هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد جنرال إسرائيلي، أن "حرب الاستنزاف" التي تخوضها حركة حماس على السياج الأمني شرقي قطاع غزة (مسيرات العودة)، تختلف عن تلك الحرب التي وقعت قبل خمسين عاما مع مصر.
ونوه عاموس غلبوع، وهو عميد احتياط في الجيش
الإسرائيلي، في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، إلى أن الذكرى الـ50
للبداية الرسمية لحرب الاستنزاف في الجبهة المصرية مرت قبل يومين، والتي انتهت
بوساطة أمريكية بعد نحو سنة ونصف في آب 1970، لافتا إلى أنها "أطول حروب
إسرائيل والأصعب التي شهدها الجيش الإسرائيلي؛ حيث قتل 376 جنديا وجرح نحو ألف آخرين وفقدنا 15 طائرة".
وبمناسبة مرور خمسين سنة على تلك الحرب، طرح غلبوع
"أربع نقاط مركزية، الأولى؛ هي الاستنزاف كشكل قتالي يتخذه العرب، ففي آذار/ مارس
الماضي شرعت حماس بحرب استنزاف مع مستوطنات غلاف غزة والجيش الاسرائيلي على السياج
الفاصل، وهي مستمرة بوسائل مختلفة، وتختلف عن تلك التي وقعت في حينه (مصر)".
وأضاف أنه "في حينه لم يكن هناك إشراك للسكان
الإسرائيليين فقط للجيش الاسرائيلي؛ والقوة البرية التابعة للجيش كانت صغيرة في
وجه الحجم الكبير للجيش المصري".
ولفت الجنرال إلى أن "الجيش الإسرائيلي بادر في
كل الأوقات لحملات برية، كبيرة وصغيرة، وصاخبة وهادئة، كي يوقف النار المصرية أو
يقلصها، أما اليوم، فالإسرائيليون يعيشون تحت الاستنزاف وعلى الجيش أن يمنع حماس
من استنزافهم، مثلما يعمل على إحباط التسلل إلى إسرائيل".
اقرأ أيضا: هل يشهد قطاع غزة تصعيدا إسرائيليا قبل الانتخابات؟
وفي هذه المرة، "الجيش الإسرائيلي هو القوة
الأضخم مقارنة بقوة حماس الصغيرة، ومع ذلك فهو لا يبادر ويترك المبادرة لحركة
حماس، كما لا توجد محاولات لوقف هذا الاستنزاف"، بحسب غلبوع.
وأما النقطة الثانية فهي تتعلق بالروس، "فقبل
خمسين سنة كان الاتحاد السوفياتي عدوا مريرا لنا، وعلى مدى خمسة أشهر قاتل جيشنا
ضد جيش قوة عظمى، مع نحو 25 بطارية صواريخ أرض جو حديثة قاتلت ضد سلاح الجو
لدينا"، بحسب الجنرال الذي زعم أن "الولايات المتحدة صديقتنا، رفضت أن
تزودنا بطائرات فانتوم، وكانت مستعدة فقط أن تورد طائرات بدل تلك التي سقطت
وبشروطها".
وأشار إلى أن "روسيا توجد اليوم مكان الاتحاد
السوفيتي، وهي التي تعرف كيف تقدر قوتنا جيدا، وحليفتنا الأهم اليوم هي الولايات
المتحدة"، مؤكدا أن "الزمن يتغير، والأيام التي رفضت فيها أمريكا توريد
الطائرات المتطورة لنا تبدو الآن أنها من عالم الأساطير".
وذكر أن النقطة الثالثة تتعلق بالتكنولوجيا العليا،موضحا أن "مصادر هذه الصناعة توجد في الوحدات التكنولوجية لسلاح الاستخبارات،
التي تطورت في حرب الاستنزاف قبل خمسين سنة، وكانت هناك حاجة حيوية وجودية،
لمواجهة التكنولوجيا المتفوقة للقوة العظمى الشيوعية، حيث وجد العقل اليهودي هنا
التعبير العملي لها".
وبشأن النقطة الرابعة، والتي تتعلق مع الاختلاف بحرب
أكتوبر عام 1973 والتي يطلق عليها الاحتلال "حرب يوم الغفران"، فقد نبه
أن "بذور المفهوم المغلوط زرعت هنا في زمن الاستنزاف؛ بأن الاتحاد السوفياتي
لن يرسل قواته مع الجيش المصري، ولكنه أرسلها بالفعل"، مضيفا أن "كل كلمة
إضافية بالنسبة للدرس المستقبلي زائدة لا داع لها".