هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انشغلت الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية في تبعات التصعيد العسكري الحاصل في قطاع غزة، وإمكانية تدحرجه إلى مواجهة عسكرية واسعة بين حماس وإسرائيل.
صحيفة يديعوت أحرونوت أجرت مقابلات مع عدد من المسئولين الإسرائيليين، ترجمتها "عربي21"، لأخذ ردود أفعالهم حول التصعيد الحاصل.
الجنرال بيني غانتس رئيس حزب أزرق-أبيض، قال إن "ما يحصل في الساعات الأخيرة نتيجة طبيعية لأداء الحكومة الإسرائيلية المتمثل بانعدام المسئولية الإستراتيجية، سواء في المجال الأمني أو العملياتي، أو من خلال إيجاد أدوات ضغط سياسية واقتصادية على حماس في غزة".
وأضاف غانتس، وهو قائد الجيش الإسرائيلي السابق، أن "حماس قابلت السياسة الإسرائيلية بمزيد من الابتزاز، وكان متوقعا أن يبدأ اليوم السبت برشقات صاروخية، مما يجعل حكومة إسرائيل مطالبة باختيار مسار استراتيجي واضح وهجومي وغير قابل للابتزاز، وملزمة باستعادة الردع، وحينها يتم العمل على ترتيبات بعيدة المدى دون مساومات أمنية".
الجنرال موشيه يعلون وزير الحرب وقائد الجيش الأسبق قال إن "السياسة الإسرائيلية الحالية هي استجابة للابتزاز الذي تنتهجه حماس إزاءها منذ أن وافقت إسرائيل على إرسال 15 مليون دولار، ثم 20 مليون أخرى، وقبل الانتخابات الأخيرة 40 مليون دولار، حينها حصل الهدوء في غزة".
اقرأ أيضا: الغرفة المشتركة ل"عربي21": نتجه للتصعيد بعد استشهاد الرضيعة
وأضاف أن "حماس تعاود سياسة الابتزاز قبيل مواعيد احتفالات ذكرى الاستقلال ومهرجان اليورفيجن الغنائي، والحركة تعرف كيف تستغل ذلك، ومن المتوقع أن تطلب حماس ثمنا أكبر".
صحيفة معاريف من جهتها تحدثت في حوارات ترجمتها "عربي21" مع عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيليين الذين وجهوا انتقادات حادة إلى السياسة الحالية.
عضو الكنيست ألون شوستر رئيس مجلس محلي النقب قوله إنه "منذ 18 عاما يجد مستوطنو غلاف غزة أنفسهم رهائن للوضع الأمني من إطلاق الصواريخ والسياسة الحكومية الخاطئة التي تتسبب بإضعاف السلطة الفلسطينية وتقوية حماس".
وأضاف في مقابلة أن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منذ عشر سنوات يخذل مستوطني غلاف غزة لصالح تهديدات حماس، مع أنه يجب أن نكون أقوياء أمام حماس من النظرة العسكرية، وإعطاء التسهيلات لسكان غزة من الناحية الإنسانية، ولن نستطيع الحديث عن حلول طويلة المدى دون تقوية السلطة الفلسطينية، بعكس ما تسعى إليه حكومة نتنياهو".
زعيمة حزب ميرتس تمار زندبيرغ قالت إن "جولة التصعيد اليوم تؤكد أنه لا حلا عسكريا للوضع في غزة، لأن التفاهمات التي يتم التوصل إليها يتم خرقها بين حين وآخر عبر جولات التصعيد العسكرية، ووقف إطلاق النار يتطلب اتخاذ خطوات حقيقية تشمل تسهيلات إنسانية وإزالة الحصار عن غزة، ثم الدخول في عملية سياسية جدية".
اقرأ أيضا: 3 شهداء بغارات للاحتلال بغزة.. والمقاومة ترد بقصف المستوطنات
عوفر شيلح من حزب "يوجد مستقبل" قال إن "نتنياهو ليس لديه سياسة واضحة في غزة، أو أن لديه لكنه يخذل مستوطني الغلاف لصالح تقوية حماس من أجل الامتناع عن الذهاب لعملية سياسية مع السلطة الفلسطينية، وعلى كل حال من الواضح أن مستوطني الغلاف هم الضحية الحقيقية لضعف نتنياهو".
عمير بيرتس وزير الحرب السابق عن حزب العمل قال إننا "أمام يوم جديد من إطلاق الصواريخ والذهاب للملاجئ، في حين لا ينجح المستوى السياسي بالتعامل مع هذا الوضع، ويعيد محاولاته الفاشلة لإدارة الوضع القائم هناك، بدل تغييره".
وأضاف أن "سياسة فرق تسد التي تديرها إسرائيل بين قطاع عزة والضفة الغربية فشلت، ولذلك يجب العودة للحديث مع السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والدول العربية المعتدلة".
مائير كوهين عضو الكنيست قال إنه "لا جديد تحت صواريخ القسام، إسرائيل تفقد ردعها بسبب نتنياهو الذي يسمي نفسه سيد الأمن، لكنه يظهر مزيدا من الإخفاقات".