نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها في
الأمم المتحدة باتريك وينتور، يقول فيه إن مشكلات البريكسيت جعلت رئيسة الوزراء البريطانية
تيريزا ماي تتجنب النقد المباشر للرئيس الأمريكي دونالد
ترامب في خطابات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه على خلاف رؤساء الدول الأوروبية، الذين كانوا واضحين في نقدهم لترامب، وحذر بعضهم من حرب مع
إيران، فإن وزيرة الخارجية السويدية مارغوت وولستروم والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حامل لواء التعددية الدولية، وبخا ترامب علنا يوم الأربعاء في مجلس الأمن الدولي.
وينقل الكاتب عن وولستروم، قولها: "جربنا ولسنوات العقوبات وحاولنا العزلة، ولم تؤد هذه الأساليب إلا لتقوية القوى المحافظة في إيران"، في إشارة إلى أن ترامب لا يملك استراتيجية طويلة الأمد، مشيرا إلى أن الرئيس النمساوي ألكسندر فان در بيلين اقترح حربا قريبة مع إيران.
وتلفت الصحيفة إلى أن تركيز ماي كان على الحقائق، وعبرت عن عدم اتفاقها مع الولايات المتحدة، مركزة النيران على روسيا، "وتزييفها اليائس" المتعلق بسالزبري، وهي تعليقات أدت إلى توبيخات من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مشيرة إلى أن ماي حاولت تقليل خلافاتها مع ترامب، حيث مدحته شخصيا، وأشادت بجهوده للتوصل إلى اتفاق مع كوريا الشمالية، التي وصفتها بأقوى تهديد للعالم، ولم تعلق على الضرر الأوسع الذي تسبب به ترامب بتمزيقه الاتفاقية النووية.
ويستدرك التقرير بأن وضع
بريطانيا غير المريح كان واضحا، خاصة أنها تختلف مع ترامب في موضوع رئيسي، وهو كيفية إقناع إيران تغيير مسارها، لافتا إلى أن ماي ووزير خارجيتها جيرمي هانت انضما إلى فرنسا وألمانيا وروسيا والصين، التي أكدت مجموعة أن إيران ملتزمة ببنود الاتفاقية النووية، وبأنه مهما كانت تصرفاتها الخبيثة في أماكن أخرى، فإنه لا يوجد دليل على أن العقوبات المشددة ستؤدي إلى مرونة طهران، أو حتى تغيير النظام.
ويقول وينتور إن الإمارات العربية المتحدة، التي تؤثر في الدوائر الحكومية البريطانية، حاولت، ولأكثر من عام، إقناع بريطانيا بمواجهة إيران بشان دورها في العراق واليمن وسوريا.
وتجد الصحيفة أن اللغة المتبادلة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات اصبحت صدامية، ففي بداية الأسبوع الحالي هدد وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، قائلا إن محاولات الاتحاد الأوروبي حماية الشركات الأوروبية، التي تتاجر مع إيران، "من أكثر الإجراءات ذات الردود العكسية للأمن والسلام العالمي، فمن خلال توفير الموارد لإيران فإنكم تعززون موقع إيران بصفتها الراعية للإرهاب".
ويفيد التقرير بأن هذا حوار لا يرغب المسؤولون البريطانيون في سماعه؛ لأنهم يحاولون فرض نفوذهم على إيران، مؤكدا أن صوت بريطانيا في القضايا الأخرى، التي بحثت في الأمم المتحدة، اختفى، ولم يكن لديها الوزن الذي حملته في عهد توني بلير، وغوردون براون أو حتى ديفيد كاميرون.
وينوه الكاتب إلى أن حضور ماي على المسرح الدولي كان سطحيا، مقارنة مع غوردون براون، الذي كان في الأمم المتحدة يوم الاثنين وهو يقرع الطبول لإيجاد طرق لجمع المساعدات لأفريقيا.
وتقول الصحيفة إنه "لو كانت هناك ثيمة أساسية في السياسة الخارجية البريطانية، فإنه غمرها الجدال المتعلق بالبريكسيت، ورافق الصحافيون ورجال الأعمال ماي، والتزموا بالأسئلة الأربعة المخصصة لهم، وكلها كانت تدور حول البريكسيت، وكما لو أن إيران والميزانية البريطانية وميانمار واليمن، وحتى القصف البريطاني في سوريا، ليست مهمة، وهو ما يترك انطباعا أن بريطانيا بلد منشغل بالحوار مع نفسه، وخرج من النقاش العالمي".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالقول: "هذا ليس صحيحا في ضوء الدور الذي تؤديه بريطانيا في مجلس الأمن، لكن الانطباع يصبح أحيانا حقيقة، ولو مضت الأمور كما هو مخطط لها مع البريكسيت، فإن وضع بريطانيا سيكون أصعب في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة العام المقبل، فلأول مرة ستجد بريطانيا نفسها خارج منظومة الاتحاد الأوروبي، ومجبرة على تبرير وضعها بصفتها عضوا في مجلس الأمن، وسيحاول قادة بريطانيا، أيا كانوا، بذل جهد ليسمعوا صوتهم".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا