هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا لكل من روري جونز ودونا عبد العزيز، يرصدان فيه التحولات التي يشهدها المجتمع السعودي واللقاءات العاطفية المفتوحة بين الشباب والشابات، وإن كانت تتم بحذر.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه في ظل تخفيف القيود الاجتماعية، فإن الشباب يجدون فرصة للمواعدة العاطفية، مع أن سلوكيات كهذه لا تزال معقدة في مجتمع تقليدي.
ويلفت الكاتبان إلى عبد الرحمن عبد الله، الذي استغل فرصة غياب عائلته عن المدينة لإحضار فتاة إلى البيت، الأمر الذي يعد عملية محفوفة بالمخاطر في مجتمع محافظ، ثم بدأ الاثنان يتواعدان بعد لقاء من خلال تطبيق مواعدة عبر الفيديو، واستطاعا اللقاء في بيت عبد الرحمن أكثر من مرة عندما كانت عائلته في الخارج.
وتذكر الصحيفة أن الطالب البالغ من العمر 24 عاما يعتقد أنه في مأمن من مراقبة والده، فبعد دقائق من دخوله البيت مع صديقته رن هاتفه النقال، حيث اكتشف الأب الخطة من خلال تطبيق بث على الفيديو، وكانت الرسالة تقول له: "أعدها إلى بيتها"، وهو ما فعله مذعنا.
وينوه التقرير إلى أنه مع ذلك فإن الشبان السعوديين لديهم فرص جديدة للتعارف والمواعدة، فولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خفف من بعض القيود الاجتماعية، وسمح بدور السينما وحفلات الموسيقى المختلطة، وحضور النساء المباريات الرياضية، وقيادة المرأة للسيارة، ولم تعد الشرطة الدينية أو رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موجودين في الشوارع أو المقاهي لفرض الفصل بين الجنسين.
ويقول الكاتبان إن منصات التواصل الاجتماعي أتاحث سبلا جديدة للشباب والشابات للقاء والتعارف، مثلما سمحت للآباء بالتجسس على أبنائهم، مستدركين بأن الحكومة لم تحدد أصول التعارف واللقاءات، فلا يزال السعوديون عرضة للاعتقال عندما يخرقون قواعد الأخلاق، بما في ذلك ظهور فتاة مع رجل لا رابطة نسبية بينهما، لكن لا أحد يعاقب على هذه المخالفات هذه الأيام.
وتفيد الصحيفة بأن العلاقات المثلية تعد محرمة وعقوبتها الموت، ومن النادر تطبيقها، فيما لا تزال العائلة تشرف على العلاقات بين الجنسين والترتيبات التي تقود إلى الزواج.
وينوه التقرير إلى أنه للتحايل على الرقابة، فإن السعوديين والسعوديات يستخدمون الاسم الأول أو اسم ألقاب حتى لا يكتشفهم الآباء أو السلطات.
وينقل الكاتبان عن عزيز (24 عاما) الموظف في الحكومة، قوله إن تجربته قليلة في التعامل مع الفتيات مباشرة، ولهذا يجد من السهولة التعامل معهن بسرية من خلال تطبيق "سرب".
وتشير الصحيفة إلى أن هذا التطبيق، الذي يسمح للمستخدمين بتسجيل الأماكن التي كانوا فيها والمشاركة في المواقع مع أصدقائهم، يعد من أكثر التطبيقات المستخدمة في السعودية وترتيب اللقاءات مع الجنس الآخر، ويسمح "سرب" لهم برؤية من يريدون والتشارك في المعلومات والصور، ويمكن للسعوديين استخدام التطبيق للمغازلة.
ويلفت التقرير إلى أن السعوديين كانوا يعثرون على طرق للتواصل قبل زمن منصات التواصل الاجتماعي، فكان الشاب أحيانا يقود سيارته إلى جانب فتاة ويرمي ورقة عليها رقم هاتفه، فيما كانت تتلاقى العيون في مركز التسوق ويترك بطاقته في مكان ما وفيها المعلومات عنه كاملة، مشيرا إلى أنه قبل وقت الهاتف النقال كان ترك رقم هاتف المنزل مدعاة لمعرفة العائلة بالمتصل.
ويورد الكاتبان نقلا عن البروفيسورة في مدرسة لندن للاقتصاد مضاوي الرشيد، التي نشأت في السعودية أثناء السبعينيات من القرن الماضي، قولها إن الجيل الحالي مختلف عن الجيل السابق، فيقول الجيل الشاب لأهله إنهم ذاهبون لزيارة أصدقائهم وصديقاتهم، مع أنهم على موعد في المطاعم أو المقاهي، وتعلق الرشيد قائلة: "أنا مندهشة من جرأتهم".
وتذكر الصحيفة أن مي، المطلقة البالغة من العمر 29 عاما، وتعمل في مجال الإعلانات، تستخدم تطبيق "تندر" للمواعدة، مشيرة إلى أنها حجزت ذات مرة غرفة في فندق مع صديقها، وكانت ترتدي نقابا، وأحضر صديقها بطاقة أخته لتستخدمها لو سئلت عن علاقتها به، وقالت: "الرجال والبنات لديهم طرق مختلفة في التفكير هذه الأيام".
وبحسب التقرير، فإن عبد الله (27 عاما) من مكة، التقى صديقته بعدما أعجب ببعض تغريداتها، وتحدثا مباشرة عبر "تويتر" ولعدة أسابيع دون رؤية بعضهما، ثم تواصلا معا عبر "إنستغرام"، وشاهد صورتها، ويلتقيان معا في المقاهي أو البيت وفي المدن خارج السعودية.
ويفيد الكاتبان بأن صديقته تدرس الطب في أوروبا، لهذا فهو يقوم بزيارات عمل إلى هناك، وأول مرة التقيا سافر إلى ميونيخ، فقاد سيارته أربع ساعات لمقابلة صديقته في المكان الذي تدرس فيه، وفي الطريق إلى ميونيخ، حضر عبد الله مباراة بايرن ميونيخ، وأحضر معه عقب التذكرة ليثبت لوالديه أنه سافر لحضور المباراة، والتقى مع صديقته في الدانمارك والسويد وفنلندا، وأحضر معه هدايا تذكارية في كل مرة، مثل تذكارات ممغنطة للثلاجة.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أنهما يريدان الزواج، لكنهما خائفان من إخبار عائلتيهما أنهما التقيا عبر الإنترنت، ولهذا يريدان إخبار العائلتين بأنهما التقيا عندما كان يدرسان اللغة الفرنسية في مدرسة في لندن، رغم أنهما لا يتحدثان هذه اللغة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)