هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت الساحة الحزبية والعسكرية الإسرائيلية حالة من تبادل الاتهامات بين بعض السياسيين وجنرالات الجيش، على خلفية التطورات الميدانية الأخيرة في الجبهتين الفلسطينية في الجنوب واللبنانية في الشمال.
ونقل الخبير العسكري في صحيفة "إسرائيل
اليوم" يوآف ليمور أن "وزير الجيش المستقيل أفيغدور ليبرمان طلب إرجاء
تنفيذ عملية درع الشمال لكشف أنفاق حزب الله في الشمال، لصالح تنفيذ عملية عسكرية
برية ضد حماس في قطاع غزة، على اعتبار أن عملية الشمال ليست عاجلة إلى هذا الحد،
ويمكن إرجاؤها، في ظل أهمية التصدي العاجل لتهديد حماس في غزة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن
"موقف ليبرمان هذا تعارض آنذاك مع الموقف المهني العسكري لقيادة الجيش
الإسرائيلي بجانب قادة أجهزة الأمن، الذين منحوا غطاء كاملا لرئيس الحكومة بنيامين
نتنياهو ووزراء الكابينت في المصادقة على هذه العملية".
وأوضح أن "عملية درع الشمال تم إقرارها يوم 7
نوفمبر، وكان ليبرمان الوزير الوحيد الذي عارضها، وبعد مرور أربعة أيام فقط تورط الجيش
في تصعيد غزة بسبب دخول القوة الخاصة إلى خانيونس، وحين انعقد الكابينت المصغر في
أعقابها، نشب خلاف قوي ومواقف متناقضة بين وزير الحرب وقادة الجيش وجنرالاته، ففي
حين دفع ليبرمان باتجاه تنفيذ عملية عسكرية برية عاجلة في غزة ضد حماس، فقد أوصى
كبار ضباط الجيش بقبول وقف إطلاق النار مع الحركة".
وأكد أن "موقف رئيس هيئة الأركان الجنرال غادي
آيزنكوت اعتمد على ثلاثة اعتبارات؛ عدم جدوى العملية البرية، وأحوال الطقس التي
تحد من عمليات سلاح الجو، وقبل كل ذلك
الحاجة العاجلة لمعالجة أنفاق حزب الله في الشمال، وهي عملية تم إقرارها قبل ذلك
في الكابينت".
اقرأ أيضا: هل تتدحرج حملة إسرائيل على أنفاق حزب الله إلى مواجهة؟
وأضاف أن "آيزنكوت بعث للوزراء برسالة من قائد
المنطقة الشمالية الجنرال يوآف ستريك حذر فيها من الأضرار المترتبة في حالة لم
تخرج عملية درع الشمال إلى حيز التنفيذ في هذه الأيام، وفي نهاية الأمر صوت
الوزراء بجانب موقف قائد الجيش، ووجد ليبرمان نفسه وحيدا، ورغم ذلك فقد ذهب إلى حد
الاستقالة، ما جلب عليه انتقادات كبيرة لأنها اعتبرت إنجازا لحماس".
بجانب ذلك، سربت القناة التلفزيونية الإسرائيلية
الثانية "بعض مجريات اجتماع مغلق جمع ليبرمان مع قادة الجيش لبحث تنفيذ عملية
برية في غزة، حيث خاطبهم قائلا: أنا أشعر أنني موجود عدة مرات في نقاشات لحركة
السلام الآن، وليس قيادة الجيش الإسرائيلي، بعد أن أعلن آيزنكوت أمامه أنه لا
مصداقية لعملية برية في غزة، وهو اجتماع شاركت فيه كل قيادة الجيش العسكرية ورئيس
جهاز الشاباك نداف أرغمان الذي عرض موقفا مشابها لرئيس الأركان".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "ليبرمان وآيزنكوت عملا خلال العامين الماضيين جنبا إلى جنب، وحافظا على تنسيق كامل، واحترام متبادل، لكن اتضح أخيرا حجم الفجوة بينهما التي يعود مصدرها إلى غياب التقدير المهني، والوضع الذي وجد فيه نفسه ليبرمان وحيدا معزولا، حين نسقت قيادة الجيش كل مواقفها مع رئيس الحكومة".