هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف رجل الدين البارز والعضو في مجلس خبراء القيادة السابق سيد محمد موسوي خوييني، عن معلومات مثيرة تتعلق بموقف رجل الدين الشيعي اللبناني موسى الصدر من الثورة الإيرانية، وعلاقته بشاه إيران.
وتحدث خوييني لوكالة "إرنا" عن زيارة أجراها إلى لبنان للقاء الصدر قبل نجاح الثورة الإيرانية بثلاث سنوات أي في عام 1976 لطرح مشروع إصدار مجلة تهتم بأخبار وتطورات الأحداث التي تشهدها إيران ضد النظام الملكي الشاهنشاهي.
وأضاف المقرب من مرشد إيران السابق الخميني: "التقيت بمصطفى تشمران (چمران) في لبنان وذهبنا للقاء موسى الصدر في مكتبه، ولكن تفاجأت من تحذير تشمران عندما قال لي بأن رئيس مكتب الصدر من عناصر جهاز (السافاك) المخابرات والأمن القومي الإيراني أو الشرطة السرية في عهد النظام الملكي الإيراني، ويجب أن لا يعرف من أنتم ولماذا أنتم هنا".
يشار إلى أن مصطفى شمران هو سياسي إيراني وكان مساعد موسى الصدر في لبنان وأسس مع الأخير حركة المحرومين والتي تعرف اليوم بحركة "أمل" في لبنان وشغل منصب وزير الدفاع في أول حكومة إيرانية بعد نجاح الثورة في إيران.
وأكد خوييني، رفض موسى الصدر دعم الثورة في إيران قائلا: "حاولت كثيرا ولكن لم أتمكن من الوصول بأي شكل من الأشكال إلى نتيجة مع موسى الصدر في إصدار مجلة تدعم نضال الثوار وحراكهم في إيران".
وأردف: "بعد رفض موسى الصدر إصدار مجلة لدعم الثورة في إيران، طرحنا عليه أن تنشر المجلة فقط أخبار الحراك الإيراني ولا تنشر أي مواد أو مقالات ضد النظام الملكي الإيراني، ولكنه أيضا رفض ذلك وقد يعود رفضه إلى أنه لم يؤيد الحراك الثوري الذي تشهده إيران حينها".
وذكر خوييني أنه "حتى الإيراني مصطفى تشمران كان يرى أن الصدر هو الشخص الأعلى من الخميني في العالم الإسلامي، وأنه لا يرى أي نجاح لصالح حراك الثوار في إيران وندمنا بعد هذا اللقاء على زيارة لبنان وقلنا في أنفسنا: نحن ماذا نفعل هنا؟".
وردا على سؤال عن عدم معرفتهم المسبقة بمواقف وأفكار موسى الصدر حول الثورة الإيرانية، قال موسوي خوييني: "السيد بهشتي (رئيس السلطة القضائية ورئيس مجلس الثورة ومجلس خبراء القيادة) كان صديق موسى الصدر ويعرفه من كان بمدينة قم، ولكن في الحقيقة لم أكن اعتقد أن موسى الصدر لن يقبل إلى هذا المستوى (المنخفض) بالتعاون معنا".
وحول أسباب عدم دعم موسى الصدر للثورة الإيرانية، أوضح خوييني قائلا: "ما كنا نبحث عنه في إيران كان متناقضا مع مبادئ الصدر".
وبخصوص شدة التناقض بين الصدر والخميني، قال موسوي خوييني: "بعد عودة الخميني ونجاح الثورة الإيرانية بأسبوع واحد، ترك مصطفى تشمران مساعد الصدر إيران وعاد إلى لبنان ولكن بعد مرور فترة وجيزة طلب الخميني من تشمران أن يعود إلى إيران".
وتابع خوييني: "الراحل موسى الصدر في ما يتعلق بسلوكه الظاهر، لا علاقة له بالثورة الإيرانية، ويبدو لي في الأساس أنه في ذلك الوقت لم يكن يعتقد أن الحركة التي بدأت في إيران يمكن أن تصل إلى نتيجة معينة".
وألمح إلى أن علاقة شاه إيران مع موسى الصدر جيدة، بالقول: "في تلك المرحلة لم تكن الثورة الإيرانية بالنسبة للصدر مهمة، وزار إيران والتقى الشاه ولكن اللقاء كان بالنسبة لنا غريبا جدا وكنا دائما نطرح الأسئلة حول هذه الزيارة أو العلاقة".
يشار إلى أن حديث خوييني، يعد الأول من نوعه لمسؤول إيراني سابق رفيع المستوى، يتطرق إلى مواقف رجل الدين الشيعي اللبناني موسى الصدر ومساعده مصطفى تشمران، الرافضة للثورة الإيرانية.