نشرت مجلة "بوبيولار ساينس" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن بعض الأماكن التي لا تتواجد فيها الثعابين مطلقا على كوكب الأرض.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه خلال 150 سنة من وجود الثعابين على هذا الكوكب، تمكّن هذا الحيوان الزاحف من إيجاد طريقه إلى أغرب الزوايا والحفر في بلدان العالم. مع ذلك، لا تعيش الثعابين في المناطق شديدة البرودة، نظرا لأنها من نوع الزواحف خارجية الحرارة، أي أنها تعتمد على بيئتها للتحكم في درجة حرارة جسمها.
وذكرت المجلة أن
الثعبان المعروف باسم "غرطر مألوف" يمكن أن يصل إلى الحدود الجنوبية للتندرا في أمريكا الشمالية، على الرغم من أن سوائل جسمه تبدأ بالتجمد، في حين أن كلا من القطبين الشمالي والجنوبي خال تماما من الثعابين. كما لا يوجد في أجزاء من الشمال الأقصى لروسيا، والنرويج، والسويد، وفنلندا، وكندا، والولايات المتحدة ثعابين أصلية، ناهيك عن الجنوب الأقصى لأمريكا الجنوبية.
وأكدت المجلة أن ألاسكا تعد من الدول الخالية تماما من الثعابين؛ نظرا للانخفاض الشديد لدرجات الحرارة فيها، فضلا عن هاواي التي تعد من المناطق المعزولة جغرافيا. لكن، لا يعني ذلك أن كل الجزر خالية من الثعابين، حيث أن بولينزيا مليئة بشتى أنواع الثعابين، فضلا عن مدغشقر، وجزر الكاريبي التي تعد موطنا للكثير منها.
وأضافت المجلة أن جزيرة "إيلا دي كيمادا غراندي" التي تُشتهر باسم "جزيرة الأفاعي"، والتي تقع قبالة سواحل البرازيل، تضم ما معدله ثعبانا واحدا في كل متر مربع، وذلك وفقا لبعض التقديرات، كما أنها تعد موطنا أصليا لأحد أكثر الثعابين دموية في العالم، وهو أفعى رأس الرمح الذهبية. لذلك، يُحظر زيارة هذه الجزيرة تماما.
تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الجزر كانت إما مرتبطة بكتل أرضية أكبر أو قريبة من أجزاء أخرى من الأراضي البرية، وهذا ما سمح باجتياح ثعابين البحر لها. كما تعد معظم مناطق المحيط الهادئ والمحيط الهندي دافئة بدرجة كافية لتواجد الثعابين البحرية فيها التي استعمرت العديد من الجزر في تلك المناطق بالفعل.
وبينت المجلة أن بعض جزر المحيط الهادئ، على غرار توفالو، وناورو، وكيريباتي، ليس بها ثعابين برية ولكن فيها ثعابين بحرية محلية. في الأثناء، هناك الكثير من الدول الجزرية الأخرى، على غرار نيوزيلندا، وغرينلاند، والرأس الأخضر وآيسلندا، التي تكون بعيدة جدا لدرجة أن الثعابين لم تصل إليها، والأمر ذاته ينطبق على هاواي، التي تعد أرخبيلا بركانيا بعيدا.
وأردفت المجلة بأن أيرلندا تعد من الجزر التي لا تحتوي على ثعابين؛ نظرا لأن البحر الأيرلندي المتجمد قد أعاق طريق هذه الكائنات السامة، فضلا عن شمال كندا الذي لا تسكنه الثعابين حتى اللحظة الراهنة. لكن ارتفاع درجات الحرارة العالمية سيجعل مساحات شاسعة من الأرض مسكنا للثعابين.
وأشارت المجلة إلى أن جزيرة غوام الأمريكية التي تقع على المحيط الهادئ، لم تكن تضم أصنافا محلية من الثعابين إلى غاية الحرب العالمية الثانية. وخلال هذه الحرب، جلبت سفن الشحن عن طريق الخطأ أفاعي الشجرة البنية إلى الجزيرة. وفي الوقت الحالي، يعيش ما يقرب من مليوني ثعبان في غابات هذه الجزيرة، الذين ساهموا في انقراض 10 من أصل 12 نوعا من الطيور الأصلية بحلول الثمانينيات، كما أنهم يمنعون نمو الأشجار الجديدة، ذلك أنهم يلتهمون الطيور التي تنشر البذور عادة عن طريق فضلاتها.
الجدير بالذكر أنه يُحظر جلب أي نوع من الثعابين على الإطلاق إلى هاواي، حيث تعتبر السلطات الأمريكية عملية امتلاك أو نقل ثعبان إلى الولاية جريمة وتفرض غرامة قدرها 200 ألف دولار، فضلا عن أنها تُسلط عقوبة سجن تصل إلى ثلاث سنوات على كل يخالف هذه القوانين. من جانبها، تُطبق نيوزيلندا الإجراءات الصارمة ذاتها فيما يتعلق الثعابين، فضلا عن أنها تخصص حوالي 20 من مناولي الثعابين المحترفين المتمركزين في جميع أنحاء البلاد الذين تتمثل مهمتهم في العثور على أي ثعابين تحاول الدخول إلى البلاد.
وأفادت المجلة بأن مدينة الفاتيكان ليس بها ثعابين؛ لأنها لا تملك حياة برية حقيقية. كما تعد العديد من الجزر الصغيرة، بدءا من جزيرة جونستون المرجانية وصولا إلى جزر بيتكيرن، خالية من الثعابين، ومن البشر إلى حد كبير، نظرا لأنها تعد شبه معزولة.
وفي الختام، أشارت المجلة إلى أنه باستثناء تلك الجزيرة البرازيلية المرعبة، ليست هناك أسباب كثيرة تمنع زيارة مكان ما بسبب الثعابين. فعلى الرغم من أنها تعد من المخلوقات المرعبة، غير أن الثعابين تلعب دورا مهما في النظام البيئي كله.