نشرت مجلة "
بيكيا
بادريس" الإسبانية تقريرا عرضت من خلاله الفوائد التي تعود بها
الرحلات على
الأطفال
والمراهقين على حد السواء، والتي من شأنها أن تُنمي قدراتهم على التعلم.
وقالت المجلة في
التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن جميع المدارس عادة ما تنظّم رحلات
استكشافية خلال السنة الدراسية، الأمر الذي تقوم به أيضا العديد من العائلات بشكل
مستقل خلال عطل نهاية الأسبوع أو في أيام العطل الأخرى. في هذا الصدد، تمنح
الرحلات للأطفال والمراهقين فرصا لعيش تفاصيل تجارب تعليمية خارج أسوار المدرسة،
وهي البيئة الروتينية التي تعودوا عليها. وعادة ما تكون حدائق الحيوان والمحميات
الطبيعية والمتاحف من أكثر وجهات هذه الرحلات.
وأضافت أن الرحلات
توفّر أيضا للأطفال فرصا تعليميّة بديلة، كما يمكن أن تفيد المجتمع خاصة إذا اشتملت
على نوع من الخدمات المجتمعية. في الواقع، يتعلم الأطفال والمراهقون الذين يزورون
منشآت تعليمية مختلفة بطريقة أكثر عملية وتفاعلية مقارنة بأساليب تلقيهم مثل هذه
المعلومات في المدرسة. فعلى سبيل المثال، غالبا ما تحتوي
المتاحف العلمية معروضات
يمكنهم لمسها، وتساعد هذه المعروضات العلمية الأطفال على فهم المادة التي يتلقونها
في المدرسة.
وأوردت المجلة إلى أن
حدائق الحيوانات والمحميات الطبيعية تُظهر للأطفال عالم النبات والحيوان عن قرب.
وغالبا ما تضم هذه الأماكن شاشات يمكن للأطفال لمسها وبرامج تفاعلية. في الواقع،
تكمن أهمية هذه الطريقة العملية في التعليم في ترسّخ التجارب في ذهن الطفل بشكل
أفضل من قراءة المعلومات في الكتاب المدرسي من أجل حفظها لاحقا.
وذكرت أن الرحلات تكسر
الروتين الدراسي الذي تعوّد عليه الأطفال. يمكن للأطفال أن ينتظروا ويستعدوا ليوم
الرحلة قبل عدة أيام أو أسابيع. وهكذا، يقضي الأطفال يوما في بيئة تعليمية مختلفة.
ومن الوارد أن يخلق التعلم بطرق مختلفة أنماطا جديدة من التدريس التي تساعد
الأطفال على النجاح، من بينها التعليم البصري والسمعي والحركي أيضا. وتعد طرق
التعلم هذه رائعة للغاية، خاصة حين يدرك المعلمون أنفسهم أساليب التدريس الأكثر
ملاءمة مع أغلبية تلاميذ القسم.
وأردفت المجلة أن
الأطفال يكتسبون معلومات حول الكثير من المهن والأفكار والفرص الجديدة عندما
يسافرون خارج المحيط الذي تعودوا عليه. علاوة على ذلك، تُحمّس هذه الرحلات رغبة
الطفل في عيش تجارب جديدة والسعي لبلوغ أحلام لم يسبق لهم وأن فكروا فيها. من
الممكن أن توفر هذه الرحلات فرص عمل للأطفال وتخلق في أذهانهم اهتمامات جديدة
وشغفا مختلفا. كما يستطيع الأطفال بفضل الرحلات أن يكتشفوا جوانب جديدة من الحياة
التي لم يتطرقوا إليها سابقا أو لم يتمكنوا من فهمها بشكل كاف.
وبيّنت أن الأطفال
يتعلمون مبدأ مساعدة الآخرين في المجتمع بفضل الرحلات التي تعتمد على تقديم
الخدمات المجتمعية. في الأثناء، يستفيد المجتمع أيضا من العمل الذي يقوم به
الأطفال والذي يعد جزءا من الرحلة، كما يستفيد أيضا من أي عمل تطوعي للأطفال عقب
تنظيم إحدى الرحلات. فضلا على ذلك، يشعر الأطفال والمراهقون بالرضا الذاتي لأنهم
ساعدوا الآخرين، كما أنهم سوف يبدون رضاهم أيضا عن العمل المنجز جماعيا.
وأردفت المجلة أن
الرحلات تساعد الأطفال على تحسين مردودهم في جميع المواد. يعي الأطفال أهمية
المواد التي قد درسوها عند مشاهدة التطبيق الفعلي لهذه الدروس التي تلقوها في
المدرسة. من هذا المنطلق، يعطي الأطفال أهمية لمحتوى الدروس وبفضل هذا العامل،
سيشعر الأطفال بحافز أكبر للتعلم وسيستوعبون، بالتالي الدروس، بشكل أفضل.