عنها".
وأشار الكاتب ذو الميول اليسارية، إلى أن "القضية الفلسطينية باتت بنظر كل من يقرأ الأحداث بجدية ورصانة، القضية الأكثر أهمية أمام إسرائيل أكثر من إيران، التي تحولت فجأة لتصبح تهديدا استراتيجيا، رغم أن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى الدعم الإيراني لتنفيذ عمليات وهجمات ضد الإسرائيليين".
اقرأ أيضا: صحيفة إسرائيلية: لهذا طرح عباس فكرة الكونفدرالية الثلاثية
وأوضح أن "إسرائيل تُعتبر المشجع والمحرض الأول للفلسطينيين على سلوك الطريق الدامي ضدها، من خلال منظومة الاحتلال التي تديرها ضدهم، وذلك يستوجب ويتطلب إجراء محاسبة مع الذات، وطرح أسئلة حساسة وجدية على أنفسنا: إلى أي حد أخطأنا مع الفلسطينيين، وكيف يمكن اتهامنا، ولماذا غدرنا بشركائنا الحقيقيين في الساحة الفلسطينية؟".
وأكد أدليست أن "ما يردده بعض الصحفيين الإسرائيليين عن تراجع عباس في صحته، وأنه يقترب من نهايته، ولم يعد يتذكر من حوله، ليس دقيقا، وبضاعة لا يشتريها أحد، لأن عباس ما زال يبدو ممسكا بزمام المبادرة، ولا يبدو أن أخذها منه سهل لذلك الحد الذي يتصوره بعض الإسرائيليين".
واستدرك بالقول: "صحيح أن بعض الأوساط الطبية تتحدث عن صعوبة الوضع الصحي لعباس، لكن مسألة تراجع ذاكرته أمر يدعو للضحك والسخرية، ولعل آخر ما طرحه أمام إسرائيل ما اشترطه على موافقته على الكونفدرالية مع الأردن أن يعلن نتنياهو موافقته على الانضمام إليها، لتصبح كونفدرالية ثلاثية: فلسطينية أردنية إسرائيلية".
اقرأ أيضا: القناة العاشرة: عباس يعاني من مشاكل بالذاكرة وفقدان الوعي
وأكد أن "عباس يعلم أن تل أبيب لا تريد حل الكونفدرالية الثلاثية مع السلطة الفلسطينية والأردن، وإنما تريد الاستمرار في تقطيع أوصال الضفة الغربية، وإقامة المزيد من المستوطنات، وعباس وحده الذي يقرر ما إذا كان الفلسطينيون يقبلون ذلك الحل الهراء أم لا، لأنه يدير أمام الإسرائيليين صراعا نحو الاستقلال، وليس مسخرة".
وختم بالقول إن "اللقاء الأخير لعباس مع عدد من الإسرائيليين من حركة ميرتس، والسلام الآن، المعسكر الصهيوني، وبعض نشطاء حزب الليكود، والتقوا به في رام الله للحديث عن تطلعاته نحو السلام، واستمر ذلك أكثر من ساعة، وكانت الانطباعات عنه مغايرة لما يتردد في الصحافة الإسرائيلية، فقد بدا متماسكا جدا، لكن الفرق عن اللقاءات السابقة أنه لم يدخن كثيرا، واكتفى فقط بشرب الماء".