هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها جاكوب غولدبيرغ، يقول فيه إن البورتريه الذي رسمه الفنان الأمريكي الشهير شيبارد فيري، الذي يصور أونغ سان سو تشي محاطة بهالة من الشعاع، ومكتوبا عليه "الحرية للقيادة" و"ادعموا حقوق الإنسان" و"الديمقراطية في بورما"، باهت ويعلوه الغبار.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن فيري رسمها بعد أن قام برسم باراك أوباما، وبدأ بيعها لدعم المجموعات الحقوقية، التي كانت تنشط في مطالبة الجنرالات الذين كانوا يحكمون ميانمار لإطلاق سراح أونغ سان سو تشي من إقامتها الجبرية.
وينقل الكاتب عن نائب مدير آسيا في "هيومان رايتس ووتش" فيل روبرتسون، قوله: "في وقتها كان رسم فيري لأوباما قد اكتسب شعبية كبيرة؛ ولذلك طمع كثير من الناس أن يساعد هذا البورتريه لأونغ سان سو تشي في إشهار قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان في ميانمار".
وأضاف روبرتسون أن "هيومان رايتس ووتش" شجعت فيري على رسم البورتريه؛ لأن الموظفين "شعروا بأنها كانت شخصا يبعث على الإلهام، وأنها تؤيد معاملة الناس باحترام، وتؤيد حقوق الإنسان".
وتقول الصحيفة إنه بعد تسع سنوات، جاءت تحقيقات الأمم المتحدة لتوجه إصبع الاتهام إلى جيش ميانمار بارتكاب الإبادة الجماعية ضد مسلمي الروهينغا، الذين فر حوالي مليون منهم من القتل والاغتصاب والحرق على مدى العامين الماضيين، واتهموا أونغ سان سو تشي نفسها "بالمشاركة في التفويض بارتكاب الجرائم البشعة".
ويلفت التقرير إلى أنه على مدى العام المنصرم، قامت نقابة بريطانية رئيسية، وكلية الاقتصاد في لندن، ومتحف المحرقة الأمريكي، ودبلن، وأربع مدن بريطانية على الأقل، بسحب جوائز التكريم، التي منحت لأونغ سان سو تشي، وشجبت فشلها في حماية أقلية الروهينغا، مستدركا بأن شعبيتها في ميانمار لا تزال كبيرة، حيث تعد حصنا ضد تدخل الجيش في السياسة وضد الشجب الدولي في الآن ذاته.
ويورد غولدبيرغ نقلا عن المدير التنفيذي للحملة الأمريكية لأجل بورما سايمون بلينيس، قوله: "لا تزال لدي نسخة في إطار من البورتريه، موقعة من شيبارد فيري، وكانت عبارة عن هدية عيد ميلاد من زوجتي".
وتذكر الصحيفة أنه في الوقت الذي كان يحضر فيه بلينيس للقاء على "سكايب" العام الماضي، مع ناشطين حقوقيين، فإنه قام بإزالة الصورة عن الحائط، وقال: "لم أرد أن تظهر في الخلفية.. فالبورتريه بالنسبة لي يعكس آمالنا التي علقناها على أونغ سان سو تشي.. لكنه بالتأكيد لا يعكس أداءها في السلطة".
ويكشف التقرير عن أن المنظمة الأخرى التي جمعت أموالا من البورتريه كانت "هيومان رايتس آكشن سنتر"، التي اشتهر مؤسسها جاك هيلي بتحريك النجوم لدعم قضايا حقوق الإنسان، وقال هيلي لـ"الغارديان": "لم تعد هناك مبيعات لبورتريه أونغ سان سو تشي لسنوات، فقد وزعنا ما بقي منها مجانا".
ويفيد الكاتب بأن أحد الموظفين في مكتب "هيومان رايتس ووتش" في نيويورك أضاف على جملة "الحرية للقيادة" عبارة "أو عدمها".
وتنقل الصحيفة عن روبرتسون، قوله: "كل من رأى الصورة كان يضحك مباشرة، وتساءل عما إذا كان عليه أن يبكي بدلا من ذلك.. إن العمل في قضايا حقوق الإنسان يحتاج حسا فكاهيا حتى في أسوأ الظروف، ولذلك فإن تحقير أونغ سان سو تشي لفشلها في القيادة في مسألة حقوق الإنسان وجد صدى".
وينوه التقرير إلى أن تلك الصورة، التي أضيف لها التعليق، معلقة في مكتب "هيومان رايتس ووتش"، قسم آسيا، بينما يقول روبرتسون إن هناك مئات النسخ في نيويورك تجمع الغبار.
ويعلق غولدبيرغ قائلا إن "رد الفعل هذا لأيقونة أونغ سان سو تشي لا يقبله أهل ميانمار، ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2017، بعد أن بدأ أشد هجوم على الروهينغا في ميانمار، اجتمع عدد من الرسامين في معرض رسوم يانغون لرسم بورتريهات للزعيمة، التي أطلقوا عليها (الأم سو)، وكان ذلك احتجاجا منهم على إزالة بورتريه آخر لأونغ سان سو تشي من بناية من بنايات جامعة أكسفورد قبل أسبوع من ذلك".
وبحسب الصحيفة، فإن الحكومة المحلية في يانغون قامت في شهر شباط/ فبراير بتعليق بورتريه ضخم لها في موقع بناء مشرف على حديقة تقام فيها المظاهرات السياسية التي عادة ما يتم قمعها.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول متحدث باسم فيري، إنه غير قادر على التعليق بسبب انشغالاته، لكن عندما سألته مجلة "إسكواير" عام 2015، إن كان باراك أوباما حقق حلم بورتريه "الأمل" الذي رسمه فيري له، فإنه قال: "لم يقترب حتى من ذلك".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا