هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لاراثون" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الجزيرة التي لا يمكن دعوة سكانها بألقابهم، نظرا لطولها وعدد الأحرف الكبير التي تتكون منها.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن انتخابات مدغشقر قد كشفت عن ظاهرة الألقاب الطويلة في
البلاد، حيث يتنافس حوالي 36 مرشحا في صناديق الاقتراع اليوم لرئاسة مدغشقر، وبغض
النظر عن البرامج السياسية، من المثير للدهشة أن أغلب هؤلاء المرشحين يتشاركون في
الألقاب الملغاشية الطويلة التي يصعب نطقها.
وذكرت الصحيفة أنه من بين هؤلاء السياسيين نجد
الرئيس المنتهية ولايته في مدغشقر، "هيري راجاوناريمبامبانيا"، الذي سجل
رقما قياسيا، منذ وصوله إلى السلطة في كانون الثاني / يناير سنة 2014، حيث يعد
الرئيس الأطول لقبا في العالم، الذي يتكون من حوالي 19 حرفا. ويعد اسمه الكامل في
الواقع، هو "هيري مارشيال راجاوناريمامبيانينا راكوتواريمانانا"، الذي
يتكون بالأساس من 45 حرفا.
وأوردت الصحيفة أن المرشحين الآخرين للرئاسة ليسوا
باستثناء، حيث نجد كل من "هاينجو أندريانجاكمالالا راسولوفونكوا" أو
"زفيمهليو ديت داما مهليو رسلفندروسلو"، الذين يتكون اسميهما من 45 و35
حرفا على التوالي. ويستوجب تفسير هذه الظاهرة البحث عن جذورها في تقاليد مدينة
مدغشقر قبل الاستعمار. وقد أصبحت هذه المسألة مصدرا للإزعاج بالنسبة لأي صحفي لم
يولد في هذه الجزيرة، التي تعد الأكبر في أفريقيا. ولحل هذه المشكلة، لم يتم فصل
الاسم عن اللقب، وإنما قام سكان البلاد بإطلاق اسم منفرد على كل شخص نتيجة للخلط
بين كليهما.
وبينت الصحيفة أنه، على الرغم من عدم وجود قاعدة
مشتركة في الجزيرة بأكملها عند اختيار الأسماء، حيث تتمتع مدغشقر بتنوع ثقافي واسع
وتستضيف حوالي 15 مجموعة عرقية مختلفة، إلا أن إطلاق مثل هذه الأسماء كان لا مفر
منه في كل الحالات. ومن المثير للاهتمام أن علم التنجيم أو الجذور العائلية قد
لعبا دورا هاما في اختيار هذه الأسماء.
اقرأ أيضا: هذه هي البلدان التي تؤمن أفضل الظروف للمتقاعدين
وفي هذا السياق، أكد عالم اللغويات، ناريفلو
راجاوناريمانانا أن "الاسم الملغاشي ليس مجرد تسمية، وإنما أُمنية، أو قدر،
أو كلمة تتناقض مع المصير السيء، أو ذكرى يوم ولادة أو مزيج من أسماء الآباء أو
الأجداد. وبهذه الطريقة يمكن أن يعبّر الاسم عن الطابع الجسدي أو العاطفي للشخص،
أو الحب الأبدي، أو المكانة، أو شرف العائلة أو المصير الذي ينتظر الفرد".
وأبرزت الصحيفة أنه على سبيل المثال، تعني السابقة "zafi-" "-زافي"
الحفيدة أو الحفيد، في حين "zana-" "-زانا"
الإبنة أو الابن، وهي سابقة شائعة الاستخدام. إلى جانب ذلك، قد تكون الأسماء
مسبوقة بالسابقة "rai-" "-راي"،
أي الأب، أو "reni-""-راني"
أي الأم، أو "Ra-""-را"،
أي سيدي أو سيدتي، كدليل على الاحترام. بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة للرجال تعد هذه
العادة شائعة جدا، وإلى يومنا هذا، توجد أسماء تحمل معاني مخصصة تقليديا للذكور،
على غرار "ماهري" "Mahery" (القوي)،
"هاجا" "Haja" (شرف)،
"مندريكا" Mendrika (جدارة)".
وأوضحت الصحيفة أن نطق هذه الأسماء يعد تحديا في حد
ذاته لأنه لا يتطابق مع ما هو مكتوب، على الرغم من أن استخدام الحروف الأبجدية
اللاتينية قد يربك القارئ وتجعله يقع في الخلط. وتعود أطول الأسماء في علم الأنساب
الملغاشي إلى بعض السلالات التي حكمت الجزيرة قبل وصول الأوروبيين.
ويعد اسم Andrianampoinimerinatompokoindrindra"
"أندريانامبوانيميريناتومبوكواندريندرا"
الأطول على الإطلاق، وهو الأمير الذي حكم مدغشقر في القرن السابع عشر. ويعني اسمه
"الأمير الذي ليس مثل الأمراء العظماء الآخرين". وقد يلفت انتباهنا سمة
أخرى غريبة للألقاب الملغاشية، حيث أنها ليست بالضرورة ألقاب دائمة، بل يمكن أن
تتغير على مدار الحياة، وفقا للأحداث الهامة التي يمر بها الشخص، مثل الختان أو
الزواج أو ولادة الطفل الأول.
وتجدر الإشارة إلى أن ظهور المستعمرين الفرنسيين في
الجزيرة في أواخر القرن التاسع عشر قد ساهم في الحد من طول الأسماء، التي أصبحت
اليوم تتكون من حوالي 12 حرفا فقط.
وأفادت الصحيفة أنه في الوقت الحاضر، أصبح تغيير
صيغة بعض الأسماء من خلال استخدام التصغير، أو الأسماء المستعارة، أمرا شائعا.
والأمر سيان بالنسبة للعاصمة أنتاناناريفو، التي عادة ما يشير إليها سكان مدغشقر
باسم "تانا"، وهو نسخة مختصرة من اسمها وقت الاستعمار الفرنسي "تاناناريف".
وفي الختام، أكدت الصحيفة أنه، لا يزال نطق بعض
الألقاب، مثل لقب الرئيس المنتهية ولايته، يسبب نوعا من الصداع بالنسبة للمراسلين
الصحفيين الأجانب، خاصة الصحفيين الإذاعيين، الذين يغطون الانتخابات في هذه
الجزيرة الغريبة، التي تعد رابع أكبر جزيرة في العالم.