هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "إندبندنت أون صاندي" تقريرا، تقول فيه إن نائبا بريطانيا اتهم حكومة بلاده بأن "أيديها ملطخة" بالدماء بسبب الحرب في اليمن، في وقت قالت فيه نسبة 42% من البريطانيين إنها لا تعرف عن الحرب في هذا البلد.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه جاء في استطلاع "يوغوف" أن نسبة 58% من البريطانيين تعرفوا على بلد اسمه اليمن، الذي قتل فيه أكثر من 10 آلاف مدني، وتحول إلى أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث.
وتنقل الصحيفة عن النائب كيث فاز، الذي يترأس المجموعة البرلمانية عن اليمن، قوله إن اليمن هو "الحرب المنسية"، وأضاف أنه "من المثير للقلق إن الاهتمام يتراجع رغم ما جرى هناك، والوضع يزداد سوءا"، وتابع النائب العمالي قائلا: "يتراجع الاهتمام، لكنها نقطة عمياء، ونحن بحاجة لأن يتعرف الرأي العام على أن الدماء ستلطخ يدي الإدارة".
وبلفت التقرير إلى أن فاز أشار إلى أن الحكومة البريطانية تواصل إصدار رخص بيع سلاح للسعودية، التي تقود تحالفا هناك، ومتهمة بقتل المدنيين وارتكاب جرائم حرب من خلال غارات جوية دموية، مشيرا إلى أن الحرب، التي شنت عام 2015 لدعم حكومة عبد ربه منصور هادي، تطورت إلى أزمة إنسانية أدت إلى سقوط الكثيرين بسبب المجاعة ووباء الكوليرا.
وتذكر الصحيفة أنه تم العثور على أدلة على استخدام التحالف أسلحة بريطانية الصنع في أماكن يعتقد أن جرائم حرب قد ارتكبت فيها، وقال مدير شركة أنظمة الدفاع البريطانية "بي إي إي" إنه "لا يعلم" إن كانت معدات الشركة قد استخدمت لارتكاب جرائم.
وينوه التقرير إلى أن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا أدى إلى ظهور أصوات تدعو بريطانيا لإبعاد نفسها عن "شريكنا الاستراتيجي"، فيما قررت ألمانيا تعليق صفقات السلاح مع السعودية بسبب اليمن، لكن الحكومة البريطانية لم تفعل الشيء ذاته، مشيرا إلى أن إحصائيات الحكومة تكشف عن رخص سلاح للسعودية بقيمة 4.7 مليار دولار منذ بداية الحملة على اليمن.
وتورد الصحيفة نقلا عن أندرو سميث من الحملة ضد الاتجار بالسلاح، قوله: "مهما ساء الوضع فإنه ظل يعتمد على دعم الحكومة البريطانية، وماذا يتطلب الأمر لوقف بيع السلاح ووقف الدعم اللامشروط للنظام؟" السعودي.
ويفيد التقرير بأن فاز، المولود في مدينة عدن، وصف مقتل الصحافي خاشقجي بالمروع، لكنه قال: "هذا رجل واحد، لكن هناك 10 آلاف شخص ماتوا لكننا لم نظهر الاهتمام ذاته"، مشيرا إلى أنه سيشارك مع عدد من النواب في مؤتمر دولي سيعقد في باريس يوم 8 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وأضاف: "نشعر أن حكومتنا لا تفعل أي شيء.. حاولت مقابلة بوريس جونسون أكثر من مرة لكنه لم يقابلني طوال الفترة التي كان فيها وزيرا للخارجية".
وتنقل الصحيفة عن فاز، قوله إن ديفيد كاميرون كان يرد على الرسالة المتعلقة باليمن بنفسه، إلا أن تيريزا ماي حولتها إلى المحقق العسكري، وأضاف أن مجموعته البرلمانية اتصلت مع وزير الخارجية جيرمي هانت، وطالبته بدعم قرار الأمم المتحدة الداعي لوقف فوري لإطلاق النار في اليمن، لافتا إلى أن هناك حاجة لأن تبدأ عملية السلام، ودونها لن يكون هناك سلام دائم.
وبحسب التقرير، فإن السعودية وشركاءها في الحرب نفوا ارتكاب جرائم حرب، وتقبلت الحكومة البريطانية النتيجة التي يقدمها فريق تقييم الحوادث، مشيرا إلى أن الفريق وجد في معظم الحالات أن التحالف تصرف بطريقة قانونية، ولم يرتكب جرائم، أو أن الخطأ كان "غير مقصود" لأسباب فنية.
وتستدرك الصحيفة بأن تقرير لجنة الخبراء في الأمم المتحدة في آب/ أغسطس، توصل إلى أن السعودية وشركاءها ربما ارتكبوا جرائم حرب، حيث جاء في التقرير أن معظم الضحايا المدنيين سقطوا بسبب الغارات التي شنها التحالف على الأسواق والبيوت والجنازات ومراكز الاعتقال وقوارب الصيد، وحتى المؤسسات الطبية، لافتة إلى أن الحصار الجوي والبحري، الذي يمنع وصول المواد الغذائية، يخرق القانون الدولي الإنساني.
ويكشف التقرير عن أن عناصر من التحالف الذي تقوده السعودية يتهمون باستخدام الأطفال جنودا، واغتصاب النازحين المدنيين، ومضايقة الصحافيين، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة سجلت 6660 ضحية مدني، و10563 جريحا منذ بداية الحرب عام 2015، مع أن الأرقام الحقيقية تكون أعلى من ذلك.
وتبين الصحيفة أنه رغم حجم الكارثة والمعاناة، إلا أن نسبة 42% من البريطانيين لا تعرف بما يجري في اليمن، مشيرة إلى أنهم عندما سئلوا فيما إن كانوا يعرفون بنزاعات مسلحة قائمة، فإن ثلاثة أرباع المشاركين من بين 2100 مشارك قالوا إنهم يعرفون عن سوريا بنسبة 63%، وأفغانستان بنسبة 52%، وليبيا وميانمار 46%.
ويورد التقرير نقلا عن منظمة "هيومان أبيل" التي طلبت الاستطلاع، قوله إن قلة الوعي بالحرب اليمنية مثيرة للدهشة، خاصة أن هناك 14 مليون نسمة يواجهون احتمال المجاعة.
وتنقل الصحيفة عن منسق الشؤون الخارجية تشارلز لولي، قوله إن النسبة المنخفضة تعود إلى التغطية الإعلامية أو الحرب المعقدة، وأضاف أن "الثمن الإنساني الذي يدفع يوميا في اليمن رهيب، ونشعر أن هناك حاجة لمعرفة الناس بالحرب، حيث الفقر والعنف يستمران دون هوادة وفي دائرة كارثية".
وتختم "إندبندنت أون صاندي" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك الكثير من اليمنيين الذين يكافحون من أجل الحصول على المياه النظيفة والمؤسسات الصحية، ما يسمح للأمراض والعدوى بالانتشار سريعا، مستدركة بأنه رغم هذا كله فإنه تم تجاهل اليمن.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا