هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن تاريخ العلاقات المتينة بين السعودية وإسبانيا، ودور العائلات المالكة في تعزيزها عبر الزمن.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الحكومة الإسبانية نكست علم بلادها في جميع المؤسسات الحكومية في الثاني من آب/ أغسطس سنة 2005، على خلفية وفاة الملك السعودي، فهد بن عبد العزيز آل سعود.
وآنذاك، وافق رئيس الوزراء الإسباني السابق، خوسيه لويس ثباتيرو، على إعلان الحداد الوطني في البلاد بطلب من الملك الإسباني، خوان كارلوس الأول، الذي أنهى إجازته في جزيرة مايوركا من أجل السفر إلى الرياض، وتقديم تعازيه للأمير عبد الله بن عبد العزيز.
وأوردت الصحيفة أن التقارب بين إسبانيا والسعودية بدأ قبل أن تبلغ فترة حكم فرانثيسكو فرانكو أوجها، حيث زار الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود إسبانيا لأول مرة في شباط/ فبراير سنة 1957.
ديكتاتورية
ورحب فرانكو، الذي كان يعيش عزلة عالمية، كثيرا بهذه الزيارة. وخلال تلك الفترة، كان الخطاب الشائع يدعو إلى تعزيز "الصداقة التقليدية الإسبانية العربية" والحنين العربي إلى الأندلس. كما لم يخف الحكام العرب الديكتاتوريون إعجابهم بالديكتاتور فرانكو، الذين يشاركونه سياسته المعادية للسامية.
وأردفت الصحيفة أن الرياض كانت قد أكدت لمدريد أنها لن تنقطع عن تزويدها بما تحتاجه من النفط بأسعار السوق المتداولة، خلال أزمة إمدادات النفط سنة 1975.
الملك خوان كالوس الأول
وتعمقت علاقة الصداقة بين إسبانيا والسعودية بمجرد صعود الملك خوان كارلوس الأول إلى العرش بعد سقوط فرانكو، حيث أظهر الملك السعودي ونظيره الإسباني لبعضهما البعض ودا وقربا غير مسبوقين.
فعلى سبيل المثال، قدم الملك السعودي قرضا دون فوائد بقيمة 100 مليون دولار لإسبانيا، من أجل تمويل الحملة الانتخابية الخاصة بحزب اتحاد الوسط الديمقراطي، وهو الحزب الذي أنشأته الحكومة الإسبانية سنة 1977 ليكون مسؤولا على عملية الانتقال الديمقراطي.
ونوّهت الصحيفة إلى أن الملك خوان كارلوس الأول أهدى الملك فهد بن عبد العزيز يختا يسمى "فورتونا"، الذي استخدمه لمدة عقدين، علما وأن هذه الأنواع من الهدايا أصبحت محظورة في الوقت الحاضر.
وخلال السبعينيات، وبمساعدة تاجر السلاح، عدنان خاشقجي، نزل الملك فهد في مدينة مربلة الساحلية، حيث تم بناء أحد القصور التي عُرفت بفخامتها. من جهة أخرى، كرس الملك الإسباني كل جهوده حتى تفوز الشركات الإسبانية بعقود مميزة على غرار صفقة قطار الحرمين فائق السرعة "أفى الصحراء" وبناء شركة "نافانتيا" لخمس سفن حربية للسعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن قدرة الجانب الإسباني على التواصل مباشرة مع الملك الذي يستحوذ على السلطة في بلد تغيب فيه المناقصات العامة وتحديد المواعيد النهائية لمنح العقود، يعد أمرا بالغ الأهمية ولا يقدر بثمن.
علاوة على ذلك، سافر الملك خوان كارلوس الأول إلى السعودية في الكثير من المناسبات، سواء الرسمية منها أو الزيارات الخاصة، التي تزامنت آخرها مع الاحتفال الأخير بأسبوع الآلام في إشبيلية.
اختلاف بالعلاقة
وذكرت الصحيفة أن وضع العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة لم يبق على حاله كما كان في السابق. فعلى سبيل المثال، استبدل الملك سلمان مدينة مربلة الساحلية الإسبانية بمدينة طنجة المغربية لتمضية العطلة بطلب من زوجته الجديدة.
في المقابل، لم يتحمس الملك الإسباني فيليب السادس، الذي صعد إلى العرش سنة 2014، كثيرا لتعزيز العلاقات مع الرياض أو مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي تعرف عليه منذ ستة أشهر خلال الزيارة التي قام بها إلى مدريد.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من التغير الذي طرأ على العلاقة بين البلدين، إلا أن الرابط بين العائلات المالكة لا يزال مميزا إلى حد اليوم.
ووفقا لمصادر حكومية، تدخل الملك الإسباني السابق، خوان كارلوس الأول، في إحدى المناسبات لتجنب أزمة دبلوماسية مع السعودية، حين وردت أخبار حول تعليق إسبانيا لصفقة تزويد السعودية بنحو 400 قنبلة موجهة بالليزر.
يشار إلى أن إسبانيا رفضت وقف بيع السلاح للسعودية، مبدية موقفا مغايرا للمواقف الغربية التي تضغط على الرياض بسبب أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي 2 تشرين الأول/ أكتوبر.
وصوت البرلمان الإسباني على عدم وقف مبيعات السلاح للسعودية.