هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث خبير عسكري إسرائيلي، عن عدد من الإجراءات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية والعسكرية لقوات الاحتلال، قبل شن الحرب المقبلة ضد قطاع غزة المحاصر منذ 13 عاما.
وكشف الخبير والمعلق العسكري
الإسرائيلي يوآب ليمور في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه
"من أجل الوصول إلى الجولة التالية من القتال مع قطاع غزة، نفذت إسرائيل
مجموعة واسعة من العمليات العلنية والسرية".
وأشار إلى أن "العملية الخاصة
التي فشلت بخانيونس في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، والتي قتل فيها عقيد، هي مثال
واحد فقط من هذه العمليات"، موضحا أن "حماس نجحت في كشف قوة خاصة إسرائيلية
تسللت جنوب القطاع، واشتبكت معها وقتلت قائدها قبل أن يتدخل الطيران العسكري
الإسرائيلي بقوة لإنقاذ أفراد القوة الخاصة".
وذكر ليمور أنه "يجري الحفاظ
على تفوق العمليات الاستخباراتية، الذي سيمكن إسرائيل من أن تكون دائما على مسافة
خطوة واحدة إلى الأمام، وسيسمح لصانعي القرار باتخاذ قرارات بشروط مواتية، حتى لو
لم تكن شائعة بين الجمهور".
وزعم أن "إسرائيل تعتقد بعد
خمس سنوات من عملية الجرف الصامد (حرب 2014)، أنه تم ردع حماس عن القيام بمواجهة
عسكرية أخرى، رغم أنها قامت بتوجيه نشاط البالونات والموجهات العنيفة على
السياج"، مشيرا إلى أن "الترتيب المؤقت الذي توصلت إليه مصر والأمم
المتحدة أسفر عن النتائج المرجوة في عودة الهدوء".
اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي: هكذا يتابع الشاباك "جيش حماس" العسكري
واستدرك قائلا إن "هذا الهدوء
هو وهم؛ ففي حال لم يتم إدخال الأموال والسلع إلى غزة، سيتم استبدالها سريعا
بالنار والعنف"، لافتا إلى أنه بإمكان حركة "حماس" بدء
"الجولة التالية من القتال عبر تشغيل نفق، يسمح بتحقيق إنجاز كبير في متناول
اليد".
وتابع: "لكن حماس تجنبت ذلك
عن سابق معرفة بأنها تفقد كل يوم ممتلكاتها، ومنذ حرب 2014 حدد الجيش الإسرائيلي
17 نفقا ودمرها"، معتبرا أن "الإنجاز الأكثر أهمية هو التقدم المحرز في
العمل على إتمام العائق الجديد في باطن الأرض بعد الانتهاء من بناء الحاجز
البحري".
ولفت إلى أنه "حتى نهاية عام
2019، يعتزم الجيش استكمال الجدار بالكامل، والذي يفترض أن يجنب إسرائيل تهديد
الأنفاق من غزة"، منوها إلى أن إسرائيل منذ أواخر آذار/ مارس 2018 تتجنب بقوة
أي تحركات قد تورطها عسكريا في قطاع غزة.
وأشار الخبير إلى أن هذا السلوك
الإسرائيلي "ينبع أساسا من فهم القيادة السياسية والأمنية العليا الإسرائيلية،
أن أي عملية مكثفة في غزة ستنتهي في أحسن الأحوال عند نقطة الواقع الحالي، وفي
أسوأ الأحوال في وضع أسوأ بكثير، تكون فيه إسرائيل مطالبة بالسيطرة على القطاع
وتمويل ومعالجة سكانه أو أن يتدهور الوضع في القطاع بشكل كبير".
وتابع: "لذلك تواصل إسرائيل
إعطاء الأولوية للترتيب، لكن المشكوك فيه أن يكون هذا ممكنا في الأشهر المقبلة،
جزئيا بسبب الانتخابات الإسرائيلية، التي تحمل التطرف في المواقف وتقليص فرص
التسوية، وأيضا بسبب الخلافات حول القضايا الأساسية المتعلقة بالمال والطاقة وحتى
مسألة جثث الجنود الإسرائيليين"، وفق قول الخبير الإسرائيلي.
وأكد ليمور أن "الفترة
القريبة، وعلى الرغم من الردع المتبادل، ستبقى متوترة، وستجبر الجيش الإسرائيلي
على الحفاظ على استعداده العالي للتصعيد"، مضيفا أنه "من الواضح لكلا
الجانبين أن جولة القتال القادمة ستبدو مختلفة عن سابقاتها".
ونبه أنه "لا مصلحة لإسرائيل
في مواجهة طويلة ومحبطة، تنتهي بشعور من الحزن العام، لذا فإن من المحتمل أن تبدأ
إسرائيل في سحق أصول الجانب الآخر ومحاولة إيذاء أفراده"، معربا عن تقديره في
الوقت ذاته أن "حماس هي الأخرى تعلمت دروسا من حرب 2014، وتتركز نيتها في
تنفيذ أكبر قدر من إطلاق النار لتحقيق أقصى قدر من الإنجازات في أقصر وقت
ممكن".