هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تساءلت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها عن مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وإن كانت السعودية ستدفع ثمن اختفائه.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "السعودية تواجه ضغوطا غير مسبوقة بشأن مصير الصحفي جمال خاشقجي بعد دخوله إلى القنصلية الأسبوع الماضي، ويعتقد أنه قتل هناك".
وتشير الصحيفة إلى أن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي دفعت باتجاه فرض عقوبات على السعودية بناء على قانون "ماغنستكي"، لافتا إلى قول رئيس لجنة الشؤون الخارجية الجمهوري بوب كوركر، إنه يعتقد أن خاشقجي قد قتل.
وتنقل الافتتاحية عن زميله ليندسي غراهام، قوله إن السعودية ستدفع "ثمنا باهظا" لو ثبت تورطها في مقتله، وحتى دونالد ترامب قال للصحفيين: "لن نسمح بحدوث بهذا"، وحذر وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت من أن "الصداقة تقوم على القيم المشتركة".
وتقول الصحيفة: "لكن عندما يكشف لك الناس عن طبيعتهم يجب أن تؤمن بهم أولا، وقد فعل الحاكم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان هذا أكثر من مرة، لكن الحكومات الغربية لا تريد أخذ الحذر، ذلك أن علاقاتها التعاقدية مع الرياض سبقت صعود الرجل البالغ من العمر 33 عاما، وكانت لا تبالي بسجل السعودية الرهيب في مجال حقوق الإنسان، فكانت الأولوية للقضايا المتعلقة بصفقات الأسلحة ومظاهر القلق على الأمن الداخلي، والاعتقاد بأن السعودية قوة للاستقرار".
وتلفت الافتتاحية إلى أن برامج ولي العهد الكبرى للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي، مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة، حظيت بترحيب دولي، لكنها ترافقت مع زيادة حادة من القمع والملاحقة للمعارضين.
وتفيد الصحيفة بأن "السلطة أصبحت الآن في يد واحدة، وأصبحت أكثر قسوة، ومتسرعة ومتهورة وواثقة بأنها تستطيع أن تفعل ما تريد وكيفما تشاءـ والفضل يعود إلى دونالد ترامب وصهره جارد كوشنر، اللذين تبنيا ولي العهد".
وتنوه الافتتاحية إلى ما أوردته صحيفة "واشنطن بوست"، بناء على تقارير استخباراتية، بأن ولي العهد أمر شخصيا بعملية استدراج خاشقجي إلى السعودية واعتقاله.
وتعلق الصحيفة قائلة: "لو صح قتل الصحفي فإن ذلك سيكون تصعيدا للقمع مثيرا للصدمة، وثقة السعودية بقدرتها على استهداف رمز محترم كان يعيش في واشنطن، وكتب في صحيفة (واشنطن بوست) وذلك أثناء زيارته لتركيا".
وترى الافتتاحية أن "اختفاء خاشقجي هو ذروة تصرفات متهورة لولي العهد السعودي، فكونه وزيرا للدفاع فإنه قاد الحرب الكارثية قي اليمن، التي قتل فيها عشرات الآلاف، وقاد حملة حصار ضد قطر، لكنه فشل في تركيعها، وأمر باحتجاز مئات من رجال الأعمال، بينهم أمراء في حملة أطلق عليها (مكافحة الفساد)، وأشرف على احتجاز رئيس الوزراء اللبناني وأجبره على الاستقالة أثناء وجوده في الرياض، وهي استقالة سحبها بعد عودته إلى لبنان بتدخل فرنسي، واحتجز عددا من الناشطات المطالبات بحق المرأة بقيادة السيارة حتى بعد منح المرأة هذا الحق، وبالغ في ردة فعله عندما انتقدت كندا سجل حقوق الإنسان في المملكة، وكان صمت المجتمع الدولي أمام هذه التصرفات مدعاة لجرأة الأمير على عمل المزيد".
وتبين الصحيفة أنه في "حال لم تقدم تركيا دليلا قاطعا على مقتل خاشقجي فإن الدول الغربية ستجد سهولة لمواصلة علاقتها كما كانت، مع أن إنكار الرياض غير مقنع".
وتقول الصحيفة إن "ترامب كان واضحا بأن صفقات السلاح هي أولوية، لكن هذه الحادثة قد تكون نقطة تحول على المدى البعيد، فالمستثمرون الذين يتطلعون للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي الأسبوع المقبل الذي أطلق عليه (دافوس في الصحراء)، قد يفكرون مرة ثانية قبل استثمار أموالهم".
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول: "لا يمكن للحلفاء الغربيين الاستمرار في غض الطرف عن طبيعة النظام، الذي لا يبدو كأنه قوة استقرار في المنطقة، فقد كان ثمن الحرب الإنساني الباهظ في اليمن مدعاة لوقف صفقات الأسلحة الأمريكية والبريطانية والأخرى، وهناك حاجة لإعادة التفكير في العلاقات مع المملكة؛ لأن النهج الذي اتخذته إدارة ترامب وغيرها من الحكومات جرأ ولي العهد على ممارسة الانتهاكات، وما حدث لخاشقجي هو نتيجة تراجيدية لهذا النهج، والخوف في ألا يكون هذا الحادث هو الأخير".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا
لقراءة جميع ما نشر في "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اضغط (هنا)