فرن الكنافة يثير مشاعر المصريين ويحيي تاريخ ألف عام (فيديو)

تغيب أفران صناعة الكنافة طوال العام عن الشارع المصري، ولكن مع قدوم شهر رمضان تعود أفضل الحلويات الشرقية والعشق المصري الخالص لتزيّن موائد إفطاره، وتعيد الحياة لتلك المهنة التاريخية.

نساء ورجال من طبقة الفقراء ينتظرون شهر رمضان من كل عام، ليقيموا أفران صناعة الكنافة البلدي أمام بيوتهم بالشوارع، وتعلوها شوادر تظلل على صانع الكنافة وزبائنها، لتصبح من الظواهر الرمضانية المثيرة والجذابة في الشارع المصري، خاصة في الريف.

المثير أن تلك الأفران البلدية التي يتم بناؤها من الطوب الأحمر، وتوضع فوقها صينية من الألومنيوم يتم عمل الكنافة عليها، يكون الإقبال كبيرا عليها لما تمثله من عادة قديمة ومتوارثة تختفي طوال العام، وتعود بكثرة في رمضان، وأيضا بسبب الطعم الخاص بتلك الكنافة.

"سيد"، (35 عاما)، قال لـ"عربي21": رمضان موسم لي ولأسرتي؛ لكي نكتسب بعض الأموال، لتكفينا مؤونة بعض الشهور بعد رمضان، مضيفا أنه توارث تلك الفكرة عن أسرته التي كانت دائما تصنع الكنافة في رمضان.

وأوضح أن الإقبال على الكنافة البلدية كبير جدا، كما أن هناك أطفالا يتجمعون كي يشاهدوا عملية صناعة الكنافة، مؤكدا أن سعر الكيلو منها نحو 15 جنيها، (أقل من دولار واحد)، فيما يبلغ سعر كيلو الدقيق "الزيرو" الخاص بالكنافة نحو 7 جنيهات، ويصنع نحو كيلو ونصف كنافة.

كما تزدهر صناعة القطائف، التي تكاد تختفي هي الأخرى طوال العام، لتطل على المصريين في موائدهم طوال شهر رمضان، وتكون فرصة لبعض المصريين لكسب بعض الأموال.

ولا تكاد تخلو مائدة الإفطار الرمضانية في مصر من صينية الكنافة بالمكسرات وجوز الهند والزبيب، ولا حتى من القطائف المحشوة بالمكسرات أيضا.

وأرجع أساتذة التاريخ الإسلامي تاريخ الكنافة إلى العصر الفاطمي، الذي امتد من عام (969- 1172 م) - (358-567 هـ)، في المغرب ثم مصر وبلاد الشام، وتحديدا عند دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة التي بناها له قائده جوهر الصقلي قبل نحو 1050 عاما، حسب صحيفة "الأهرام" المصرية.

ومنذ ذلك التاريخ، أصبحت الكنافة من العادات المرتبطة بشهر رمضان، وانتقلت من الفاطميين إلى العصر الأيوبي والمملوكي والدولة العثمانية والعصر الحديث، وتحولت من طعام خاص بالقصور الملكية ووجبة شهية للأمراء والقادة إلى حلوى شعبية ارتبطت رويدا رويدا بشهر رمضان.