هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا علميا أعدته إيفي مانرز، تشير فيه إلى أن طريقة النوم قد تؤدي إلى مشكلات زوجية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته"عربي21"، إلى أن من الأفضل نوم الزوجين منفصلين، فالشخير وتغيير موضع النوم وعادات النوم السيئة تقود أحيانا إلى نقاشات زوجية ومشكلات.
وتبين مانرز أنه في الوقت الذي يعتقد فيه الأزواج أن المشاركة في السرير ذاته هي تعبير عن الحب والتقارب بينهما، إلا أن الأبحاث كشفت عن أن هناك أسبابا تدعو للنوم كل في سريره، مثل غرف النوم في المسلسل التلفازي الذي يعود إلى حقبة الخمسينيات من القرن الماضي "أنا أحب لوسي"، الذي لعبت فيه الممثلة لوسيل بال وزوجها ديسي أرناز دور البطولة.
وتفيد الصحيفة بأن الأزواج الذين ينامون معا يعانون في العادة من تقطع في النوم؛ بسبب الشخير وعدم النظافة والتحرك المستمر والمواعيد المختلفة للنوم، مشيرة إلى أن هذا كله يؤدي إلى أمراض جنسية، وعجز في ممارسة الجنس، ومناوشات بين الزوجين.
ويلفت التقرير إلى أن دراسة أجراها باحثون من جامعة براسيلوسس الطبية في نيورمبرغ عام 2016، كشفت عن أن قضايا النوم ومشكلات العلاقات الزوجية عادة ما تظهران معا، مشيرا إلى أن دراسة أجريت في عام 2013 في جامعة كاليفورنيا- بيركلي، كشفت عن أن تقطعا في نوم أحد الزوجين بسبب الآخر قد يؤدي في اليوم الثاني لمشكلات بينهما.
وتنقل الكاتبة عن المحللة النفسية في مجال العلاقات والعواطف ماري جو رابيني، المقيمة في هيوستون، قولها: "مع أن هناك منافع في النوم معا، إلا أن طريقة نوم أحد الأزواج والمضايقة في السرير يمكن أن تؤثر على الآخر، وتزيد من إنتاج هرمون القلق، ما يؤدي إلى مشكلات بين الزوجين".
وتنوه الصحيفة إلى أن الباحثين يرون أن شعور الشخص بالراحة يساعده على التحكم في حياته، ويركز أكثر، ما يعطيه رضا وسعادة في العلاقة، مشيرة إلى قول مؤلفة كتاب "النوم منفصلين لا الانفصال" جنيفر آدامز: "عندما يأخذ الزوجان قسطا من الراحة في الليل فهذا يعطيهما الدفعة العاطفية والصحة الجسدية دون الشعور بالسخط من الآخر لأنه كان سببا في بقائه مستيقظا طوال الليل، ودون أن يكون هناك شعور بالذنب لأنه كان سببا في مضايقة شريكته أو شريكها".
ويفيد التقرير بأن عدم التشارك في السرير ذاته بات حلم الكثيرين، فوجدت دراسة مسحية أجراها عام 2012 "مجلس النوم الجيد"، أن واحدا من كل أربعة أزواج ينام منفصلا من أجل الحصول على راحة، إلا أن نسبة 46% أعربت عن رغبة بالنوم بشكل منفصل عن الزوج أو الزوجة، وذلك في الدراسة التي شملت ألفي أمريكي وأجرتها شركة التسويق "وانبول" نيابة عن شركة بيع الأسرّة "سلامبر كلاود".
وتورد مانرز نقلا عن المحلل النفسي كين بيج، المقيم في نيويورك، قوله: "بعض الأزواج يشعرون أن النوم بعيدا عن بعضهم قوى علاقتهم"، وأضاف: "عملت مع أزواج قالوا إنهم لم يشعروا بالقلق على مضايقتهم أثناء النوم، وهو ما كان مدعاة للراحة، ما سمح لهم بالتمتع بالملامح الجيدة في علاقاتهم، ومحا السخط الذي شعروا به في الماضي كله".
وتقول الصحيفة إن النوم منفصلا قد يكون ليس خيارا، بل حلا عمليا، كما حصل لجيل غوابيل (52 عاما) من برسبين في أستراليا، التي لم تحصل على نوم هادئ مع زوجها بسبب شخيره المتواصل، فكان "شخيره المتواصل مترافقا لصعوبة نومي" هو سبب نومها منفصلة، وقالت إنها اتفقت مع زوجها بريت غوبيل (52 عاما) على أن تنام في الغرفة الجانبية بعض المرات في الأسبوع.
وينقل التقرير عن آدامز، قولها إنه كلما شعر الزوجان بأن علاقتهما قوية تقبلا فكرة النوم في غرفة منفصلة، وتضيف: "الزوجان السعيدان ومنذ وقت طويل تكون لديهما مهارات تواصل جيدة، تسمح لهما بالنوم في مكانين مختلفين".
وتشير الكاتبة إلى أن بعض الباحثين يرون أن المرأة هي من تفضل النوم منفصلة، خاصة أنها حساسة للعادات السيئة لنوم الرجل، بالإضافة إلى أن الحمل والتغيرات الهرمونية تسمح لهما بالنوم في مكان منفصل.
وبحسب الصحيفة، فإن دراسة نشرت في عام 2007 في مجلة "سليب أند بيولوجيكال ريذمز"، وجدت أن المرأة هي من تشعر بالضيق من وجود الرجل في السرير وليس العكس، لافتة إلى قول امرأة بالغة من العمر 41 عاما من برسبين: "بدأنا النوم منفصلين عندما كنت حاملا بأول طفل لنا، وكنت أتحرك بشكل مستمر، ولا أحصل على نوم كاف، وفي بعض المرات كنت أنام في الغرفة الجانبية"، وهي متزوجة منذ 18 عاما، ولديها ولدان، وتعيش مع زوجها وعمره 41 عاما.
ويورد التقرير عن هذه المرأة، قولها: "عندما كنت حاملا في طفلي الثاني كان أحدنا ينام في الغرفة الجانبية ليحصل كل منا على نوم كاف"، وأضافت أن "شخير زوجي واستفراده باللحاف كان يصيبني بالإحباط، وكنت أحيانا أوقظه وأطلب منه التوقف، وهو ما كان لا يحبه".
وتبين مانرز أن النوم منفصلين قد يعني النوم في غرفة واحدة لكن على سريرين من حجم واحد، في حال أرادا الشعور بالقرب العاطفي، وربما تبادلا النوم في الغرفة الجانبية، فيما هناك فكرة النوم في غرفتين منفصلتين كل على سريره.
وتذكر الصحيفة أن العاملة الاجتماعية تينا كوبر (45 عاما) تفضل الحفاظ على خصوصيتها في غرفتها، وكذلك صديقها لعشرة أعوام دونالد سميث (63 عاما)، الذي يحب النوم منفصلا، خاصة أن لديهما عادات نوم مختلفة.
وينقل التقرير عن كوبر، قولها: "أنا أحب السهر، أما هو فإنه مثل الدجاج.. أريد صوتا مهدئا لأنام، أما هو فيحب الصمت، وهو يحب المخدات الصلبة، أما أنا فاللينة، ولأنني لا أحب اشعة الشمس الباكرة فقد أعطاني أكبر غرفة لا تصلها الشمس مبكرا، وينام هو في الغرفة الكبيرة الثانية التي تصل إليها الشمس مبكرا".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول آدامز إن على الشريكين الحديث بصراحة وصدق حول أسباب النوم في غرفة منفصلة، وما يهم هو "التخطيط للحفاظ على العلاقة العاطفية"، وأضافت: "التأكد من أن لديك روتينا وتحديد الوقت مهم، مثل تناول الإفطار معا، وتناول الشراب قبل النوم، والترحيب بالآخر في غرفته".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)