هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، يدافع فيه عن إنجازات بلاده في اليمن، مبررا الانسحاب الذي أعلنت عنه بلاده بأنه محاولة لفتح الطريق أمام حل سياسي.
ويقول قرقاش في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن الإمارات قامت بسحب قواتها من اليمن بالطريقة ذاتها التي بدأت فيها المشاركة في الحرب "بعيون مفتوحة"، مشيرا إلى أن بلاده فهمت التحديات في ذلك الوقت، وفهمتها في الوقت الحالي، "فالنصر ليس سهلا، والسلام لن يكون سهلا أيضا".
ويؤكد الوزير الإماراتي أن الوقت قد حان لتسوية سياسية، وأن انسحاب بلاده هو عملية بناء ثقة لخلق زخم جديد ينهي النزاع، داعيا المجتمع الدولي لانتهاز الفرصة وردع أي طرف عن استغلال أو تقويض الفرصة، "منع الحوثيين من عرقلة المساعدات الإنسانية، والتسريع في الحصول على تنازلات من الأطراف كلها، ودعم الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة للوساطة".
ويشير قرقاش إلى أن "خروج الإمارات لن يؤدي إلى فراغ أمني، وقد قام جيش الحكومة اليمنية بتحمل العبء الأكبر في استعادة مناطق واسعة من البلاد، وستظل الوحدات المحلية تحت قيادة يمنية وبدعم من التحالف".
ويقول الكاتب إن "هذه الوحدات هي التي كسرت سيطرة الحوثيين على اليمن، وقاتلت لاستعادة عدن إلى جانب معظم الساحل على بحر العرب والبحر الأحمر".
ويؤكد قرقاش أن "الحملة على ميناء الحديدة هي التي أقنعت الحوثيين بالدخول في مفاوضات برعاية الأمم المتحدة في استوكهولم، التي أدت إلى اتفاق خفف من التصعيد".
ويلفت الوزير إلى أن "تدخل التحالف في اليمن أنجز عددا من الأهداف، منها منع إيران من السيطرة على معبر مهم للملاحة، وتأمين الملاحة البحرية بين آسيا وأوروبا عبر باب المندب إلى قناة السويس. إن العالم لا يريد تكرارا لما يجري في مضيق هرمز من تهديد للملاحة البحرية".
ويقول قرقاش إن "التدخل السعودي الإماراتي منع إيران من تكرار نموذجها المزعزع للاستقرار، الذي شكلته في لبنان وهو حزب الله، لكن الحوثيين الذين دربتهم إيران حصلوا من خلالها على الأسلحة المتقدمة، مثل الطائرات المسيرة المحملة بالصواريخ والقنابل والصواريخ الباليستية، وكانت إيران تريد الاستفادة من سيطرة الحوثيين على اليمن".
ويفيد الوزير بأن تدخل بلاده أسهم في تصفية خطر تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، وأخرج الجماعات المتشددة من ميناء المكلا، مؤكدا أن بلاده لم تغادر اليمن، بل ستواصل دعم وتقديم التدريب لقوات الحكومة اليمنية، وسترد على أي هجمات ضد دول الجوار، وتعمل على حماية الممرات المائية.
وينوه قرقاش إلى أن بلاده دعمت اليمن بـ 5.5 مليار دولار منذ عام 2015، مشيرا إلى أن تحركات التحالف الأخيرة تعزز ما دعا إليه المبعوث الدولي مارتن غريفيث، العمل معا وانتهاز الفرص لبناء سلام.
ويعترف الوزير الإماراتي بأن "القوة العسكرية لن تحل أبدا مشكلات اليمن المتعددة والتحالفات المتغيرة فيه، مع أن التدخل خلق فرصة للعملية السلمية، خاصة بعد استعادة الحكومة الشرعية مناطق شاسعة من البلاد".
ويلخص قرقاش الوضع، قائلا، إن "الظروف المعيشية في اليمن أصبحت جيدة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وتم استئناف العملية السياسية، وأصبح تنظيم القاعدة ضعيفا جدا، وتم وقف التأثير الإيراني".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)