هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقرير لمراسلتها لويزا كالاهان، تقول فيه إن "الإمارات العربية المتحدة أصبحت إسبارطة الصغيرة في الشرق الأوسط".
وتبدأ كالاهان بالقول: "من نافذة المروحية التي عبرت مضيق باب المندب، تظهر القاعدة العسكرية الإماراتية على مدى النظر ثكنات مبنية من الطوب الملون، وتحرسها أنظمة باتريوت أمريكية".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مديرية الخوخة كانت زاوية هادئة من اليمن، تمتد شواطئها المحاطة بالنخيل، وحولها الإماراتيون الآن إلى معرض لقوتهم العسكرية، حيث أصبحت من أكثر الدول تدخلا في الدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.
وتقول الصحيفة إن هذه النقلة جعلت جنرالات أمريكا في أفغانستان يعدون الإمارات "إسبارطة الصغيرة"، قوة عسكرية مكرسة لإعادة تشكيل ميزان القوة الحساس في المنطقة، مشيرة إلى أن قواتها تشارك إلى جانب قوات الحكومة اليمنية كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين، بالإضافة إلى مشاركة الطائرات الإماراتية كجزء من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في الأجواء في العراق وسوريا.
وتبين الكاتبة أنه في ميناء بربرة وعصب قواعد عسكرية وموانئ تجارية تنشر المال والتأثير، لافتة إلى أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي ليست عضوا في الناتو التي قدمت الدعم الجوي للقوات الأمريكية في أفغانستان، بالإضافة إلى أستراليا.
ويلفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي تواجه فيه السعودية شجبا دوليا حادا لقتلها المدنيين في اليمن، وخلق كارثة إنسانية، إلا أن سمعة الإمارات نجت دون أي شوائب، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا كشفتا الأسبوع الماضي عن نفاد صبرهما من الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، مع أنهما المزودان الرئيسان للتحالف بالسلاح، ودعا وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى وقف للأعمال العدوانية نهاية الشهر الحالي من ضمن خطة سلام.
وتجد الصحيفة أنه حتى لو توقف القتال فإنه من المستبعد أن تتخلى الإمارات عن مواقعها الاستراتيجية في اليمن لأنها طموحة وكبيرة، وقال دبلوماسي غربي في الشرق الأوسط: "هذا بلد غني ومستقر.. يحاولون استخدام هذا الأمر لزيادة التأثير في المنطقة, وهم يزيدون من الحلفاء ويدفعون الأعداء".
وتفيد كالاهان بأنه بناء على توجيهات ولي العهد لإمارة أبو ظبي، ونائب القائد العام للقوات المسلحة محمد بن زايد "م ب ز"، فإن الإمارات تحولت من دولة ناعسة إلى أهم قوة في المنطقة، فدعمت المنشقين في الصومال وقوات خليفة حفتر في ليبيا، وتركوا بصماتهم على التحولات السياسية في المنطقة من تونس وأريتريا، وفي اليمن يسيطرون على ميناءي عدن والمكلا.
وينوه التقرير إلى أن جيش الإمارات، الذي وصف ذات مرة بأنه "نمر من ورق"، مسلح جيدا لكن بخبرات قليلة، مشيرا إلى أن الإمارات ضخت الملايين لتدريب الجيش، الذي يبلغ تعداده 63 ألف جندي، على يد الضباط البريطانيين والأمريكيين، ويقول مسؤول دفاعي سابق: "لديهم معدات عسكرية متفوقة.. مدربون جيدا".
وتستدرك الصحيفة بأن التوسع الإماراتي أثار أسئلة حول ما إن كانت الدولة الصغيرة تبالغ في أداء دور أكبر من حجمها، فدفعت، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، إلى مؤسس شركة التعهدات الأمنية إريك برينس ملاين الدولارات لينشئ جيشا يضم مقاتلين مرتزقة كولومبيين.
وتذكر الكاتبة أن الإمارات في اليمن تتهم بإدارة سجون سرية يتعرض فيها المعتقلون اليمنيون للتعذيب، فيما تنفي الإمارات هذه الاتهامات، إلا أن مراقبا غربيا قال: "لا أحد يعلم الحد الذي سيذهبون إليه.. يريدون الاستقرار، لكن هذا يصعب موازنته".
وبحسب التقرير، فإن "م ب ز"، الذي عين وليا للعهد منذ 14 عاما، ويعتقد أنه خلف حملة الحصار ضد قطر، البالغ من العمر 57 عاما، يكون أستاذا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مشيرا إلى أن الإماراتيين قدموا أنفسهم في ظل خليفة بن زايد، الأخ غير الشقيق لابن زايد، للإدارة الأمريكية المعادية لإيران بأنهم الحاجز ضد التأثير الإيراني.
وتشير الصحيفة إلى أن الإمارات فرضت التجنيد الإجباري ما بين 18 و30 عاما، في محاولة لتأكيد الهوية الوطنية، لافتة إلى أن التدخل العسكري جاء بثمن غال، ففي متنزه أبو ظبي نصب تذكاري، صممه الفنان البريطاني إدريس خان، يخلد من ماتوا وهم يقاتلون من أجل الإمارات، 107 في اليمن، وهي خسارة كبيرة لبلد لا يزيد تعداد سكانه على 850 ألف نسمة.
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك نصبا تذكاريا أصغر يخلد من ماتوا في أفغانستان وكوسوفو ولبنان، وفيه رخام فارغ لإضافة أسماء جديدة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)