هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيزافيسمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن أداء الرعاة الخارجيين دورا مهما في المواجهة بين قوات المشير المتقاعد خليفة حفتر، والقوات الموالية لحكومة الوفاق التي يقودها فايز سراج.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي
ترجمته "عربي21" إن "دعم الرعاة الخارجيين لأطراف الصراع الرئيسيين
في ليبيا، يمنع وقف إطلاق النار في البلاد، ويزيد من درجة التوتر في المنطقة بشكل
كامل".
ولفتت الصحيفة وفقا للمدير
التنفيذي ومؤسس شركة "جولف ستيت أناليتكس" الاستشارية في مجال المخاطر
الجيوسياسية بواشنطن، جورجيو كافييرو، إلى أن إسرائيل انضمت إلى قائمة أصدقاء
حفتر، مضيفة أن الاتصالات بين الإسرائيليين وحفتر تحققت بفعل وساطة إماراتية سنة
2015، وأن الدعم الإسرائيلي لحفتر يساعد تل أبيب على تعزيز العلاقات مع مصر
والإمارات، ثم السعودية.
وأوردت الصحيفة أن "توصل
إسرائيل إلى اتفاق مع الدول السنية التي تشاركها مخاوفها بشأن التهديدات التي
تشكلها إيران وحزب الله، وكذلك الجهاديون السنة، بمنزلة نجاح كبير لها"،
مشيرة إلى أن "دعم حفتر يخدم مصالح الجانب الإسرائيلي، الذي سيجني أموالا طائلة جراء تعاونه عسكريا مع حفتر".
بالإضافة إلى ذلك، يهتم الاحتلال
الإسرائيلي بالبحث عن حلفاء أصحاب موارد طبيعية ضخمة، ومن هذا المنطلق، تطابقت
أهداف إسرائيل ومصر والسعودية والإمارات وحفتر من نواح عديدة، بما في ذلك مكافحة "الإرهابيين"
في سيناء، على حد قول الصحيفة.
اقرأ أيضا: الوفاق: تجدد الاشتباكات مع قوات حفتر جنوبي طرابلس
ولفتت إلى أن أول اجتماع يضم حفتر
مع عملاء الموساد عقد في الأردن، ويبدو أن الطرفين اتفقا على تزويد القوات التابعة
لحفتر ببنادق قنص وأجهزة الرؤية الليلية، منوهة إلى أن الإسرائيليين شنوا غارات
جوية ضد جهات "معادية" لحفتر بالاتفاق مع الأخير.
وذكرت الصحيفة أن "الجزائر
حذرت حفتر من عواقب تعاونه مع إسرائيل، غير أنه بعد ذلك عقد اجتماعا مع إسرائيليين
في العاصمة المصرية والأردنية".
وفي هذه الأثناء، ذكرت وسائل إعلام
موالية لحكومة الوفاق الوطني، أن "طائرات نفذت ما لا يقل عن 20 غارة جوية على
مستودعات الذخيرة، ومقر جيش حفتر في العديد من المناطق"، وقد أدى هجوم طائرة
دون طيار نفذته القوات الموالية للسراج في الضواحي الجنوبية لطرابلس إلى مقتل ما
بين 7- 13 جنديا من قوات حفتر.
وأضافت الصحيفة أن حكومة السراج
تعتقد أن حفتر يستعد لشن هجوم جديد على طرابلس، والجدير بالذكر أن عدد القتلى منذ
بداية هجوم حفتر على العاصمة الليبية تجاوز 1100 قتيل، بينما ناهز عدد الجرحى
حوالي 6000 جريح، بالإضافة إلى ذلك، أدت الفوضى والحرب التي تعيشها البلاد إلى
انخفاض إنتاج النفط بشكل حاد، كما توقفت محطة النفط في ميناء زاوية غرب ليبيا عن
العمل بسبب إغلاق خط الأنابيب.
ونقلت الصحيفة عن رئيس المؤسسة
الوطنية الليبية للنفط، مصطفى صنع الله، قوله إن التدابير القسرية التي تكبد
البلاد يوميا حوالي 290 ألف برميل من الذهب الأسود (قيمتها 19 مليون دولار) اتخذت
بسبب أعمال مسلحين مجهولي الهوية، الذين استفادوا من تصاعد الأعمال العدائية بين
مراكز القوى في البلاد.
على صعيد آخر، يوجه حفتر أصابع
الاتهام إلى الجهات الخارجية التي تدعم خصمه، والأمر سيان بالنسبة للسراج أيضا،
ومن هذا المنطلق، وبعد إصدار الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا ومصر
والإمارات بيانا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، انتقد المجلس الأعلى
للدولة المدعوم من طرف حكومة السراج سياسة كل من فرنسا ومصر والإمارات، واستند
الانتقاد إلى حقيقة أن حفتر يخطط لشن هجوم جديد على طرابلس بمساعدة هذه الدول.
وأفادت الصحيفة أن الرعاة
الخارجيين الأكثر تدخلا في الحرب الأهلية الليبية يحولون البلد إلى ساحة مواجهة، ما
يؤدي إلى زيادة التوترات في المنطقة، وفي هذا الصدد، يرى كل من الصحفي المصري محمد
ماهر، والمحللة السياسية الأمريكية إيرينا تسوكرمان، أن هناك زيادة ملحوظة في
التوترات بين مصر وتركيا.