هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع مجلة "ذا نيو ريبابلك" مقالا للكاتب أليكس شيبارد، تحت عنوان "لا تعولوا على الجمهوريين لمعاقبة السعودية"، يقول فيه إن الجمهوريين أذعنوا لدونالد ترامب منذ عامين، ومقتل خاشقجي لن يغير الواقع.
ويقول الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس ترامب وقف مع السعودية في كل تطور من تطورات ملف جمال خاشقجي، الذي كان مقيما في فرجينيا، ويكتب في صحيفة "واشنطن بوست"، وقتل في مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول بداية هذا الشهر.
ويشير شيبارد إلى أن "ترامب كان هو الوحيد في واشنطن من صدق نفي البلد الأولي لعملية القتل، وبعد أسبوعين من الأكاذيب والاعتراف والدفاع الغريب عن أن خاشقجي قتل بسبب (عراك عرضي) قبل ترامب الرواية".
ويبين الكاتب أن "الرئيس كان واضحا في أن كل ما يهمه هو الحفاظ على عقود التسلح بقيمة 110 مليارات دولار، التي توصل إليها، ويقول مخطئا إنها ستؤدي إلى خلق فرص عمل لملايين الأشخاص، وقال يوم الجمعة: (أفضل ألا نستخدم كانتقام (القضية) ونلغي عقودا بـ110 مليارات دولار من العمل الجيد)، وقال لاحقا: (أفضل الحفاظ على ملايين الوظائف والبحث عن حل آخر)".
ويشير شيبارد إلى أن "هذا وضع الجمهوريين في مجلس الشيوخ في موقع حاملي شعلة السياسة الخارجية للحزب، وقال السيناتور بوب كوركر لمحطة "سي أن أن" يوم الأحد، إن مجلس الشيوخ استحضر قانون ماغنستكي، الذي قد يؤدي إلى فرض عقوبات ضد السعودية، واخبر بن ساسي "سي أن أن"، قائلا: "أنت لا تحضر منشارا إلى عراك عادي"، في إشارة إلى الآلة التي أحضرت من أجل تقطيع جثة خاشقجي، فيما ذهب بيتر كينغ أبعد، حيث أخبر محطة "إي بي سي" أن السعوديين "هم أكثر حكومة غير أخلاقية تم التعامل معها".
ويستدرك الكاتب قائلا: "لكن، وباستثناء المتشكك من الحرب بول راند، فإن الرد من الجمهوريين كان صامتا، وتصرف بعض الجمهوريين في مجلس الشيوخ وكأنهم ضحايا لمقتل خاشقجي، مثل السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي قال: (كنت إلى جانب جون ماكين من الداعمين الرئيسيين للعلاقات الأمريكية السعودية وأشعر بالخيانة)، وغرد السيناتور ماركو روبيو قائلا: (مقتل خاشقجي لا أخلاقي، ولا يحترم ترامب أو الذين دعموا التحالف الاستراتيجي مع السعوديين، ولم يقتلوا هذا الرجل فقط، بل إنهم وضعوا رئيس الولايات المتحدة وحلفاءهم في الكونغرس أمام مأزق، ومنحوا هدية مجانية لإيران)".
ويعلق شيبارد قائلا إنه "بدا واضحا أنه رغم الغضب كله، أو بسبب خيبة أملهم من السعودية، فلا يبدو أن الجمهوريين في مجلس الشيوخ لديهم نية لفعل شيء حول قتل المملكة لخاشقجي، ولو كان هذا صحيحا، فسيكون هو السبب الذي تراجع فيه الكونغرس عن مواقفه مرة تلو الأخرى منذ بداية عام 2017، فقام ترامب وعلى مدى العامين الماضيين بتدمير مبادئ الجمهوريين الواحد تلو الآخر، وسيكون المبدأ الأخلاقي للحزب هو الأخير الذي سيواجه الموت".
ويجد الكاتب أنه "رغم الحديث المتكرر عن التقارب مع السعودية، فإن النجاح الأكبر لهذه الإدارة هو إعادة ترتيب العلاقة مع السعودية، وعندما وصل ترامب إلى البيت الأبيض كانت العلاقة مع السعودية القائمة على النفط ومواجهة إيران في أسوأ حالاتها، وعارض السعوديون، الذين كانوا يخوضون حروبا بالوكالة في الشرق الأوسط، غزو العراق والاتفاقية النووية عام 2015، بذريعة أنهما قوتا عدوتهما إيران".
ويستدرك شيبارد بأن "زيارة ترامب في بداية عام 2017 انتهت بعقود سلاح بقيمة 110 مليارات دولار، والخروج من الاتفاقية النووية، وبعد زيارة ترامب نشرت (سي أن أن) تقريرا، قالت فيه إن السعوديين بدأوا يتعاملون مع ترامب بصفته شريكا متوافقا معهم، وبأنه يمكنه وضع إيران في مكانها، وتعهد باتخاذ موقف متشدد ضد أعداء السعوديين، وأكثر من سلفه، بالإضافة إلى أن فريقه سيكون أقل ميلا لتوبيخ المملكة بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان، وهو الموضوع الشائك في العلاقات الأمريكية السعودية".
ويلفت الكاتب إلى أن "زيارة ابن سلمان الناجحة للولايات المتحدة عام 2018، التي التقى فيها بالنخبة الأمريكية من رجال الأعمال والإعلام والسياسيين، سمحت للمتشككين برؤية ما يريدون رؤيته عن السعودية، ووعد بإعادة تشكيل اقتصاد البلد القائم حاليا على النفط، وقدم ابن سلمان نفسه على أنه مصلح، حيث رفع الحظر عن قيادة المرأة لقيادة السيارة".
ويبين شيبارد أن "هذه الصورة غطت على انتهاكات المملكة المتعددة لحقوق الإنسان في الداخل والخارج، ويخوض البلد حربا وحشية في سوريا واليمن، الذي يعيش أسوأ مراحله، وهذا بسبب الحصار الذي تفرضه السعودية عليه، ومع ذلك فقد تم تجاهل المجاعة والقتل العشوائي، خاصة أطفال الحافلة في هذا الصيف، حتى مقتل خاشقجي".
ويقول الكاتب إن "على الجمهوريين الإجابة عن الدعم الذي قدموه لدولة ديكتاتورية، والبحث عن الطريقة التي سيفرضون فيها عقوبات دون استفزاز رد يغضب الرئيس، الذي قال إنه قد (يبحث عن حل آخر)، ولو كان التاريخ دليلا، فإن السيناتورات لن يدفعوا بالقدر الكافي".
وينوه شيبارد إلى أنه "منذ تولي ترامب السلطة، قام السيناتورات بمعارضة ترامب كلما انحرفت سياسته الخارجية عن سياسة الحزب، لكن دون اتخاذ فعل جوهري، فعندما قبل ما قاله فلاديمير بوتين بأن روسيا لم تتدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016 احتج النواب، ولاحظ الكاتب في مجلة (نيويوركر) إيفان أونوس أن (ما هو أكثر إثارة هو ما لم يحدث، فلم يستقل أحد من الحكومة، ولم يتخذ أي سيناتور جمهوري الخطوات القوية لضبط أو احتواء أو توبيخ الرئيس)،
ويقول الكاتب إنه "حتى عندما اتخذ النواب خطوات صلبة فإنها كانت في معظمها رمزية، وفي رد على انتقاد ترامب المتكرر للناتو مرر مجلس الشيوخ (قرارا غير ملزم بنسبة 97- 2، الذي عبر عن دعم الناتو والدفاع المتبادل، ودعا الإدارة لتبني استراتيجيتها الشاملة، ومواجهة تدخل روسيا في الولايات المتحدة وبقية الديمقراطيات)، كما أوردت (ديفنس نيوز) في تموز/ يوليو، ومرر مجلس الشيوخ قرارا غير ملزم عندما ناقش ترامب فكرة تسليم مسؤولين أمريكيين للتحقيق معهم في روسيا".
ويضيف شيبارد: "طالما ظل ترامب أكثر السياسيين الجمهوريين شعبية في أمريكا، ويقوم بسحب اتفافيات السلاح من على الطاولة، فليس من الواضح ما يمكن أن يعمله الجمهوريون لإرسال رسالة ذات معنى لولي العهد السعودي، وليس واضحا إن كانوا يريدون إرسال الرسالة، وما يهم السيناتورات، من غراهام إلى روبيو، هو تجاهل ملف حقوق الإنسان في السعودية، وأن ما هو مهم هو أنهم حلفاء ضد إيران، وبالتأكيد فهناك في الكونغرس من يرون أن قتل رجل لا يستدعي التخلي عن عقود بـ110 مليارات دولار، وهو ما يفسر عدم حصول هذه العقود على الدعم الكافي في الكونغرس".
ويذكر الكاتب أن "صحيفة (نيويورك تايمز) نشرت يوم السبت أن ترامب يراهن على الوقوف مع السعوديين دون خسائر من الناخبين، وهو محق، وهناك بعض السيناتورات الجمهوريين يعملون الشيء ذاته، وتركزت القضايا في الانتخابات النصفية حول الهجرة والصحة، ولن يتغير هذا الأمر، وهناك من هم في اليمين المتطرف، مثل القس الإنجيلي بات روبرتسون، يتجاهلون مقتل خاشقجي بشكل يعطيهم غطاء".
ويرى شيبارد أنه "لو لم يقم الجمهوريون في مجلس الشيوخ بفعل شيء ذي معنى بشأن مقتل خاشقجي فإن ذلك سيكون بمثابة الرضوخ الأخير لترامب، وكان هذا أمر محتوما بعد وفاة السيناتور جون ماكين في الصيف، ومع أن سياساته كانت قاصرة، إلا أنه كان الصوت الأخلاقي الوحيد الذي سيعنف ترامب ويطلب من مجلس الشيوخ معاقبة السعودية، وقال العام الماضي بعد عودته من العلاج من مرض السرطان: (نحن لسنا أتباع الرئيس.. بل نحن مساوون له)".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "ليس من الواضح إن كان أي من الجمهوريين الذي بقوا على قيد الحياة من زملائه يلتزمون بهذا الموقف".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا