هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تراجع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر الوافد إلى مصر، خلال العام المالي السابق 2017- 2018، مقارنة مع العام السابق له.
وتراجع صافي الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مصر 2.6
بالمئة على أساس سنوي، إلى 7.719 مليارات دولار في العام المالي 2017-2018، حسب
بيانات البنك المركزي المصري، مقابل 12 مليار دولار كمستهدف.
وحدد خبيرا اقتصاد أربعة عوامل رئيسية وراء تراجع
تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشرة.
وتشمل تلك العوامل، ارتفاع سعر الفائدة على الإقراض،
وتراجع القوة الشرائية بعد تعويم الجنيه (تحرير سعر صرفه أمام العملات الأجنبية)،
ورفع الدعم عن المحروقات، وضعف الترويج الخارجي لجذب الاستثمارات.
وتأمل الحكومة المصرية أن تحقق تحسنا في الاستثمارات
الأجنبية خلال العام المالي الجاري، بعدما شهدت تراجعا في العام المالي الماضي،
رغم ما قامت به البلاد من إصلاحات.
عمل مشترك
وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي المصرية، سحر نصر،
تؤكد مرارا أن المجموعة الاقتصادية في بلادها "تعمل على قلب رجل واحد من أجل
تحسين بيئة الاستثمار وحل أي مشكلات للمستثمرين".
وأصدرت مصر في مطلع حزيران/ يونيو 2017، قانون
الاستثمار، ويقدم حزمة حوافز للمستثمرين، بينها خصم 50 بالمئة من التكلفة
الاستثمارية للمشروع، عند احتساب قيمة الضرائب، وذلك للمشروعات القائمة في الأماكن
التي تحتاج للاستثمار بشدة.
كما يقدم مشروع القانون، إعفاء بنسبة 30 بالمئة
للمشروعات بالمناطق التي لا تحتاج إلى التنمية، وأن تتحمل الدولة القيمة التي
يدفعها المستثمر، مقابل توصيل المرافق إلى المشروع أو جزء منها، من دون تحديدها.
المحلل الاقتصادي إيهاب العربي، قال: "على
الرغم من تحسن القوانين لصالح الاستثمار بعد إصدار قانون الاستثمار الجديد وتوفير
الدولار بالبنوك، ما تزال هناك معيقات لجذب الاستثمار الأجنبي على مستوى الاقتصاد
الكلي".
اقرأ أيضا: مصر تستثمر أكثر من ملياري دولار بسندات الخزانة الأمريكية
وأضاف أن من ضمن تلك المعيقات ارتفاع سعر الفائدة
على الإقراض، ليصل إلى 17.75 بالمئة، وزاد: "بجانب تراجع القوة الشرائية
كثيراً بعد التعويم، ورفع الدعم عن المحروقات وارتفاع الأسعار بشكل عام، مما يسهم
في النهاية بضعف الطلب على السلع والخدمات".
ورفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بنسبة 7
بالمئة على ثلاث مرات، لتصل على الإيداع والإقراض 18.75 و19.75 بالمئة على
التوالي، قبل أن يبدأ في خفض الفائدة تدريجيا منذ منتصف شباط/ فبراير 2018.
ويعرف صندوق النقد الدولي الاستثمار الأجنبي
المباشر، بأنه "من أنواع الاستثمار الدولي، الذي يعكس حصول كيان مقيم في
اقتصاد ما على مصلحة دائمة في مؤسسة مقيمة في اقتصاد آخر".
ممارسة الأعمال
وأحرزت مصر تقدما في ترتيبها بتقرير ممارسة أنشطة
الأعمال 2019، الصادر عن مجموعة البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية الشهر الماضي.
وحسب التقرير، صعدت مصر 8 مراكز، لتحتل الترتيب
الـ120 بدلا من 128 العام الماضي.
وشملت إصلاحات العام الماضي التي نفذتها مصر، بدء
النشاط التجاري والحصول على الائتمان، وحماية حقوق الأقلية من المستثمرين، ودفع
الضرائب، وتسوية حالات الإعسار.
المحلل الاقتصادي هاني موسى، يقول إن "الغلاء
الناتج عن الإصلاح ساهم في تراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي، مع انخفاض الطلب على
السلع والخدمات، خاصة بين الطبقتين الوسطى والأقل دخلا، الأكثر استهلاكا".
وتابع: "تراجع الطلب يساهم في تأجيل توسعات
الشركات الأجنبية الموجودة بالفعل في مصر، وتفضيل الشركات التي تفكر في دخول السوق
أن تنتظر لحين عودة الطلب إلى قوته".
اقرأ أيضا: مصر تمد السودان بالكهرباء.. وعينها على "سد النهضة"
واعتبر أن "الترويج الخارجي للسوق المصرية،
الضروري لجذب الاستثمارات، لا يتماشى نهائيا مع المجهود المبذول من الدولة لتهيئة
مناخ جاذب للاستثمار".
وأكد على "ضرورة العمل الفوري للترويج الخارجي،
لما تم إنجازه على أرض الواقع من بنية تحتية تليق بدولة تسعي لجذب أكبر قدر من
الاستثمارات، وأيضا حل جميع المشاكل المتعلقة بالمستثمرين".
واتخذت مصر مؤخرا، عدة خطوات لتحفيز الاستثمار
الأجنبي المباشر منها تحرير سعر الصرف الذي قضى على مشكلات النقد الأجنبي، ووجود
سعرين للصرف وإلغاء الحد الأقصى للتحويل للخارج بواقع 100 ألف دولار، أو ما
يعادلها للعميل الواحد مرة واحدة خلال العام.