هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "فوكس" الأمريكي تقريرا تطرق من خلاله إلى الفوائد الكبرى للتعليم المبكر للأطفال منذ سن الثالثة، حيث يساعدهم ذلك، على سبيل المثال، في تقوية روابطهم الاجتماعية وبناء علاقات صحية أكثر في المستقبل البعيد.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إن هناك تباينا في الآراء بين الباحثين حول التعليم المبكر
للأطفال، فمن جهة، تشير مجموعة كبيرة من الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يتلقون
تعليما مكثفا في سن الثالثة والرابعة لا يحرزون تقدما كبيرا من حيث القدرات
الأكاديمية.
ومن جهة أخرى، تحيل مجموعة من الأبحاث إلى أن
التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة له فوائد جمة، فعلى سبيل المثال، يعد الأطفال
الذين تلقوا تعليما مبكرا أقل عرضة للاعتقال والسجن وتعاطي المخدرات، فضلا عن أن
فرص إكمالهم لتعليمهم تكون مرتفعة.
وأشار الموقع إلى أنه في سنة 2017، أنفقت الولايات
المتحدة تسعة مليارات دولار على برنامج "الهيدستارت"، وهو برنامج
التعليم المبكر في مرحلة الطفولة الذي تم إطلاقه خلال السبعينيات، بالتالي، لسائل
أن يسأل: إذا كانت هذه الدراسات خاطئة، فكيف تنفق الولايات المتحدة كل هذه الأموال
لدعم هذا البرنامج؟
في الواقع، لا تتجسد فوائد التعليم في مرحلة الطفولة
المبكرة في المهارات الأكاديمية التي يدرسها الطلاب، وإنما لأن الأطفال يمضون كامل
اليوم تحت رعاية أشخاص موثوق بهم.
اقرأ أيضا: لهذه الأسباب عليك أخذ طفلك للحضانة
وأضاف الموقع أن "هناك الكثير من التجارب التي
أجريت لتفنيد هذه النظرية ولإبراز عيوب التعليم المبكر، لكنها اقتصرت على دراسة
آثار التعليم المبكر على المدى القصير فقط، في هذا الصدد، قامت مؤسسة بروكينغز
بإجراء مقارنة بين الأطفال الذين شاركوا في برنامج "الهيدستارت"
وأشقائهم الذين لم يفعلوا ذلك، ووجدوا أن هناك آثارا على معدلات التخرج على المدى
الطويل، والالتحاق بالكلية، والتحكم في الذات واحترامها.
من جانب آخر، توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين حضروا البرنامج كانوا أكثر التزاما بحضور الحصص في الكلية، كما يقدم البرنامج
فوائد صحية، حيث أن "الهيدستارت"، الذي يعتبر بمثابة تدخل في مرحلة ما
قبل المدرسة، يقدم وجبات الطعام والخدمات الاجتماعية وخدمات الأبوة والأمومة
والتحصينات والكشف الصحي الشامل الذي يصيب مرضى السكري وفقر الدم والمشاكل في
السمع والبصر، بناء على ذلك، يبدو أن معظم فوائد التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة
هي في الواقع نتيجة للتدخلات الصحية.
وأفاد الموقع أن برنامج "الأبجدية" قدم
تدخلا مكثفا منذ الولادة إلى سن الخامسة، وأنفق حوالي 20 ألف دولار على كل طفل،
وبالنسبة للأطفال الذين شملتهم الدراسة، فقد شعروا بأنهم أكثر ارتياحا وانخفضت
نسبة ضلوعهم في ارتكاب الجرائم والقبض عليهم، كما تحسنت قدراتهم في القراءة
والرياضيات، علاوة على ذلك، انخفضت فرص حصولهم على المساعدة العامة بخمس مرات.
وقد قام مشروع "الأبجدية" بأمر مختلف عن
برامج التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة الأخرى، حيث أنه بدأ منذ نعومة أظافر
الطفل، وحقق هذا البرنامج نتائج إيجابية نظرا لأن الأطفال منذ صغر سنهم ترعرعوا في
بيئة دافئة وآمنة.
اقرأ أيضا: هل تزاحم "الروبوتات" الإنسان بوظائف المستقبل القريب؟
وذكر الموقع أنه قد لا نتوقع رؤية فوائد أكاديمية من
توفير الألعاب للأطفال ورعايتهم ومحبتهم، وتمكين آبائهم من رعاية مجانية لأطفالهم،
مع ذلك، يمكن أن نتوقع رؤيتهم يكبرون ليصبحوا أناسا أكثر صحة وسعادة، في الواقع،
إن تعليم الأطفال القراءة قد لا يجعلهم قراء ممتازين في سن الثامنة، ولكن توفير
مكان آمن ليقضوا فيه يوما بطوله في الوقت الذي يعمل فيه آباؤهم، يعد بمثابة هبة
لهم خاصة في هذه السن الحساسة.
وأشار الموقع إلى أن الأسر ذات الدخل الضعيف لا
تستطيع التوفيق بين عملها ورعاية أطفالها. وفي حال حاول الآباء التوفيق بينهما،
فستصبح مطالب إجازاتهم كثيرة، وبالتالي، لن يحققوا أي مكاسب إضافية، من هذا
المنطلق، قد يكون أهم أثر من التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة هو أن هذه البرامج
تمثل أماكن يمكن للوالدين ترك أطفالهم طوال اليوم فيها، مما يسمح للآباء بالعمل
بدوام كامل أو متابعة التعليم العالي.
وفي الختام، قال الموقع إن التعليم في مرحلة الطفولة
المبكرة له آثار كبيرة على حياة الأطفال، ولكن ليس من خلال تعليمهم أمورا يحتفظون
بها لمرحلة المدرسة الابتدائية، ولكن لمجرد التواجد في بيئة آمنة ليتمكنوا من
اللعب فيها، ومن خلال توفير الاستقرار لأوليائهم للحصول على وظائف أفضل والحفاظ
عليها.