هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن "التصور الإسرائيلي للميليشيات المسلحة في العراق يعتبرها تهديدا أمنيا حقيقيا، وبالتالي فإن لدينا مصلحة للمس بها، واستهدافها".
وأضاف يارون فريدمان في مقاله المطول بصحيفة يديعوت أحرنوت، وترجمته "عربي21"، أن الحديث هنا عن "67 ميليشيا مسلحة تمثل الشيعة العراقيين، وتحظى بدعم سنوي حكومي يصل 60 مليون دولار سنويا، وتتعاون مع المحور الاقليمي الذي تقوده إيران في المنطقة، وتبذل جهودا لنقل الأسلحة والوسائل القتالية عبر حدودها مع ايران لسوريا ولبنان والعراق".
وأضاف فريدمان أن "المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل تفيد بأن إيران تتطلع في السنوات القليلة القادمة لإقامة مسارين لنقل هذه الأسلحة: بري وبحري، يصلان بين إيران ولبنان، من أجل تسهيل نقل الوسائل القتالية، وتسريع سيطرتها العملياتية على سوريا ولبنان، وإقامة جبهة معادية جديدة ضد إسرائيل".
وأوضح أن "إسرائيل تراقب التحركات الإيرانية الجارية لافتتاح ميناء بحري جديد على شاطئ اللاذقية شمال سوريا، فيما تجري الجهود الميدانية لإقامة خط سكة حديد من إيران إلى سوريا مرورا بالعراق، ويمكن الافتراض أن الهجمات الجوية الأخيرة المنسوبة لإسرائيل ضد الميليشيات المسلحة في العراق، تأتي لإحباط الجهود الإيرانية لإبعاد مستودعات صواريخها المتطورة عن مرمى الطيران الإسرائيلي".
اقرأ أيضا: استهداف ثان للحشد الشعبي غرب العراق بطائرة مجهولة
وأشار فريدمان، خريج جامعة السوربون الفرنسية، والباحث بالشؤون الإسلامية بمعهد التخنيون بجامعة حيفا، إلى أنه "في حال ثبوت المسؤولية الإسرائيلية عن هذه الهجمات، فإننا أمام رسالة إسرائيلية الى ايران مفادها: لا مكانا آمنا لسلاحها في الشرق الأوسط، رغم أن إسرائيل تستغل الضعف الذي تعيشه عدد من الدول العربية في ساحتها الداخلية، وتنفذ ضرباتها الجوية ضد الميليشيات التابعة لإيران".
وشرح قائلا إن "إسرائيل تعتبر أن العراق خرج لتوه من حرب ضارية ضد تنظيم الدولة الاسلامية تسببت بدمار كبير للدولة العراقية، وانقسام سياسي بين الشيعة شرق البلاد، والسنة العرب في الغرب، والأكراد في الشمال، حتى ان الشيعة العراقيين منقسمين بين بعضهم، أحدهم تابع للمعسكر الايراني الذي يسيطر على الدولة ، وآخر تابع لمقتدى الصدر الذي يمثل شيعة البصرة وجنوب شرق العراق".
وأضاف أن "التقدير الإسرائيلي لوضع سوريا أن الحرب توشك على الانتهاء، والدولة مدمرة، والجيش السوري مستنزف كلياً، ويمر حاليا بمرحلة إعادة ترميم لقدراته، أما لبنان فهو دولة فاشلة اقتصاديا وضعيفة عسكريا، وتعيش فيها الطوائف حالة صراع داخلي، الواحدة ضد الأخرى، صحيح أن هذه الظروف في الدول العربية تعمل لصالح إيران، لكنها في الوقت ذاته تسهل على إسرائيل الوصول لكل نقطة تشكل تهديدا عليها".
وأكد أن "الشرق الأوسط بات يشهد مواجهة جلية بين معسكرين: إيران والولايات المتحدة، التي قد تصل حد الحرب العسكرية، وحرب بدأت لتوها بين إسرائيل وأطراف المحور الايراني في المنطقة، خاصة الميليشيات الشيعية، صحيح أننا لا نتكلم عن حرب متكافئة، فالتفوق الإسرائيلي الأمريكي فيها ظاهرا، لكن إيران لديها نقطة قوة لا تخطئها العين بفضل الردع الذي تحوزه في تهديد خصومها في المنطقة في حال تعرضها لهجوم خارجي".
اقرأ أيضا: تحقيقات بغداد خلصت إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجمات على الحشد
الكاتب الإسرائيلي ضرب على ذلك مثالا بما حصل من هجوم إيراني أخير على المنشآت النفطية السعودية، حيث "أثبتت إيران قدرتها على الإضرار بسوق النفط العالمي، وإسرائيل تدرك تماما أن حزب الله لديه قدرات صاروخية قادرة على المس بجبهتها الداخلية، خاصة استهداف ميناء حيفا".
وأضاف أن "استمرار الهجمات الإسرائيلية على الميليشيات العراقية تهدف أساسا لوقف نقل الأسلحة من العراق إلى حزب الله وسوريا، رغم أن ميليشيا الحشد الشعبي العراقية تشكل تهديدا ثانويا على إسرائيل، فهي بعيدة جغرافيا عنها، وتعيش حالة احتراب داخلي، لكن أساس استعدائنا لها تكمن في مساعدتها لحزب الله".
وختم بالقول أن "إسرائيل تتشارك مع الدول العربية السنية المحيطة بالعراق في إبداء القلق من هذه الميليشيات، لأنها تمثل نموذج "الدولة داخل الدولة" بإيعاز من ايران، حصل ذلك في اليمن، والعراق، ولبنان، ، ترى من سيأتي عليه الدور مستقبلا؟".