هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت دراسة إسرائيلية
إن "الذكرى السنوية الأربعين لاتفاق السلام بين مصر وإسرائيل تشير لتأكيد
الجانبين أن هذا السلام هو خيارهما الاستراتيجي، لإبعاد شبح الحرب بينهما، وقد
استطاع هذا الاتفاق الصمود طوال عقود عديدة رغم مواجهته تحديات وانقلابات، وثبت
التعاون الأمني في ظل مصالحهما المشتركة، رغم أنه يصعب الاكتفاء بالسلام بين الزعماء،
ولا بد من الانتقال به لمرحلة السلام بين الشعوب".
وأضافت الدراسة التي أعدها الباحثان
بمعهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أودي ديكل وأوفير فينتر، وترجمتها
"عربي21"، أنه "فيما استفادت إسرائيل من هذا الاتفاق من خلال توثيق
التعاون الإقليمي، ونيل العضوية في المحور البراغماتي في المنطقة، فقد حظيت مصر
بالفوائد الاقتصادية والتكنولوجية من إسرائيل".
وأشارت الدراسة أنه
"يمكن حصر العوائد الايجابية لاتفاق السلام بين البلدين في المجالات التالية:
الأمني والاستخباري الذي يعتبر المجال الأهم والمركزي، فالحدود بينهما هادئة
مستقرة، والتنسيق بين الجيشين في مواجهة الجماعات المسلحة في سيناء لم يكن أقوى من
مثل هذه الأيام، وعمليات تهريب الأسلحة بين سيناء وقطاع غزة تراجعت بصورة كبيرة جدا".
اقرأ أيضا: سفير إسرائيلي يجمل حصاد 40 عاما من الاتفاق بين مصر وإسرائيل
وأكدت أن "مصر
تواصل إدخال المزيد من جنودها في سيناء، بما يخالف الملحق العسكري في اتفاق كامب
ديفيد من خلال التنسيق مع القوات الدولية، كما تبذل مصر جهودا حثيثة في السنوات
الأخيرة للتوصل لتهدئة أمنية في قطاع غزة، وتعمل وسيطا بين حماس وإسرائيل".
وأوضحت أنه "على
المستوى السياسي فإن العلاقات الدبلوماسية تسير على قدم وساق بينهما، ورؤساء
الدولتين يجرون نقاشات مكثفة، وإسرائيل تعمل طرفا مناصرا لمصر لدى الإدارة
الأمريكية لاستمرار الدعم الأمريكي للقاهرة".
وأشارت أن
"المؤسسات الدبلوماسية التي أنشئت عقب اتفاق السلام المصري الإسرائيلي، مثل
السفارات والقنصليات والمراكز الأكاديمية استطاعت أن تصمد فترة طويلة من الزمن،
رغم التصعيد الذي عاشته علاقات البلدين في بعض المراحل، واستبدال الزعماء".
وأكدت أنه "من أجل استكمال العلاقات بين إسرائيل ومصر، فإنه يلزم القيام بعدة أمور أساسية، من
بينها إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية، وتطوير العلاقات الثنائية، بجانب علاقات
السلام وتطوير الاتصالات البينية في المجالات الاقتصادية والثقافية".
وأوضحت أن "مصر
وإسرائيل بحاجة إلى إفساح المجال لحرية الحركة بين الدولتين، حيث تضعان حدودا
بيروقراطية، وتطلبان تصاريح دخول، كما أن المواطن المصري الذي يريد زيارة إسرائيل
يحتاج تصريحا أمنيا خاصا، وهو الأمر الذي تطلبه مصر لزيارة 16 بلدا".
وأشارت إلى أن "مصر
مطالبة بوقف التحريض السائد في وسائلها الإعلامية وأجهزة التعليم الرسمية فيها ضد
إسرائيل، كما أن السياسة المصرية ضد إسرائيل في المؤسسات الدولية بحاجة لإعادة
النظر، صحيح أن السلام بين البلدين نقلهما من ساحة المعارك إلى الساحة
الدبلوماسية، لكن مصر تعمل ضد التوجهات الإسرائيلية في الساحات العالمية، والتصويت
ضدها، خاصة في الموضوع الفلسطيني".
وختمت الدراسة بالقول إن "مصر وإسرائيل تكثفان من تعاونهما الأمني من خلال تعديل الملحق العسكري في
اتفاق السلام للتعامل مع التهديدات الأمنية والعسكرية الماثلة أمام البلدين، سواء
في سيناء أو قطاع غزة، ووقف عمليات تهريب الأسلحة بين سيناء وغزة على الحدود
المشتركة، ويُطلب من الجيش المصري إحداث تغيير في عقيدته العسكرية التي تعتبر
إسرائيل عدوا".