صحافة دولية

عبدالله العودة: قتلة خاشقجي جعلوه شهيدا ولن يسكتونا أبدا

العودة: لم يشعر خاشقجي أبدا أن كفاحه ضد الطغيان سيكلفه حياته- تويتر
العودة: لم يشعر خاشقجي أبدا أن كفاحه ضد الطغيان سيكلفه حياته- تويتر

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا لنجل الداعية المعروف سلمان العودة، والزميل البارز في مركز التفاهم الإسلامي المسيحي في جامعة جورج تاون عبدالله العودة، تحت عنوان "لن نسكت على مقتل جمال خاشقجي".

 

ويقول العودة في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "خاشقجي قتل في داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وكان السعوديون يريدون إسكات خاشقجي، وإخفاء أي أثر له، لكن كلماته الآن أعلى صوتا وأكثر وضوحا من أي وقت مضى، ونحن أصدقاؤه السعوديون لن نسكت".

 

ويضيف الكاتب: "خاشقجي كان صديقا كنت أستشيره، وأبحث عن نصيحته، وبناء على نصيحته كتبت هذا المقال، لكن لم أفكر أنه سينشر في مناسبة موته، وقال لي خاشقجي ذات مرة إن علينا أن نلفت النظر لعمل ونشاط عبدالله الحامد وأصدقائه، الذين يقضون فترات طويلة في السجن؛ لأنهم طالبوا بملكية دستورية، التي تعطي النظام الاستقرار، وتؤدي إلى الديمقراطية، وفي الوقت ذاته فإنها تحترم العائلة المالكة".

 

ويشير العودة إلى أنه "عندما غادر خاشقجي السعودية عام 2017، فإنه قرر الدفاع عن المعتقلين الذي اعتقلوا بسبب خلاف في الرأي، والدفاع عن الذين كانوا مثله لديهم آمال للحرية وحقوق الإنسان أثناء الربيع العربي".

 

ويلفت الكاتب إلى أن خاشقجي كتب في أول مقالة له في "واشنطن بوست" في أيلول/ سبتمبر 2017، قائلا: "لقد اتخذت خيارا مختلفا الآن، لقد تركت بيتي وعائلتي ووظيفتي، لكنني أرفع صوتي، وفعل غير ذلك هو خيانة لمن يذبلون في السجن، وأستطيع الحديث في وقت لا يستطيع فيه الكثيرون ذلك".

 

ويقول العودة: "تركت السعودية في الوقت ذاته الذي غادرها خاشقجي، في تموز/ يوليو 2017، واعتقل والدي سلمان العودة بسبب تغريداته ونشاطاته، ويطالب النائب العام بإعدامه، ووجه له 37 تهمة تتعلق بانتمائه السياسي ودعمه العلني للمعتقلين من (المعارضين)، وفي السياق ذاته هناك 17 فردا من عائلتي ممنوعون من السفر، وأخبرني خاشقجي ذات مرة أن عائلته ممنوعة من السفر أيضا، وقبل أشهر رفضت السفارة السعودية تجديد جواز سفري؛ (لأن خدمتي توقفت في المملكة)، وطلب مني المسؤولون لاحقا العودة إلى السعودية، وقدموا لي وثيقة سفر مؤقتة".

 

وينوه الكاتب إلى أن "خاشقجي عبر عن قلقه من حملات القمع ضد الرموز العامة في أيلول/ سبتمبر 2017، ومعظم من اعتقلوا لم يكونوا منشقين/ معارضين، وقد انزعج خاشقجي تحديدا لاعتقال الاقتصادي الذي انتقد خطة طرح شركة (أرامكو) في البورصة عصام الزامل، وكان من ضمن وفد حكومي زار الولايات المتحدة قبل اعتقاله بفترة قصيرة، وتمت إحالة عصام إلى المحكمة هذا الشهر بتهمة (مقابلة دبلوماسي أجنبي) و(الانضمام لمنظمة إرهابية)، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة (رويترز)".

 

ويعلق العودة قائلا: "يعني السعوديون بالمنظمة هي جماعة الإخوان المسلمين، وهي تهمة يستخدمونها ضد أي ناقد ومستقل وشخصيات عامة، ومن اعتقل عصام وبقية الشخصيات العامة والمثقفين داخل المملكة في أيلول/ سبتمبر 2017 وبعد ذلك، واستهدفوا الأصوات البارزة في الخارج مثل خاشقجي، اختاروا إسكات المعتدلين الذين يطالبون بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، وكانت هذه الأصوات التي كشفت حقيقة (الإصلاحات) والتي وضعت العناصر الأساسية للمجتمع الحر محل امتحان".

 

ويفيد الكاتب بأنه عندما سئل خاشقجي عن موعد عودته إلى السعودية، فإنه أجاب: "عندما أرى سلمان العودة يعود إلى منبره، وعندما أشاهد عصام الزامل يعود لنشاطه على (تويتر)، وعندما أرى عبدالله المالكي يعود للكتابة عن محاسبة حكام البلد". 

 

ويبين العودة أن خاشقجي كان يشير إلى كتاب المالكي "سيادة الشعب"، الذي انتقد فيه "تطبيق الشريعة" الذي تستخدمه السعودية لخرق حقوق الإنسان والحريات في المملكة، مشيرا إلى أن المالكي ناقش أن السيادة وحرية الاختيار للشعب أساسيتان، ويجب استخدامهما إطارا لتطبيق الشريعة، فالعدل وحرية الاختيار متقدمان على أي شيء.

 

ويشير الكاتب إلى أنه "تم إسكات هذا الخطاب داخل السعودية؛ لأنه يطرح أسئلة حول القوة المطلقة والديكتاتورية، ويجادل في جدوى الإصلاحات السطحية والجزئية، وتمت إحالة المالكي للمحكمة هذا الشهر، بالتهم ذاتها التي يواجهها الآخرون، وتضم علاقته بالأشخاص الذين طالبوا بالإصلاحات الدستورية في السعودية، بحسب ما نقل أشخاص مقربون منه". 

 

ويقول العودة: "عندما ترك خاشقجي السعودية فإنه تبنأ بالعناصر الخطيرة للديكتاتورية، لكنه لم يشعر أبدا أن كفاحه ضد الطغيان سيكلفه حياته".

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "جمال في قلوب وعقول الكثيرين، وسيظل حيا للأبد، ونحن كوننا أصواتا ندعو للقيم الديمقراطية في السعودية وغيرها، لن يتم إسكاتنا أبدا أو استفزازنا بالتخويف أو التهديد، ولو كان الفعلة يريدون استفزاز أو تهديد من يتحدثون ويخالفون أو يطالبون بالحريات وحقوق الإنسان في السعودية فإنهم جعلوا جمال شهيدا في الكفاح من أجل سعودية أفصل وعالم عربي أفضل".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا

التعليقات (0)