نشر موقع "
ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا تحدث فيه عن تصريحات دونالد ترامب حول
السعودية وقضية اغتيال جمال
خاشقجي، التي صدمت الكثير من المشرعين والصحفيين
والنشطاء الأمريكيين الذين وصفوها بالخرقاء.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"
عربي21"، إن البروفسور توماس جونو، وهو أستاذ مساعد في كلية الدراسات
العليا والشؤون الدولية في جامعة أوتاوا ومتخصص في شؤون الشرق الأوسط، قد أثار
جملة من المخاوف بشأن الأكاذيب التي طغت على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
في البيان الذي قدمه يوم الثلاثاء. وعبر حسابه على موقع تويتر، كتب جونو أن
تصريحات ترامب ليست سوى "كومة من الأكاذيب" و"هراء".
وذكر الموقع أن جونو تطرق إلى ادعاء
ترامب الذي يفيد بأن "إيران مسؤولة عن الحرب بالوكالة في اليمن"، الذي
ورد في الجملة الثانية من بيانه الذي قدمه يوم الثلاثاء. وحيال هذا الشأن قال
جونو، الذي أوضح أن الحرب في اليمن كانت تخوضها أطراف محلية قبل تدخل المملكة
العربية السعودية، إن
"هذا الأمر قد يكون صحيحا إذا ما تناولنا هذه المسألة من وجهة نظر
موضوعية".
وأورد الموقع أن التحالف بقيادة
السعودية، الذي يضم دولة الإمارات العربية المتحدة ويتلقى الدعم العسكري واللوجستي
من الولايات المتحدة ومجموعة من الدول الغربية الأخرى، أطلق حملة قصف على اليمن
سنة 2015 بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء. وفي هذا الصدد، ذكر
جونو أن إيران قد كثفت من دعمها للحوثيين بعد تدخل المملكة العربية السعودية في
هذا الصراع.
وتعقيبا على ما قاله ترامب حول بشار
الأسد وقتله لملايين المواطنين، أشار جونو إلى أن الرئيس الأمريكي يدعي أيضا أن
إيران مسؤولة عن دعم حكومة الرئيس السوري. وقد أفاد جونو بأن هذه التصريحات غير
دقيقة، فعلى الرغم من أن الأسد مسؤول عن مقتل الكثير من المواطنين السوريين إلا أن
أعدادهم تقدر بمئات الآلاف وليس بالملايين.
ونقل الموقع أن جونو رد على ما أفاد
به ترامب حول موافقة السعودية على الانسحاب من اليمن "دون تردد" في حال
وافق الإيرانيون على الرحيل من البلد، قائلا: "هذا الأمر لا يتعدى كونه هراء،
نظرا لأن السعودية لن تنسحب من اليمن بسهولة أو بأي طريقة أخرى".
فعلى الرغم من الضغوط الدولية
المتزايدة لإنهاء الصراع في اليمن، بما في ذلك ضغط الأمم المتحدة على الأطراف المتنازعة
للموافقة على وقف إطلاق نار طويل الأمد، إلا أن القتال لا يزال مستمرا. وتم
استئناف الاشتباكات بعد فترة قصيرة من الهدوء في ميناء الحديدة، الذي يأمل التحالف
الذي تقوده السعودية استعادته من القوات الحوثية. كما أكد جونو أن الرياض تمتلك
استثمارات كبيرة في اليمن أكثر من إيران.
وأشار الموقع إلى أن جونو يعتقد أن تصريحات
ترامب حول إنفاق السعودية لنحو 110 مليارات دولار لشراء معدات عسكرية من شركات
أمريكية، قد تم تفنيدها. وفي هذا السياق، قال جونو إن بعض صفقات بيع أسلحة
الأمريكية للسعودية تم الاتفاق عليها في عهد إدارة باراك أوباما لكن "معظمها
لم يقع تنفيذه بعد". كما نوه جونو بأن المبلغ الذي سيتم إنفاقه في هذه
الصفقات أقل بقليل مما صرح به ترامب.
كما أكد جونو أن ادعاء ترامب بأن
إلغاء هذه العقود والصفقات سيجعل من روسيا والصين المستفيدين الأساسيين لا أساس له
من الصحة. وبين جونو أن المملكة العربية السعودية أصبحت تعتمد بشكل كبير على
الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لدعم أنظمتها العسكرية وسيستغرق وقف
تعاملها معها وتحولها نحو روسيا والصين عقودا من الزمن.
وذكر الموقع أن جونو اعتبر إنكار
الملك سلمان وولي العهد معرفتهما بالتخطيط والتنفيذ لمقتل خاشقجي مجرد هراء. وقد
أوضح جونو أن التطورات السياسية التي عاشتها المملكة العربية السعودية على مدى
السنوات الثلاث الماضية "تشير وبقوة إلى المسؤولية المباشرة لمحمد بن سلمان
في مقتل الصحفي السعودي".
وفي الواقع، جونو ليس الوحيد الذي
توصل إلى هذا الاستنتاج، فقد نوهت وكالة المخابرات المركزية يوم الجمعة بأنها
تعتقد أن ولي العهد السعودي أمر بقتل خاشقجي. في المقابل، صرح الرئيس التركي رجب
طيب أردوغان مؤخرا بأن الأمر بتنفيذ عملية القتل جاء من "أرفع
المستويات" في الحكومة السعودية لكنه لم يصدر عن بن سلمان.
وفي الختام، أورد الموقع أن جونو أكد
أن تصريحات ترامب تثبت أن الولايات المتحدة لن تضغط على السعودية بسبب قضية
خاشقجي، على الرغم من مواجهتها لضغوط مستمرة من أجل القيام بذلك. وقد غرد جونو على
تويتر قائلا: "لا تتوقعوا أن تقوم هذه الإدارة بأي خطوات للضغط على السعودية
أو تغيير الأمور".