هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن استهداف إسرائيل على مدار الأيام القليلة الماضية لكل من سوريا والعراق ولبنان، بهدف وضع حد لنشاط إيران داخل الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الدول العربية ترى أن تصرفات إسرائيل بمثابة إعلان عن بداية الحرب، بينما توعدت إيران بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي وسترد على هذه الهجمات.
ونقلت الصحيفة ما صرح به الرئيس اللبناني، ميشال عون، ردا على الأحداث الأخيرة ، حيث أفاد أن ما حدث بمثابة إعلان الحرب يعطينا الحق في الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا وسلامة أراضينا". ووفقا لتقارير نشرتها وسائل الإعلام العربية، انتهك سلاح الجو الإسرائيلي المجال الجوي اللبناني عدة مرات يوم الاثنين الماضي، كما قصفت طائرات دون طيار قاعدة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الموجودة في وادي البقاع، وقامت طائرات مقاتلة برحلات استطلاعية فوق بعلبك، حيث تتواجد قواعد حزب الله الشيعية.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل لم تتحمل مسؤولية هذه الهجمات، ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبرا مفاده أن الطائرات الإيرانية المسؤولة عن الهجمات التي شهدتها بيروت، وحاولت توجيه أصابع الاتهام نحو إسرائيل وتحميلها مسؤولية ذلك. وفي الوقت نفسه، تحدثت إسرائيل بشكل غير مسبوق وبصورة تفصيلية عن الهجمات التي نفذتها قواتها الجوية ضد الأراضي السورية. وبشكل عام، لا تعترف إسرائيل بشن الغارات، التي أصبحت شبه روتينية، ضد سوريا إلا عندما يتعلق الأمر بالانتقام.
وفور انتهاء العملية العسكرية ضد سوريا، أفاد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم كان أمرا وقائيا. وقد هاجم الجيش الإسرائيلي مواقع تابعة لفيلق القدس، وهو جزء من الحرس الثوري الإيراني، فضلا عن قوات شيعية أخرى في قرية عقربا جنوبيّ شرقيّ دمشق. وفي هذا الصدد، يرى الجيش الإسرائيلي أنه أحبط بهذه الطريقة خطط إيران لإطلاق عدة طائرات دون طيار في اتجاه إسرائيل.
ومن جانبه، أورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلا: "سنواصل اتخاذ إجراءات حاسمة ومسؤولة ضد إيران وأقمارها الصناعية من أجل أمن إسرائيل". كما نشر المكتب الصحفي للجيش الإسرائيلي يوم الاثنين الماضي، أسماء اثنين من اللبنانيين الذين قُتلا في سوريا والتابعين لفيلق القدس، وكانا قد زارا طهران أكثر من مرة، وتلقيا هناك تدريبات خاصة على التحكم في الطائرات دون طيار واستخدام المتفجرات.
وبحسب ما أفادت به وسائل إعلام عربية قُتل خمسة أشخاص خلال الهجوم الإسرائيلي، بما في ذلك أعضاء من حزب الله اللبناني. وأكد ممثلو الحزب مقتل اثنين من مقاتليهم. في الوقت نفسه، أكد زعيم الحزب وأمينه العام، حسن نصر الله، خلال كلمة ألقاها يوم الأحد، أن المواقع التي تعرضت للهجوم في سوريا تعود بالأساس إلى الحركة التي يرأسها، مهددا بإسقاط جميع الطائرات الإسرائيلية التي تغزو المجال الجوي اللبناني.
اقرأ أيضا: MEE: طائرات إسرائيلية ضربت الحشد الشعبي بمخطط سعودي
وأفادت الصحيفة أن حسن نصر الله ناشد الحكومة اللبنانية قائلا: "إذا كنتم تريدون السلام، يتعين عليكم مطالبة واشنطن بكبح جماح تل أبيب". في المقابل، أدان جميع السياسيين اللبنانيين تقريبًا، بما في ذلك رئيس الوزراء، انتهاك سيادة لبنان. وبدوره، أوضح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن واشنطن تؤيد حق إسرائيل في حماية نفسها من التهديدات التي يشكلها الحرس الثوري الإيراني، والأمر ذاته ينطبق على حزب الله، الذي أضافته الولايات المتحدة إلى قائمة المنظمات الإرهابية ويعتبر من ضمن آليات نفوذ طهران.
وأشارت الصحيفة إلى تزايد الحديث داخل العالم العربي عن العمليات الأمريكية والإسرائيلية المشتركة ضد الجماعات الشيعية في العراق، وذلك على خلفية الانفجارات الغامضة في قواعد الحشد الشعبي وكتائب حزب الله العراقي. وفي الوقت نفسه، اتهمت قادة الجماعات العراقية الولايات المتحدة بالسماح للطائرات الإسرائيلية دون طيار بغزو المجال الجوي العراقي وضرب إحدى قواعدها.
على صعيد آخر، مثلما هو الحال في لبنان، يمكن أن تؤدي الخلافات مع الولايات المتحدة إلى نشوب أزمة داخلية في العراق، على الرغم من أن السلطات العراقية لم ترد إلى حد اللحظة عن الانفجارات الغامضة التي استهدفت بعض مواقعها منذ نهاية تموز/ يوليو من السنة الجارية. ونتيجة لهجوم نفذته طائرة دون طيار في مدينة القائم العراقية بالقرب من الحدود السورية، قُتل ستة جنود من الميليشيات العراقية.
وبينت الصحيفة أن الجانب الإسرائيلي نفى تورطه في الهجمات العراقية. ومع ذلك، صرح بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي خلال لقاء تلفزيوني جمعه مع قناة إسرائيلية، "إن طهران تعمل على تدمير إسرائيل وإنشاء قواعد ضدها في إيران وسوريا ولبنان والعراق واليمن. لذلك، يبذل الإسرائيليون قصارى جهدهم لإحباط الخطط الإيرانية".
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن الهجمات الإسرائيلية ضد الأراضي السورية تزيد من تفاقم الوضع. وعلى خلفية ذلك، حذرت وزارة الخارجية الروسية من احتمال بدء نزاع مسلح واسع النطاق، قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بها.