هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة دالاس نيوز الأمريكية مقالا، كتبه الإمام عمر سليمان، يرد فيه
على الهجمات التي تعرض لها، بعد أن تمت دعوته من قبل النائب الجمهوري إيدي برنايس
جونسون، لأداء الدعاء في مجلس النواب، وهو ما خلف موجة من الانتقادات لهذا الإمام.
وقد أوضحت الصحيفة أن
هذه الهجمة تركزت حول اتهام عمر سليمان بإصدار مواقف معادية للسامية في العام 2014
إبان الحرب على غزة.
وفي مقاله الذي نشرته الصحيفة، وترجمته "عربي21"، قال عمر
سليمان: "دعونا لا نتأثر بالكراهية التي حصدت أرواح المصلين الأبرياء في
أنحاء العالم، بل نتحلى بالشجاعة بفضل الحب الذي جمعهم ليتذكروكم، وجمعنا مع بعضنا
لنتذكرهم".
وأوضح عمر أنه عند
أدائه لذلك الدعاء في مبنى مجلس النواب، كان يحمل في قلبه ما تعرض له اليهود في
بيتسبيرغ وسان دييغو، وما تعرض له المسيحيون في سريلانكا، وما تعرض له المسلمون في
كرايستشيرتش.
وأضاف: "على إثر
هذه الهجمات الفظيعة والمأساوية، شاهدت مختلف الجاليات تتحد فيما بينها بشكل أقوى
من أي وقت مضى. وقد دعمت بعض الناس وحصلت على الدعم، واحتضنت الكثيرين، وبكيت على
بعض الأكتاف، وقدمت كتفي أيضا للآخرين لمواساتهم.. حيث إن الكراهية التي حصدت أرواح
المسيحيين في سريلانكا كانت مستوحاة من فكر تنظيم الدولة، وهؤلاء كانوا يدعون
لقتلي قبل سنوات قليلة بسبب عملي مع الجاليات المسيحية".
"وبعد ظهوري في الكونغرس خلال الأسبوع الماضي
تعرضت لهجمات على شبكة الإنترنت وتهديدات بالتعرض للعنف. هذه الكراهية هي مشابهة
لتلك التي أدت للمجازر المذكورة. هذه الأفكار تبحث عن إحداث شرخ في المجتمعات التي
تستهدفها.. إذ إن الكراهية هي التي تسيطر على أكثر الفئات هشاشة في البلاد، وتهدد
أبناءها وتجبرهم على الصمت، حتى يكون الشيء الوحيد الذي باستطاعتهم فعله هو
الاستعداد للهجوم القادم".
اقرأ أيضا: هجوم جمهوري على إمام مسلم لتلاوته دعاء بالكونجرس الأمريكي
اقرأ أيضا: مسلم ماترز: تضامن مع الداعية سليمان ضد الحملة اليمينية عليه
وأكد عمر سليمان أنه
لم يتوقع أبدا أن ينظر إلى صلواته في مجلس النواب على أنها تشكل تهديدا. وقال:
"لقد تمت دعوتي للظهور مع الرئيس باراك أوباما وجورج بوش غداة جريمة قتل خمسة رجال أمن، بعد مظاهرة ضد عنف رجال الشرطة ساهمت في قيادتها. وقد تمت دعوتي للظهور
مع الرئيس جيمي كارتر والحديث عن حقوق الإنسان قبل أشهر قليلة. وأنا أقوم بشكل
دوري بأداء الأدعية والصلوات في مراسم الافتتاح، والمنتديات وحفلات العشاء وفي
المناسبات الرسمية. والأهم من كل ذلك، هو أنني أعمل مع أناس من كل الديانات
والخلفيات بشكل يومي، لتحويل هذه الأدعية إلى أفعال".
وأكد عمر سليمان أنه
لم يهاجم أبدا الجالية اليهودية، أو ينشر نظريات مؤامرة حولها. ولهذا فإنه متفاجئ
باتهامات معاداة السامية التي وجهتها له بعض وسائل الإعلام.
وأضاف: "لقد قضيت حياتي في محاربة التعصب، سواء كان يستهدف إخوتي
اليهود أو المسلمين أو أي شخص آخر. ولم أتورط ولو مرة واحدة في أي جدل بشأن اليهود
أو أي جالية أخرى شعرت بأنها مستهدفة بأي فعل أو قول أتيته. لقد بنيت علاقات مع
اليهود منذ أن تقلدت مسؤولياتي الدينية تجاه المسلمين، خاصة على إثر إعصار كاترينا".
وأكد سليمان أنه ربما
يكون قد ارتكب أخطاء في الماضي، وتعلم الكثير من خلال مسؤولياته ونشاطه، ولكن
الشيء المؤكد هو أنه لم يرتكب أبدا أي أعمال معاداة للسامية. وذكر سليمان أن
والديه هما من الفلسطينيين المهجرين بسبب الاحتلال، وقد انتهى بهم الأمر إلى
الالتقاء في مدينة هيوستون الأمريكية.
وكان والداه من
النشطاء، ووالدته قبل وفاتها كتبت بعض الشعر حول النكبة الفلسطينية. ولكن رغم ذلك
فقد تعلم عمر منذ وقت مبكر أن الدفاع عن القضية الفلسطينية لا يعني الانحدار إلى
تبني معاداة السامية في السر والعلن.
واعتبر سليمان أن
معاداة السامية والإسلاموفوبيا هما نوعان من التعصب مرتبطان ببعضهما بشكل وثيق،
ولذلك فإن الجاليتين اليهودية والإسلامية تحتاجان للتقارب أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف: "عندما
يأتي سياسي لا يعلم شيئا عني ويقود الاتهامات ضدي ويحاول تشويهي، ويتهمني بالطبع بالإسلاموفوبيا
المتمثلة في "دعم الإخوان المسلمين"، حتى يبدو الأمر مخيفا، فإنه
من المهم جدا أن نتساءل حول سبب اختياري فجأة واستهدافي بهذه المغالطات. فالهدف هو
ضمان عدم منحي أي فرصة في المستقبل للوقوف في الكونغرس مجددا".
وفي الختام، اعتبر عمر
سليمان أن هذه الكراهية تهدف لإسكات وتهديد وإخافة القادة المسلمين الأمريكيين،
إضافة إلى إحداث شرخ في التحالفات الهامة التي تم عقدها لمجابهة هذه السلوكيات.