هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهد الملف السوري مؤخرا 3 مشاهد أثارت تكهنات الخبراء والمحللين حول اعتبارها
مقدمة لعودة رسمية للعلاقات المصرية السورية، وافتتاح سفارة القاهرة بدمشق، بعد إغلاقها
لنحو 6 سنوات.
ورصد
متابعون المشاهد الثلاثة: الإعلان رسميا عن زيارة المسؤول الأمني السوري الرفيع اللواء
علي مملوك للقاهرة الاثنين 24 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بدعوة مصرية، ولقاء مدير
المخابرات المصرية عباس كامل، رغم أن زيارات مملوك السابقة للقاهرة كانت سرية.
اقرأ أيضا: علي مملوك في القاهرة بدعوة من عباس كامل
والإعلان عن قيام وفد مخابراتي مصري بجهود وساطة بين الحكومة السورية وأكراد
سوريا، الأربعاء، لوقف التصعيد العسكري بمنطقة شرق سوريا.
اقرأ أيضا: هل ستنجح وساطة مصر بين نظام الأسد والوحدات الكردية؟
والإعلان
عن افتتاح الإمارات سفارتها في دمشق، ما يعني ضمنيا بدء موسم العودة العربية إلى سوريا،
وذلك بعد زيارة أثارت الجدل للرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق الشهر الجاري.
"خطة تدمير ثانية"
وفي
تعليقه، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير عبدالله الأشعل، أن "الإمارات
باعتبارها عراب المنطقة لإسرائيل تريد تدمير سوريا من جديد بخطة إعادتها للحضن العربي
والجامعة العربية، وفصلها عن إيران وتركيا"، موضحا أن "الدول العربية الخليجية
تتقارب من سوريا بهدف السماح لإسرائيل بضرب إيران وحزب الله وتركيا"، معتبرا أن
"عودة العلاقات الإماراتية السورية هو انتصار نفسي لسوريا، وتطور شكلي مريب".
وحول
موقف مصر قال الأشعل، لـ"عربي21"، إن عودة العلاقات المصرية السورية رسميا
هو "قرار تابع ومرتبط بالسعودية والإمارات،
وهناك سقف لحركة القاهرة تحدده تلك العواصم، وقد تكون هناك زيارات متبادلة مع النظام
السوري ولكن دون جهد حقيقي خارج الحدود المرسومة لها".
ويتوقع
السياسي المصري أن يكون هناك "مشروع قرار إماراتي لعودة دمشق للجامعة العربية،
وأن سوريا التي طُردت منها قد ترفض العودة إليها بوضعها الحالي".
"لن تتأخر كثيرا"
وفي
تعليقه، يرى مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والاستراتيجية بإسطنبول، الدكتور ممدوح
المنير، أن "علاقة النظام المصري بالنظام السوري لم تنقطع على الإطلاق إلا خلال
فترة حكم الدكتور محمد مرسي، غير ذلك بين النظامين تعاون استراتيجي، ويكفي ما تم كشفه
في تقارير إعلامية موثقة عن تزويد الجيش السوري بأسلحة مصرية لتقمع بها الثورة".
وأضاف
الباحث السياسي لـ"عربي21"، أن "النظم المستبدة عادة ما تساند بعضها
البعض في بقاء أنظمتهم؛ لأن تعرض أحدهم للإطاحة تحت غضب المواطنين قد يحرك قطع الدومينو
ويسقط باقي الأنظمة تباعا؛ لذلك كان موقف النظام المصري دائما سلبيا من الثورة السورية".
وتابع
الأكاديمي المصري: "ناهيك عن أنه في ظل الأوضاع الحالية، وتحوّل مصر إلى تابع للإمارات
والسعودية، فإنها أصبحت لا تملك مساحات لاستقلال المواقف؛ لذلك أعتقد أن خطوة فتح السفارة
المصرية لن تتأخر كثيرا عقب إعادة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين دمشق
وأبوظبي".
وأشار
المنير إلى أن "السيسي أعاد منذ فترة طويلة فتح سفارة الكيان الصهيوني بالقاهرة، وأرسل سفيرا جديدا لتل أبيب؛ وعليه فالسيسي
قام بما هو أبشع من إعادة فتح السفارة المصرية بدمشق، لذلك فهي مسألة وقت".
وبين
أن "صفقة القرن تدق أجراسها على محاور عدة بالمنطقة، والسيسي مجرد أداة يستخدمها
اللاعبون الكبار، بل حتى الصغار، لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة".
"سياسة
ملء الفراغ"
ويعتقد
الباحث بالمركز الديمقراطي العربي محمد ثابت، أنه عقب صدور قرار ترامب بسحب القوات
العسكرية من سوريا، وإطلاق العنان لتركيا بشمال سوريا، فكان "على النظام العربي
بصفة عامة ومصر بصفة خاصة اتباع سياسة ملء الفراغ".
ثابت
قال لـ"عربي21": "لأن الأمن السوري يمس الأمن القومي العربي كله، لذا
فسوف تشهد الفترة المقبلة عودة العلاقات على مستوى الدول العربية قاطبة، سواء دفعة واحدة
أو بالتوالي"، موضحا أن "ما يحكم تلك العملية هو الكيان التنظيمي والإداري
لكل دولة وليس القرار السياسي الذي مر بالفعل بمرحلة الحسم والوضوح تجاه سوريا".
الجامعة
العربية
وأشادت
الأذرع الإعلامية للنظام المصري بخطوة الإمارات، وقال الصحفي مصطفى بكري: "إعادة
فتح سفارة الإمارات بدمشق قرار تاريخي يعبر عن حكمة، ويعكس حرص الإمارات على توحيد
الصف العربي بمواجهة أعداء الأمة، ورفض مخططات التفتيت والتآمر ضد بلد عربي شقيق"،
مضيفا عبر "تويتر": "بقيت خطوة عودة مقعد سوريا للجامعة العربية".
التحيه والتقدير لدولة الامارات الشقيقه وقرارها بإعادة فتح سفارات الإمارات في دمشق ، هذا قرار تاريخي يعبر عن حكمة، ويعكس حرص الامارات علي توحيد الصف العربي في مواجهة أعداء الأمه، ورفض مخططات التفتيت والتآمر ضد بلد عربي شقيق، بقيت خطوة عودة مقعد سوريا إلى الجامعة العربية
— مصطفى بكري (@BakryMP) 27 ديسمبر 2018
الإمارات تفتح سفارتها في دمشق اليوم، بحسب نظام بشار. مسلسل تأهيل النظام عربيا ماضٍ على قدم وساق. زيارة البشير كانت البداية، لكن زيارة علي مملوك للقاهرة كانت مؤشرا أكثر أهمية. تناقضات الإقليم تزداد رسوخا، والحريق لم يقترب من نهايته بعد.
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) 27 ديسمبر 2018
وأشار الباحث السياسي اللبناني نضال سعيد السبع، إلى ما يتم ترتيبه في إطار التقارب العربي مع سوريا، ودور مصر والخليج في ذلك، قائلا إن "افتتاح سفارة الإمارات في دمشق خطوة أولى لعودة سوريا للجامعة العربية، وترتيب البيت العربي بأسس جديدة، لأن أمن العرب يبدأ من إدلب وشرق الفرات"، مضيفا عبر صفحته بـ"فيسبوك"، "نحن الآن نتجه نحو إنشاء قاعدة ارتكاز عربي وتحالف من مصر والسعودية وسوريا والإمارات لحماية المنطقة من جنون أردوغان".
وكان
السبع قد ذهب لأبعد من ذلك باحتمال زيارة السيسي لدمشق، على غرار زيارة البشير لها،
قائلا لوكالة "سبوتنك" الروسية: "أعتقد أن زيارة المملوك للقاهرة تأتي
لاستكمال الانفتاح على العالم العربي، الذي بدأ به الرئيس البشير، والترتيب لزيارة السيسي
لدمشق، وعودة سوريا للجامعة".
اقرأ أيضا: الغارديان: الأسد عائد للجامعة العربية.. متى وما الدلالة؟