هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "ذا أتلانتيك" مقالا للصحافي أندرو كراغي، يقول فيه إن ترامب حاول يوم عيد الشكر مرة أخرى التسويق لإنكار العائلة المالكة السعودية معرفة شيء عن مقتل الصحافي جمال خاشقجي، مشيرا إلى أن ذلك لم يتواءم مع النائب آدم شيف، الديمقراطي من كاليفورنيا، الذي سيتسلم لجنة الاستخبارات في مجلس النواب.
وينقل كراغي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، عن شيف، قوله يوم الأحد على برنامج حالة الاتحاد على "سي أن أن": "الرئيس ليس صادقا مع البلد حول مقتل جمال خاشقجي .. فهل تتحكم مصالحه المالية الشخصية بالسياسة الأمريكية في الخليج؟.. وهل هناك تشابكات مالية مع الخليج؟ وهل هناك إغراءات مالية تجعل الرئيس لا يريد إغضاب السعوديين؟"، ووعد بأن يستخدم سلطاته للتحقيق فيما إذا كانت مصالح ترامب المالية تؤثر على السياسة الخارجية.
ويجد الكاتب أنه مع أن ترامب غرد الشهر الماضي بأن "لا مصالح مالية لديه في السعودية"، إلا أنه في الماضي أكد وجود علاقات تجارية مع المملكة، وقال في تموز/ يوليو 2015، في تجمع خلال حملته الانتخابية: "السعودية.. أنا أحب السعوديين.. أحصل على الكثير من الأموال منهم، فإنهم يشترون مني أشياء كثيرة، أنواع الألعاب كلها من ترامب، ويدفعون لي الملايين ومئات الملايين".
ويشير كراغي إلى أنه كان هناك تقرير لـ"أسوشييتد برس" في تسعينيات القرن الماضي، عندما "شارف ترامب على الإفلاس، وسارع للحصول على المال"، قام أمير سعودي ملياردير بعقد صفقتين بملايين الدولارات، بما في ذلك شراء يخت ترامب المسمى "برنسس"، لافتا إلى أن الفوائد التجارية مؤخرا تأتي من خلال استخدام فنادق ترامب خلال رئاسته، إلا أن "بوليتي فاكتس" تقول إنه لا يبدو أن مؤسسة ترامب تمتلك عقارات أو تستثمر في المملكة.
ويفيد الكاتب بأن هذه المخاوف حول تشابكات ترامب المالية مع السعودية توازي الشكوك حول احتمال وجود مصالح تجارية في روسيا، وهو الأمر الذي وعد شيف بأن يحقق فيه أيضا، بما في ذلك "إن كانت روسيا تقوم بغسل الأموال من خلال أعمال الرئيس، وهو الممسك المالي الذي قد يكون للروس (على الرئيس)، الذي سيوضح بالتأكيد التصرف الغريب للرئيس في هلسنكي، والكثير من التصريحات المؤيدة لبوتين، ويمكن لذلك أن يوضح لماذا قال ولداه بأنهما لا يحتاجان لأموال من البنوك الأمريكية، فهما يحصلان على النقود اللتي يحتاجانها كلها من روسيا".
ويقول كراغي: "من الواضح أن شيف، الذي سماه ترامب في تغريدة له الأسبوع الماضي (ليتل أدم ستشيت) يجهز للبحث أكثر من أي محقق في التمويل الشخصي لترامب، وعندما يستلم الديمقراطيون الأغلبية في مجلس النواب في كانون الثاني/ يناير، ستكون لجنة المخابرات في يده، ويمتلك سلطة الاستدعاء، ونشر موقع (ديلي بيست) قبل عدة أيام أن اللجنة قامت بإيجاد منصب (خبراء في غسيل الأموال وخبراء في بحث الحسابات الجنائي)".
ويلفت الكاتب إلى أن بعض الشيوخ من الحزب الجمهوري يتفقون مع شيف والديمقراطيين، في رفض قبول ترامب الخنوع لإنكار السعودية والمطالبة بعقوبات أشد، مشيرا إلى قول السيناتور مايك لي، من أوتوا، الذي يميل لليبرالية: "أختلف مع تقدير الرئيس، إنه لا يتماشى مع المعلومات الاستخباراتية التي رأيتها".
وتذكر المجلة أن مقدم برنامج "ميت ذي برس" تشاك تود، سأل لي إن كان يدعم تحقيقا في الكونغرس في دوافع ترامب لقبول الإنكار السعودي، فأجاب السيناتور الجمهوري بالقول: "لا أعلم لماذا هو ينحاز للسعوديين.. لكنني متأكد من أن الكونغرس القادم سينظر في المسألة"، وأضاف أنه على أمريكا أن توقف دعمها للحرب السعودية في اليمن، مشيرا إلى تعاونه مع بيرني ساندرز في هذا الموضوع.
وينوه كراغي إلى أن السيناتور جوني إيرنست من أيوا، التي انتخبت هذا الشهر للمركز الخامس في قيادة حزب الجمهوري، أعربت عن معارضة أكثر هدوءا، وقالت في برنامج حالة الاتحاد على "سي أن أن": "لا أعتقد أننا بحاجة للنظر في هذا الموضوع أكثر"، وأبرزت أهمية وجود حليف قوي لأمريكا في الشرق الأوسط، لكنها أضافت: "نحن شعب قوي في مسألة حقوق الإنسان، وفي مسألة حكم القانون، وإن كانت هناك مؤشرات بأن الأمير متورط في جريمة القتل، فإن علينا أن نفكر في اتخاذ مزيد من الإجراءات".
وتورد المجلة نقلا عن سيناتور نبراسكا السيناتور بن ساسي، الذي كثيرا ما ينتقد ترامب، والذي اعتبر السيناتور جيف فليك من أريزونا بأنه المتحدي في الانتخابات الأولية لعام 2020، قوله لـ"فوكس نيوز"، بأن بيان الرئيس كان "ضعيفا جدا"، ومع أن ساسي اتفق على أهمية التحالف مع السعودية وولي العهد محمد بن سلمان، المعروف بالمختصر "أم بي أس"، لكنه قال: "كون الشخص واقعيا يختلف عن كونه ضعيفا لدرجة أننا لا نستطيع أن نقول الحقيقة، (أم بي أس) أسهم في قتل شخص خارج بلاده، وليست القوة هي أن نكون غير واضحين ونتجاوز الموضوع.. القوة هي في قول الحقيقة حتى عندما تكون صعبة".
ويفيد الكاتب بأن ترامب استقبل خلال مؤتمر "تليكونفرنس" مع القوات الأمريكية في أنحاء العالم يوم عيد الشكر، أسئلة من المراسلين حول مقتل خاشقجي الشهر الماضي في القنصلية السعودية في اسطنبول، مشيرا إلى أنه مع أن وكالة الاستخبارات المركزية استنتجت بثقة عالية بأن (أم بي أس" أمر بالقتل، بحسب تقرير لـ"واشنطن بوست"، فإن ترامب قام مرة أخرى بالتركيز على إصرار العائلة المالكة على إنكار التورط في الجريمة، وقال إن تقرير وكالة الاستخبارات المركزية يشير إلى الاحتمالين.
وبحسب المجلة، فإنه لذلك عندما سأله أحد المراسلين: "من يجب أن يتحمل المسؤولية؟"، فإن الرئيس لم يعرف بأي مسؤولين سعوديين آخرين، ولم يحدد التعاون العسكري، ولا مبيعات الأسلحة، ولا الزيارات الرسمية والدعم لحرب اليمن، وبدلا من ذلك يبدو أن ترامب وضع اللوم على فساد البشر، وقال ترامب: "ربما يجب على العالم أن يتحمل المسؤولية؛ لأن العام مكان شرير.. مكان شرير جدا جدا، إذا نظرت إلى ما يحصل في الصين، وإذا نظرت إلى ما يحصل في بلدان عديدة جدا – أستطيع أن أسمي العديد من الدول، إذا نظرت لما يحصل من إرهاب في أنحاء العالم كله".
ويختم كراغي مقاله بالقول إنه "لذلك وفي الوقت الذي يرتب فيه شيف أوراقه للتحقيق في علاقات ترامب مع السعوديين والروس، يبدو أنه باستثناء العقوبات المفروضة على حوالي 15 إلى 20 شخصا ومسؤولا متورطين بشكل مباشر في مقتل خاشقجي، فإنه من غير المحتمل أن تحمل إدارة ترامب (أم بي أس) أو السعودية المسؤولية عن الأمر بالقتل".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)