هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم أريئيل كهانا أن "بحثا عسكريا جديدا حذر من أي انسحاب ميداني في الضفة الغربية، لأن ذلك يحمل مخاطر وجودية على إسرائيل، في حين أن تجاهل هذه المخاطر يعبر عن فقدان للمسؤولية، واستهتار مكلف".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "البحث الذي أعده الجنرال الإسرائيلي غرشون هكوهين، الرئيس السابق للكليات العسكرية وقيادة التجنيد، يتزامن مع الحديث المتزايد عن صفقة القرن الخاصة بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وجاء فيه أن أي انسحاب مستقبلي من الضفة الغربية سيضع إسرائيل أمام خطر وجودي، وذلك استنادا إلى آراء ومواقف حصل عليها من كبار أقطاب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من السابقين والحاليين".
وأوضح هكوهين، الذي خدم في الجيش الإسرائيلي أكثر من أربعين عاما، وقاد معارك عسكرية في مواجهة مصر وسوريا، أن "المخاطر من أي انسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية تزداد مع التغير الجوهري الذي طرأ على ساحات الحروب في العقود الأخيرة، وتحولها من مواجهة تقليدية بين جيوش نظامية إلى مواجهة ينخرط فيها السكان المدنيون، ما يتطلب الاستمرار في التواجد الإسرائيلي داخل المناطق، وعدم تسليمها للفلسطينيين".
وأشار إلى أن "البحث أصدره مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية، ووضع جملة سيناريوهات يمكن أن تتطور أمام الجيش الإسرائيلي حين ينسحب من مناطق (أ و ب) في الضفة الغربية، فهو يحذر مما حصل في جنوب لبنان وقطاع غزة حين تم الانسحاب منهما في العام 2000 و2005 على التوالي، بحيث أن المنظمات الفلسطينية المسلحة سوف تحول منازل الفلسطينيين إلى ساحات للقتال، وتحول الشوارع إلى حقول ألغام ومخازن للأسلحة والوسائل القتالية".
وأكد أنه "يصعب جدا في هذه الظروف الفصل بين المديين العسكري والمدني في الضفة الغربية، فساحات القتال تأخذ بالتوجه رويدا رويدا مع مرور الوقت إلى المناطق السكنية المزدحمة، وهناك مشكلة إضافية قد تواجه إسرائيل تتمثل في نقل تجربة حفر الأنفاق من غزة إلى الضفة الغربية، التي ستكون أراضي الدولة الفلسطينية، ومن ثم تصل هذه الأنفاق إلى داخل دولة إسرائيل".
اقرأ أيضا: رؤية إسرائيلية لحل الدولة الواحدة.. دولة فلسطين ستختفي
وأوضح أن "إجبار الدولة الفلسطينية المستقبلية على نزع سلاحها أمر غير قابل للتحقق، لأن لدينا فشلا مزلزلا في تجربتنا مع قطاع غزة، حين تم الحديث رسميا في اتفاق أوسلو عن نزع السلاح منه، وبالتالي فإن المنطق القتالي الذي يسير وفقه حزب الله، وتعتمده حماس، قابل للانتقال إلى الضفة الغربية بعد الانسحاب الإسرائيلي منها".
في سياق متصل، نقل موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين عن الوزير يوآف غالانت عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية عن "ضرورة تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، وإعلان السيادة الإسرائيلية عليها، بزعم أن لدينا حقوقا تاريخية فيها وحاجة أمنية لازمة للمحافظة على السيطرة الكاملة على هذه المدن".
وأضاف في مقابلة ترجمتها "عربي21" أن "الاستيطان هو الكلمة المفتاحية للسيادة الصهيونية على الضفة الغربية، باعتبارها حزام الأمان الدفاعي عن دولة إسرائيل".