هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الخميس، عن دور الموساد الإسرائيلي في إحباط عملية إيرانية في الدنمارك، مؤكدة أنها "تعطي إشارة لطهران بأنه توجد لإسرائيل طرق كثيرة للتأثير على مكانتها في العالم".
وقالت الصحيفة في مقال لمحللها للشؤون العربية تسفي
برئيل إن "إحباط العملية الإيرانية في الدنمارك سيفيد إسرائيل، ولكن ربما
يرتد عليها"، موضحة أن "محاولة تنفيذ العملية في الدنمارك مهمة من
جانبين، الأول هو ما نشر عن دور الموساد في المساعدة في الكشف عن محاولة تنفيذ
العملية، والثاني هو التوقيت".
وذكرت أن "الموساد غير معتاد على الإعلان عن
نجاحاته وخاصة عندما يتعلق الأمر بعمليات على أراض ودول أخرى، ويسمح بشكل عام
للتسريبات والنفي أن تقوم بدورها"، مبينة أن "توقيت الكشف له دور في ظل
توقعات أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وجبة عقوبات أخرى ينوي فرضها على
إيران".
واعتبرت الصحيفة أن "هذه ستكون عقوبات شديدة ومهمة
أكثر من العقوبات التي فرضها على إيران بعد وقت قصير من انسحابه من الاتفاق النووي
في شهر أيار/ مايو الماضي"، معتقدة أن "الكشف عن محاولة تنفيذ العملية
يخدم بشكل جيد إسرائيل، رغم أنه لا يوجد تأكيد بأن العملية كانت ستنفذ
قريبا".
اقرأ أيضا: ما دور "الموساد" في إحباط عملية إيرانية في الدنمارك؟
ورأت أن "ذلك أحدث تغييرا في موقف الدنمارك من
إعادة فرض عقوبات على إيران"، مؤكدة أن "رد الدنمارك وضع باقي دول
الاتحاد الأوروبي أمام معضلة، وإذا كانت محاولة تنفيذ عملية تلزم تجميد نضالها ضد
العقوبات أو الفصل بين محاربة الإرهاب وبين أهمية وجود الاتفاق النووي".
وشددت الصحيفة على أن "خلق هذه المعضلة يعتبر
إنجازا بالنسبة لإسرائيل، التي ليس لديها رافعة للتأثير على موقف الدول
الأوروبية"، معتبرة أن "النشر عن دور الموساد هو رسالة موجهة لإيران،
تقول إن إسرائيل يمكنها المس بمكانتها حتى دون تصفية علماء أو قصف أهداف إيرانية
بسوريا".
واستدركت الصحيفة بقولها إن "التدخل الاسرائيلي
من شأنه أن يقوم بدور البومرينغ (الرد العكسي)، إذا قرر الاتحاد الأوروبي أن إسرائيل
تملي عليه سياسته تجاه إيران من خلال التعاون الاستخباري"، مضيفة أن
"توقيت الكشف يثير سؤال آخر بالنسبة للمنطق الذي يقف من وراء نية تنفيذ العملية".
وأكدت أنه "مشكوك إذا كان رؤساء النظام
الإيراني ومن بينهم الرئيس حسن روحاني، كانوا سيصادقون على تنفيذ عملية كهذه، مع
اقتراب موعد فرض أمريكا عقوباتها ضد طهران"، مرجحة أن "يكون داخل أجهزة
الاستخبارات الإيرانية جهات مستعدة لتعريض الاتفاق النووي للخطر، بواسطة عملية غير
مستعجلة على الأراضي الأوروبية"، على حد تقدير صحيفة "هآرتس".