هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن زيارة المحامي الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رودي جولياني، للبحرين التي تعد أهم حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث التقى بكل من الملك ووزير الداخلية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وكالة أنباء البحرين قد عرضت صورة لجولياني مع الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة في القصر الملكي. وقيل إن الملك ناقش خلال هذا اللقاء العلاقات البحرينية الأمريكية مع جولياني، الذي وصفه بأنه يقود وفدا أمريكيا رفيع المستوى.
وأفادت الصحيفة بأن جولياني لم يزر البحرين لمناقشة سجلها في انتهاكات حقوق الإنسان، بل من أجل عقد استشارات أمنية مربحة مع الحكومة. وكانت هذه الرحلة جزءا من جهود مكثفة بذلها جولياني خلال الأسابيع القليلة الماضية لإنشاء علاقات جديدة مع العديد من الحكومات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دول أفريقيا وأمريكا الجنوبية، من أجل دعم شركته "جولياني للأمن والسلامة".
وبصفته ممثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التحقيق الذي يجريه المحامي الخاص روبرت مولر، فإن جولياني لا يعتبر موظفا حكوميا ولا يخضع لقواعد وأخلاقيات عمل الحكومة، بما في ذلك الحظر على العمل الخارجي.
اقرأ أيضا: محامي ترامب: الشعب الأمريكي سيثور لو عزل ترامب
وأوردت الصحيفة أن زيارة جولياني للبحرين أظهرت أن مصالحه المختلفة قد تؤدي إلى الارتباك حول طبيعة الدور الذي يؤديه. وحيال هذا الشأن، قال جولياني الذي وصل إلى البحرين مساء الثلاثاء، إن هذه الجهود لا علاقة لها بتمثيله للرئيس ترامب.
وأضاف جولياني، الذي كانت ردة فعله تجاه هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 عندما كان رئيسا لبلدية نيويورك سببا في جعله شخصية معروفة بخبرتها في الاستجابة للطوارئ: "قد أكون الشخص الأكثر التزاما الذي تقابله في حياتك، أنا أتبع كل القواعد وليس لديّ أي رغبة في المقايضة بأي شيء".
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة جولياني قدمت طوال سنوات المشورة ووفرت التدريبات في مجال الشرطة ومكافحة الإرهاب والاستخبارات، والاستجابة لحالات الطوارئ في أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، فضلا عن مناطق أخرى. وتعمل شركته حاليا على ربط علاقات مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، وإبرام عقد مع صندوق البنية الأساسية يهدف إلى تحسين البنية الأمنية في أمريكا اللاتينية.
ونقلت الصحيفة عن والتر شوب، المدير السابق لمكتب الأخلاقيات الحكومي الأمريكي، أن "الطريقة التي تم بها الإشارة إلى زيارة جولياني إلى البحرين، تسلط الضوء على إمكانية إلغاء الحدود الفاصلة بين أنشطته التجارية الشخصية والمسائل الحكومية الرسمية". وفي حالة جولياني، يتم تضخيم الأمور بسبب أدواره المتداخلة كشخصية عامة، وصديق قديم لترامب ومحام رئيسي في الفريق الذي يعتمد عليه لإنقاذ رئاسته.
وأوردت الصحيفة أن جولياني قد بذل جهدا كبيرا ليوضح لعملائه الحاليين والمحتملين أن عقد شراكة عمل معه، لا يعني أنهم سيحظون باستحسان الرئيس ترامب، حيث قال: "أستطيع أن أوكد لكم أنه ليس هناك ما سأفعله لمساعدتهم سوى ما يدفعون لي مقابله". وتجدر الإشارة إلى أن جولياني قد استقال من عمله في مكتب المحاماة "غرينبرغ تروريج" عندما انضم إلى فريق ترامب القانوني.
اقرأ أيضا: محامي ترامب يقول إنه ستتم الإطاحة بالحكومة الإيرانية
وأوضح جولياني أن عمله في شركة "جيولياني للأمن والسلامة" لا يمثل أي مشكلة، علما أنه كان يدافع عن ترامب بالمجان. وأضاف جولياني أن لديه المزيد من الوقت للتركيز على تطوير أعماله، بينما يستعد للعودة إليها بدوام كامل بعد أن ينهي عمله مع ترامب. وفي هذا الإطار، أقر جولياني بأنه أخبر ترامب بعمله الاستشاري الأمني ورحلاته المستمرة كي يتأكد من عدم وجود حساسية، مؤكدا أن "ترامب يثق بأنه لن يضعه في موقف محرج".
ونوهت الصحيفة إلى أن عمل جولياني في البحرين قد يثير بعض الحساسيات؛ فعلى الرغم من أن البحرين تعتبر حليفا قيما لواشنطن، وهي موطن لقاعدة تابعة للبحرية الأمريكية، إلا أن وزارة الخارجية استدعت في العديد من المناسبات بعض المسؤولين البحرينيين على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في هذا البلد، على غرار تعذيب وقتل المحتجزين والقيود المفروضة على حرية التعبير.
ومن جهته، ذكر جولياني أن شركته تجري بعض المفاوضات بشأن القيام بمهام أمنية في عدد من الدول الأفريقية الأخرى، التي رفض ذكر أسمائها، قائلا: "إذا شاهدتم صورتي برفقة بعض القادة الأجانب خلال الشهرين المقبلين، فإن السبب سيكون ما ذكرته لكم".
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن محامي الرئيس الأمريكي أشار إلى نيته مواصلة العمل في مجال الاستشارات الأمنية في السنوات القادمة، بغض النظر عما ستفضي إليه تحقيقات مولر. وفي هذا الصدد، قال جولياني: "أنا أبلغ من العمر 74 سنة، إلا أنني أتمتع بطاقة شاب في سن الخامسة والعشرين. سأموت إذا توقفت عن القيام بعملي، وأنا أحب ممارسة هذا العمل".