هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعت صحيفة "ذا هارفارد كريمسون" جامعة هارفارد لإعادة النظر في علاقتها مع السعودية والكشف عن تبرعات الرياض لها.
وجاءت افتتاحية الصحيفة في ضوء اتهامات النظام السعودي بقتل الصحافي السعودي الجريء جمال خاشقجي في اسطنبول بداية الشهر الماضي.
وتذعو الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، لتكريم خاشقجي بالطريقة المناسبة؛ لأنه تجرأ على قول الحق، مؤكدة أهمية التزام الجامعة الأهم في العالم بالشفافية وكشف الأموال التي قدمها السعوديون لها.
وتقول الصحيفة: "في الربيع الماضي زار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هارفارد ضمن جولة له في الولايات المتحدة، وهي الزيارة الأخيرة في خيط طويل من العلاقات بين العائلة السعودية المالكة وهارفارد، ففي عام 2005 تبرع الأمير الوليد بن طلال، أحد أفراد العائلة البارزين، بـ20 مليون دولار للجامعة، واستخدم تبرعه لإنشاء برنامج الوليد للدراسات الإسلامية، وكذلك إنشاء ثلاثة مناصب بروفيسورية باسمه".
وتشير الافتتاحية إلى أن "علاقة هارفارد مع السعودية لا تتوقف هنا، فالعائلة المالكة تدعم برنامجين على الأقل في مدرسة كيندي، وتدعم أيضا مساقات في القيادة أثناء البرنامج الصيفية لجامعة هارفارد".
وتجد الصحيفة أنه "في ضوء اتهام السعودية بمقتل جمال خاشقجي، وسجلها الفاضح في انتهاكات حقوق الإنسان في أماكن أخرى، بما في ذلك علاقتها بهجمات 11/ 9، وأفعالها في اليمن، التي أدت إلى كارثة إنسانية مدمرة، فإننا نعتقد أن هناك ضرورة لتقوم هارفارد بالتحرك، ويجب عليها شجب مقتل خاشقجي وبشكل صريح، وهذا ليس كافيا، بل على الجامعة المضي خطوة أخرى للإمام، والقيام بعملية تقييم نقدية لعلاقتها مع النظام السعودي، والكشف عن تاريخ العلاقة مع السعوديين، والعلاقة الحالية، وعرضها على الرأي العام".
وتلفت الافتتاحية إلى أن كادر التحرير فيها طالما طلب من الجامعة تقييم مصادرها المالية وبطريقة دقيقة، وتقول: "نحن نعترف بأن هارفارد لا يمكنها، ولا يجب عليها رفض التبرعات من المتبرعين المثيرين للجدل وبطريقة قاطعة، بالإضافة إلى أننا لا نساوي المتبرعين المثيرين للجدل بالنظام السعودي الوحشي، ومع ذلك فإنه عندما يتعلق الأمر بالتمويل من مصادر مثيرة للجدل فإن هناك مشكلة لدى هارفارد من ناحية الشفافية، ومن السهل تصحيحها، وحتى لو قبلت هارفارد المال من أماكن كهذه فمن المهم أن تكون مفتوحة قدر الإمكان بشأن مصادرها المالية، وبناء عليه نطالب هارفارد، عندما يتعلق الأمر بالتمويل، أن تكون شفافة وعلى المستويات كلها، وأن تصدر قائمة بمصادرها والتمويل المباشر".
وتحذر الصحيفة من أن "جامعة هارفارد، التي تعد من أفضل الجامعات في العالم، تخاطر في علاقتها مع النظام السعودي بإضفاء الشرعية على طبيعة النظام الديكتاتورية والسياسات التي اتبعها في الخارج، فبمواصلة تقوية العلاقات فإن هارفاد تغض النظر عن الجرائم السعودية، ومن الواضح أن مواصلة هارفارد بناء العلاقات مع نظام متورط حتما في انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب أمر غير أخلاقي، ويجب على الجامعة القيام بعمل أفضل".
وتنتقد الافتتاحية الطبيعة السرية للعلاقات مع النظام، قائلة إنها "تعكس بالتأكيد عدم اهتمام الجامعة بالوضع، ومن الضروري أن تقوم الجامعة بالنظر النقدي للمال الذي تنتفع منه، بدلا من استمرارها في بناء علاقات مع السعوديين".
وتقول الصحيفة: "نريد أن نحيي ونشرف شجاعة خاشقجي وتصميمه على قول الحقيقة، التي دفع في النهاية حياته ثمنا لها، فقتل صحافي لأنه تحدث ضد العدل هو إهانة مباشرة لقيم الصحافيين ومديري التحرير، التي تتمسك بها هذه الصحيفة بقوة، ومن المهم الاستمرار في قول الحقيقة أمام السلطة، وممارسة حريتنا في التعبير، خاصة في وقت يحاول فيه القادة جهدهم، من الرياض إلى موسكو وواشنطن، لجعل هذا الأمر صعبا".
وتختم "ذا هارفارد كريمسون" افتتاحيتها بالقول: "نأمل بأن تقوم هارفارد بإعادة النظر في شعارها في ضوء جريمة قتل خاشقجي، وتقوم بتكريمه بطريقة مناسبة، وعلاوة على هذا كله نأمل بأن تعيد هارفارد النظر في علاقتها مع النظام السعودي، وتتأكد من أن العلاقات التي بنتها الجامعة تعزز من التزامنا في الحقيقة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)