هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "موند أفريك" الفرنسي تقريرا تحدث فيه عن اهتمام ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بتنظيم الإسلام في فرنسا، حيث كلّف محمد النعيمي، الوزير المكلف بالمجلس الوطني للأقليات المسلمة، لهذه المهمة.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المساجد الكبرى في فرنسا تنظم خلال شهر رمضان موائد إفطار جماعية، حيث يعمل كل مشرف على إبراز أن لديه أفضل العلاقات مع "ممثلي الإسلام الفرنسي".
ويمكن مشاهدة هذه الشخصيات الدينية على شاشات التلفزيون بحثا عن شركات داعمة، ولكن المساجد الكبرى للأسف تجد صعوبة في تلقي ضيوف داعمين يحملون علامات تجارية من بين الذين يمثّلون علامات توقفت عن دعم الطوائف الإسلامية. لذلك، تبحث المساجد الكبرى عن حماة جدد.
اقرأ أيضا: فرنسا تغلق 7 مساجد في إطار قانون الإرهاب المثير للجدل
وأكد الموقع أن مسجد إيفري عمل هذا العام على مجاراة النقص في الداعمين من خلال اللجوء إلى البتروكيماويات، حيث استدعى المشرف على المسجد، خليل مرون، الوزير المكلف بالمجلس الوطني للأقليات المسلمة الإماراتي، محمد النعيمي، الذي ينوي بدوره تولّي الإشراف على المسجد. وتجدر الإشارة إلى أن كل المساجد في أوروبا كانت في البداية خاضعة للنفوذ المغربي.
ولتحقيق مراده، استخدم محمد النعيمي المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ليقدم الإمارات على أنها الدولة الوحيدة التي بحوزتها الوصفة الصحيحة لإبعاد الشباب عن التطرّف. وفي الواقع، إن المذهب المالكي، الأكثر انتشارا في المغرب العربي، متهم بأنه سبب صعود الأصولية. ولخوض هذا الصراع، استدعى الوزير الإماراتي محمد بشاري.
ونوه الموقع بأن محمد بشاري يبدو مهتما أكثر بتدريس الإسلام، في إشارة إلى "معهد ابن سينا" الذي أذنت الوزيرة مارتين أوبري بافتتاحه في مدينة ليل الفرنسية. ولكن سرعان ما أغلقت هذه المنشأة أبوابها في ليل، حيث توقفت مارتين أوبري عن تصديق وعود بشاري فيما يتعلق بحصد الأصوات وتمويل الحملة.
وأكد الموقع أن بشاري تمكن بمساعدة السعوديين من شراء مبنى بتكلفة تقارب المليون يورو في مدينة توركوان. لكن عمدة هذه المدينة، الذي يشغل حاليا منصب وزير المالية في حكومة إيمانويل ماكرون، منع نقل هذا المعهد الذي يقدم دروسا هي أقرب إلى التعليم الشعبي من التعليم الديني الحقيقي، ناهيك عن العدد المتزايد من الدعاوى التي رفعها المعلّمون الذين تعرضوا إلى الإساءة عبر إجبارهم على استخدام كتيّبات مغالطة.
اقرأ أيضا: مشروعان طموحان لإقامة مسجدين "تقدميين" في باريس
ونوه الموقع بأن الإمارات لم تستخدم محمد بشاري بسبب قلة خبرته في مجال التدريس، وإنما لتجربته الواسعة في جهاز المخابرات. أما التمويل الذي كانت تقدمه ليبيا القذافي فكان يأتي في شكل دولارات، قبل أن يتحول في النهاية إلى اليورو.
وأشار الموقع إلى أن هذه المدفوعات اتخذت "المعهد" كذريعة وكانت بمثابة ثمن حماسته في مجال التسلل إلى التيارات الإسلامية، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين التي يكرهها مؤلف الكتاب الأخضر. وإثر سقوط القذافي، ساعد بشاري الشيخ بن بيه، وهو عالم دين مالكي اقتُرح اسمه لمراقبة الأئمة في موريتانيا والذي سيتم تعيينه رئيسا لرابطة العالم الإسلامي السعودية. وقد ساهمت هذه الرابطة في إقصاء جماعة الإخوان المسلمين، في إطار التعاون مع خدمات المشير عبد الفتاح السيسي.
وأورد الموقع أنه في ظل بحثها عن زعامة الإسلام على نطاق عالمي، بدأت الإمارات بتكليف محمد بشاري بخوض هذه المعركة في جانبها الأوروبي. وفي نهاية شهر نيسان/ أبريل، دعا بشاري مسؤولين في المساجد المغربية في إسكندنافيا إلى القدوم إلى كوبنهاغن. لكن سرعان ما انتهى الاجتماع حين تجرأ أحد المشاركين على التشكيك في صحة "الدكتوراه" التي تحصل عليها بشاري. وبسبب هذه المشكلة، قرر الوزير الإماراتي محمد النعيمي الاستغناء عن خدمات بشاري، الذي تغيب عن حفل نُظم على شرفه في مسجد إيفري في بداية شهر رمضان.
وأضاف الموقع أنه للحصول على الأغلبية، انتهز الشيخ الوزير الفرصة لتنفيذ اتفاقية تقضي بشراء مقاعد داخل مجلس الإدارة (الرابطة الثقافية للمسلمين في إيل دو فرانس) التي تشرف على مسجد إيفري. وبشكل تام، كان هذا المسجد سعوديًا، ثم مغربيًا، ثم مغربيًا سعوديًا في الآن ذاته.
وفي الختام، أكد الموقع أن هذا المجلس لطالما كان في خدمة الحملات الانتخابية لمانويل فالس، رئيس الوزراء الفرنسي السابق في حكومة فرانسوا هولاند وعميد مسجد إيفري، قبل استغلال أموال الإمارات.