هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا لرئيس قسم التحقيقات نيك هوبكنز، يقول فيه إنه تم العثور على كيماويات تسبب السرطان، وغيرها من السموم الضارة في أنقاض حريق برج غرينفيل، وفي عينات التربة المأخوذة من حوله، التي قد تشكل مخاطر صحية للمجتمع المحيط والناجين من الحريق، بحسب ما حذرت دراسة جديدة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الدراسة كشفت عن وجود "تلوث بيئي كبير"، يتألف من عدد من المواد السامة، بما في ذلك ترسبات زيتية تم أخذها بعد كارثة البرج بسبعة عشر شهرا من شقة على بعد 160 مترا من الحريق.
وينقل هوبكنز عن البروفيسورة آنا ستيك، التي قادت الدراسة المستقلة، قولها بأن هناك حاجة ضرورية للقيام بتحليلات إضافية في المناطق المحيطة؛ وذلك "لتحديد الخطر للسكان" على المدى الطويل، كالتسبب بالسرطان والربو ومشكلات التنفس.
وتقول الصحيفة إن هذه الاكتشافات ستزيد من الضغط على الوزراء، وعلى مؤسسة الصحة العامة في إنجلترا، وعلى وكالة البيئة، وعلى مجلس منطقة كنزنغتون وتشلسي، وتطرح عليهم سؤالا عن سبب عدم تكليفهم أحدا بالقيام بتحليل للتلوث المحتمل مباشرة بعد الكارثة التي راح ضحيتها 72 شخصا.
ويلفت التقرير إلى أن الحكومة لم تتحرك إلا بعد أن نشرت "الغارديان" الاستنتاجات الأولية للدراسة في تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، بعد 16 شهرا من الحريق.
ويورد الكاتب نقلا عن رئيسة اتحاد غرينفيل، الذي يضم الناجين والعائلات المنكوبة، ناتاشا الكوك، قولها إن التقرير الكامل "مروع، وقراءته تثير القلق بشكل كبير"، وأضافت: "إن السماح بالتعرض لهذا المستوى من الملوثات، كما هو مذكور في هذا التقرير، يعد جريمة إهمال حتى دون رعب تلك الليلة".
وتفيد الصحيفة بأن احتمال التلوث كان أحد المخاوف الأساسية للسكان والناجين منذ وقع الحريق في 14 حزيران/ يونيو 2017، وقد سألوا بشكل متكرر أسئلة حول الآثار المحتملة من الجزئيات الموجودة في الدخان والترسبات التي خلفها الحريق المروع، ما جعل ستيك، وهي من بين الشهود الخبراء في التحقيق في حريق برج غرينفيل، تقوم بدراستها الخاصة، مع فريق من جامعة سنترال لانكشاير، حيث تدرس كيمياء الحرائق وعلم السموم.
وينوه التقرير إلى أن هذا العمل بدأ خلال شهر من الحريق، واستمر الفريق في أخذ العينات حتى شهر تشرين الأول/ نوفمبر العام الماضي، من ستة مواقع تبعد حتى 1.2 كم من البرج.
ويكشف هوبكينز عن أنه بحسب النتائج التي تم نشرها يوم الخميس في دورية "كيموسفير"، فإن الفريق تعرف على كيماويات يحتمل أن تكون ضارة في الأنقاض التي وجدت حول البرج، التي وصفتها الدراسة كالآتي:
•مواد محترقة جمعت من الشرفات على بعد 50 إلى 100 من البرج، وهذه ملوثة بهيدروكربون عطري متعدد الحلقات يتسبب بالسرطان، واستنتج الباحثون بأن تلك المستويات تشكل خطرا أكبر من التسبب بحالات الربو والسرطان.
•أظهرت عينات التراب المأخوذة من بعد 140 مترا عن البرج بأنها تحتوي على ستة أنواع من الهيدروكربون العطري متعدد الحلقات بمستويات أكثر بـ160 مرة من عينات تراب أخذت من مناطق مدنية أخرى.
•احتوت عينات التربة والأنقاض التي أخذت من بعد 50 مترا من البرج على مواد فسفورية مثبطة للهب– من نوع المادة الرغاوية العازلة وتلك المستخدمة في الأثاث، وهذه سامة للجهاز العصبي، ووجدت ألياف شبيهة بتلك التي استخدمت في تجديد البرج في العينات.
•تركيزات البنزين، وهي مادة مسرطنة أخرى، تم وجودها على بعد 140 مترا من البرج بكميات أكبر بأربعين مرة مما يوجد في العادة في تربة المدن.
•وجد غبار وترسبات زيتية على ستارة نافذة في شقة تبعد 160 مترا عن البرج في تشرين الأول/ نوفمبر العام الماضي، واحتوت هذه العينة على إيزوسيانات قد تؤدي إلى الإصابة بالربو بمجرد التعرض لها مرة واحدة.
وتنقل الصحيفة عن ستيك، قولها بأن البحث أبرز الحاجة لبحث أكثر تفصيلا، وأضافت: "هناك من دون شك أدلة على التلوث في المنطقة المحيطة بالبرج، وهو ما يبرز الحاجة للمزيد من التحليل المستقل المعمق لمعرفة حجم الخطورة على السكان".
وبحسب التقرير، فإن الدراسة تشير إلى أن معظم الكيماويات التي وجدت في التربة تبقى مستقرة ما لم تتم إثارتها، إلا أن المشكلات قد تحدث عندما يلمسها الناس من خلال أنشطة، مثل زراعة الحديقة، أو اللعب على الأرض، بالإضافة إلى أن تنفس الكيماويات الموجودة داخل البيوت قد يكون ضارا بالصحة، بحسب البحث.
ويفيد الكاتب بأن الدراسة أخذت في عين الاعتبار أن التراب قد يكون ملوثا قبل الحريق، لكن الباحثين يعتقدون أن مستوى التلوث لا يمكن أن يكون حصل بشكل طبيعي، ولا يتسق مع المناطق المدنية المحيطة.
وتذكر الصحيفة أن دائرة الصحة العامة في إنجلترا قامت بمراقبة نوعية الهواء حول البرج منذ وقع الحريق، وقالت في تقرير تم نشره الأسبوع الماضي: "يبقى الخطر للصحة العامة من تلوث الهواء ضئيلا"، بالإضافة إلى أن الدائرة قللت من احتمال أن يكون الحريق قد تسبب بتلوث خطير بسبب مسار الدخان، وقالت الدائرة إن الكيماويات والسموم تحصل بشكل طبيعي.
ويستدرك التقرير بأن كلا من وكالة البيئة ومجلس كنزنغتون وتشيلسي تعرضا للضغط لتفسير هذا الموقف بعد أن نشرت "الغارديان"، السنة الماضية، الاستنتاجات الأولية لدراسة ستيك.
ويشير هوبكنز إلى أن ستيك قلقة جدا حول النتائج الأولية، وأرسلت بمذكرة قصيرة لكبار المسؤولين في مجلس كنزنغتون وتشيلسي وغيره من الوكالات، في 8 شباط/ فبراير العام الماضي، وحثت على تحرك مباشر لتحليل التربة والغبار داخل البرج وحوله، وحول البنايات الأخرى التي أفرغت من سكانها.
وتبين الصحيفة أن اتحاد غرينفيل طالب بمعرفة سبب عدم تحذير أحد ممن علموا بالنتائج الأولية السكان حول مشكلة احتمال التلوث، مشيرة إلى أن الضغط في المحصلة أدى إلى إعلان الوزراء عن إجراء تحاليل شاملة حول غرينفيل تاور في تشرين الثاني/ نوفمبر، لكن العمل على الأرض لم يبدأ بعد.
ويلفت التقرير إلى أن الكوك اتهمت الحكومة بالتباطؤ، وقالت: "بعد 21 شهرا من الحريق والحكومة لم تجر فحصا واحدا على التربة، أو تقدم برنامج فحص طبي للمجتمع المحلي".
ويورد الكاتب نقلا عن متحدث باسم الحكومة، قوله: "إننا ننظر إلى استنتاجات ستيك بشكل جاد جدا، ونقدر المخاوف الصحية تماما"، وأضاف: "لقد أسسنا لبرنامج شامل من الاختبارات البيئية لتقييم المخاطر بشكل كامل، وللقيام بالفعل المناسب. البروفيسورة ستيك جزء من مجموعة مستقلة من العلماء تشرف على هذا العمل، وسيتم الاستفادة من استنتاجاتها في الفحوصات التي سنقوم بها".
وتنقل الصحيفة عن الدكتور أندرو ستيدين، وهو طبيب عام محلي ومدير لمجموعة عيادات غرب لندن، المسؤولة عن المجتمع المحلي حول برج غرينفيل، قوله إنه يدرك "أن الناس المحليين قد يكونون قلقين بشأن صحتهم".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول ستيدين: "إن خدمات الصحة الوطنية تشاركهم قلقهم، وتشجع السكان المحليين على التحدث مع الطبيب العام للحصول على فحوصات طبية خاصة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)