هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث السفير الإسرائيلي السابق إسحاق ليفانون في مصر عن ما أسماها "خطة ثلاثية" يعتمدها النظام المصري للتعامل مع قطاع غزة والقضية الفلسطينية.
وفي مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" الثلاثاء أشاد ليفانون بدور رئيس نظام الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي "الذي يضع احتياجات الأمن الإسرائيلية في مركز خططه السياسية والإستراتيجية"، وفق تعبيره.
وتابع: "أدارت مصر مرة أخرى اتصالات مباشرة مع حماس والجهاد، في ظل التجاهل الواضح للسلطة الفلسطينية ورئيسها، ومرة أخرى جمعت القاهرة نقاط استحقاق في الداخل وفي المنطقة، وظهرت كلاعب شرق أوسطي هام".
وأوضح ليفانون، أن "مصر أبدت مرة أخرى وللمرة التاسعة، قدرة على تحقيق وقف للتصعيد بين إسرائيل وحماس والجهاد الإسلامي في غزة، ولفت إلى أنها "بعد الكثير من الجولات القتالية، راكمت تجربة كافية وأصبحت وسيطا مقبولا للغاية من الطرفين".
وكشف ليفانون أن السيسي "يعمل وفق مخطط من ثلاث مراحل هي؛ التسوية، المصالحة والحل، وبحسب هذا المخطط، تبدو المراحل منفصلة الواحدة عن الأخرى، ولكن بشكل عملي تشكل جملة واحدة من سياسة متماسكة".
والمرحلة الأولى بحسب ليفانون؛ هي "تحقيق الهدوء بين غزة وإسرائيل ولأبعد مدى ممكن، وفي ظل الهدوء يمكن أن تتفرغ مصر لكفاحها المرير ضد الإرهاب في سيناء"، مؤكدا أن "مصر ورغم جهودها الكثيرة والمساعدة الإسرائيلية، لا تنجح في إبادة الوباء"، وفق تعبيره.
وأضاف: "في القاهرة يخشون من أن يجتاز أعمال العنف القناة فتضرب في قلب مصر"، لافتا أن "الهدوء الطويل بين إسرائيل وغزة يسمح لمصر بأن تركز جهودا أكبر على مكافحة الإرهاب في سيناء، ولهذا السبب فإنها تعمل بنشاط للوساطة بين غزة وإسرائيل".
ونوه السفير السابق إلى أن "الهدوء ليس هدفا بحد ذاته، بل شرطا ضروريا للانتقال للمرحلة التالية وهي المصالحة الفلسطينية الداخلية"، موضحا أن "القاهرة معنية بأن ترى السلطة تعود للحكم في غزة بدلا من حماس، وهي لا تيأس من الإخفاقات التي تكبدتها حتى الآن في مساعي المصالحة".
ويرى ليفانون أن "نجاح المصالحة سيعيد السلطة إلى غزة ويجلب معها الاستقرار والهدوء"، منوها أن "الهدوء طويل المدى وعودة السلطة لغزة في إطار المصالحة الفلسطينية، سيؤدي للمرحلة الثالثة والأخيرة التي يتطلع السيسي للوصول إليها وهي حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني".
وبيّن أن "القاهرة تؤمن بأن تسوية بعيدة المدى في غزة وعودة عباس إليها، ستمنح إسرائيل الأمن الذي هي ليست مستعدة للمساومة عليه"، مضيفا أن "إسرائيل ستشعر بالثقة بما يكفي كي تعيد تحريك عربة المفاوضات نحو الاتفاق الذي ينهي النزاع بينها وبين الفلسطينيين".
وذكر ليفانون، أن مصدر في المفاوضات المصرية تحدث أمامه عن أن "مصر تعمل بسرور لهدف انجاز التسوية في غزة، لأن الهدوء المتواصل جيد للجميع ويسمح بالاقتراب من الهدف، أي حل النزاع"، زاعما أن "الأمر ينسجم مع دعوة السيسي المتكررة للفلسطينيين للتعلم من التجربة الناجحة لمصر مع إسرائيل".