هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال رئيس منظمة بيتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان حاغاي إلعاد إنه "آن الأوان أن يتوقف الإسرائيليون عن استعراض عضلاتهم على غزة، لأن أي جولة عسكرية قادمة ستكون أكثر دموية".
وأضاف إلعاد أن إسرائيل تعاني من حالة انفصام الشخصية في تعاملها مع غزة، فهي لم تبدأ جولة المواجهات الأخيرة، ما يجعل من وقف إطلاق النار الذي حصل مع حماس قبل أيام فرصة لإعادة التفكير والمحاولة، لإحداث تغيير جدي على الأرض".
ولفت في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت وترجمته "عربي21" أن "الزعماء الإسرائيليين يكذبون على جمهورهم، رغم أنهم مصابون بأعراض انفصام في شخصيتهم تجاه غزة، فمن جهة إسرائيل تريد سيطرة مطلقة على كامل القطاع، من يدخل إليه ومن يخرج منه، ما يصدره وما يستورده، وفي حال أقيم لغزة ميناء ومطار ونطاق جوي، سيتم رصد كل من يسافر".
وأوضح أنه "من جهة ثانية، فإن إسرائيل تريد لغزة أن تختفي من العالم، ولا تبدو ظاهرة للعيان خلف الجدار الفاصل العالية أسواره، ويتم بناؤه حول القطاع، فضلا عن غرقها في البحر، ويتم إرسالها للسيادة المصرية، وربطها مع قبرص بميناء بحري، وربما إرسالها إلى المريخ، المهم ألا تكون مرتبطة بإسرائيل بأي صورة، باستثناء سيطرتنا المطلقة عليها".
وأشار إلى أن "إسرائيل تسعى لأن تجعل من غزة مشكلة مصرية أوروبية دولية، وهو تعبير عن سياستها القديمة منذ سنوات طويلة بأن تفصل غزة عن الضفة الغربية، ودوافعها واضحة، وهي جزء من إستراتيجية بعيدة المدى لتفكيك الشعب الفلسطيني إلى كيانات منفصلة، بحيث يكون من السهل السيطرة عليه بصورة مجزأة، بدل أن يكون قومية واحدة".
وختم بالقول إن "إسرائيل تسيطر اليوم بشكل مادي محكم على كل ما يتعلق بشئون قطاع غزة: المياه، الكهرباء، حرية الحركة، مما يضع عليها مسئولية لإدارة شؤون مليوني إنسان، لأنها لا تستطيع تجاهل مطالبهم واحتياجاتهم".
رئيسة حركة السلام شاكيد موراج الآن قالت، إن "إسرائيل بسياساتها الحالية تعمل على التفريق بين مدينتي غزة ورام الله، لأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يسعى من الناحية الاستراتيجية لأن يبقي الضفة الغربية تحت سيطرة إسرائيلية محكمة، حتى لو كان الثمن أن يبقى مستوطنو غلاف غزة في الملاجئ، أو تستمر المواجهات على جدار غزة، أو تتواصل عمليات الطعن بالسكاكين في الضفة".
وأضافت في مقالها بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمتها "عربي21" أن "الطائرات الورقية علمتنا أنه لا يمكن الفصل بين غزة وإسرائيل، ولا إمكانية للقضاء على حماس دون احتلال القطاع، ما يعني أن الطريق الوحيدة للتوصل إلى تهدئة طويلة المدى موجودة في المقاطعة برام الله من خلال حوار سياسي مع السلطة الفلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو".
وأشارت إلى أن "الحوار الذي يجريه نتنياهو مع حماس ليس لأنه أصبح حمائميا داعيا للسلام، بل هي خطوة صقرية تنم عن فهم إسرائيل للغة واحدة، وهي القوة فقط، وكل الخطوات التي قام بها نتنياهو خلال العقد الأخير، والتي لم يقم بها هي إضعاف شريك السلام الحقيقي في الساحة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس".
وأكدت أن "أي مصالحة بين عباس وحماس لا تخدم سياسة نتنياهو غير المعلنة وهي تأبيد الانقسام الفلسطيني بين غزة والضفة، لأنه في الوقت الذي تسيطر فيه السلطة الفلسطينية على غزة، سيظهر الفلسطينيون بكيان سياسي واحد، وفي هذه الحالة سيتصاعد الضغط الدولي على إسرائيل، ويحشر نتنياهو في الزاوية، ولذلك فهو يحافظ على عباس على نار هادئة، ويواصل تنسيقه الأمني مع قواته كي ينعم الإسرائيليون بأمنهم الشخصي، فيما يتواصل المشروع الاستيطاني دون إزعاج".